بعيداً عن تعدد مفاهيم الإرهاب وتباين أسبابه وأشكاله وأهدافه باعتباره ظاهرة عالمية لا تخص مجتمعاً بعينه يمكن أن نقول: إن الإرهاب الذي شهدته المملكة في الآونة الأخيرة مقصود به زعزعة الأمن والاستقرار الداخلي للبلاد، وإلحاق الأضرار المادية والمعنوية للمواطنين الأبرياء، هذا إذا استقرأنا النوايا الظاهرة لمن يقومون بهذه العمليات ومن يحرضون عليها، والمحرضون على ذلك - بلا شك - أيادٍ خفية خارجية تهدف في النهاية إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين، ويتآزر مع هذا المحرض دافع آخر صادف فكراً منحرفاً وفهماً خاطئاً لبعض أمور الدين لدى هذه الفئة المضللة التي تقوم بتلك العمليات التي يرفضها الإسلام وجميع الديانات السالفة، بل وكل إنسان لديه أدنى قدر من المشاعر الإنسانية. ويتجلى موقف المملكة الحاسم حكومة وشعباً إزاء هذه الآفة الخطيرة ممثلاً في البيانات والتصريحات الرادة التي أدلى بها ولاة الأمر نحو هذه الفئة وصحبتها مواجهة فعلية حاسمة لهم من قبل جهات الأمن في هذه البلاد. ولا يخفى على أحد الأضرار التي تتسبب فيها هذه الطائفة الباغية بأفعالها الشنيعة، تلك الأضرار التي لا يمكن التهوين من شأنها بحال من الأحوال على المستوى الأمني والاقتصادي والاجتماعي، والتي بلا شك يعم أثرها السلبي على الجميع أفراداً وجماعات. وإلى هؤلاء جميعاً.. أقصد تلك الفئة المضللة أقول لهم: اتقوا الله وعودوا إلى رشدكم، واعرفوا ما لهذا الوطن من واجبات تقدم على كل غاية، و بخاصة في هذه المرحلة الخطيرة من عمر الزمان، التي يمر بها العالم أجمع.. مرحلة التحديات والتأكيد على الهوية في زمن العولمة.. وأقول لهم كذلك: اعرفوا ما لولاة الأمر في هذه البلاد من حقوق في أعناقكم، وديون تثقل كواهل كم من لديه أدنى قدر من الوفاء والاعتراف بالجميل، وعليكم بمراجعة ما وقر في أذهانكم من مفاهيم، فوالله، ثم والله إن الإسلام الذي تزعمون أنكم تفعلون ما تفعلون باسمه هو المستهدف في النهاية.