يطلق على بعض أنواع الإكزيما الجلدية لفظ التهاب الجلد « التأتبي » وهو إستعداد وراثي للإصابة بالربو أو حمى الكلأ ،ويصيب هذا النوع من الإلتهابات نحو 2 % من الأطفال . أسبابه قد يكون أول سبب لحدوث هذه الألتهاب هو عامل الوراثة ،حيث أن 70 % على الأقل من المصابين به لديهم تاريخ مرضي عائلي للربو أو للالتهاب الأنفي الناتج عن الحساسية . وهناك سبب مهم آخر للإصابة بالتهاب الجلد التأتبي ،وهو خاص بالإضطرابات المناعية ،وأهمها زيادة إنتاج مادة الIGE ، وهي مادة تخرج من بعض خلايا المناعة و مسببة للحساسية ،ويصيب هذا المرض الرضع و الأطفال و كذلك البالغين . الرضع تبدأ الإصابة في وجه الرضيع عادة ولكن يمكن أن تصاب أماكن أخرى كالرأس ،وأكثر الأماكن إصابة من الوجه هي الخدان و الجبهه ،وعندما يبدأ الطفل بالزحف يمكن أن تصاب الركبتان و يخف المرض ويشتد من فترة إلى أخرى مع حكه شديدة تمنع الطفل من النوم . و يميل الجلد للتفتح،و تشفى نصف الحالات عند عمر سنة تقريباً و بعضها الأخر يدخل مرحلة التهاب الجلد التأتبي عند الأطفال . الأطفال عندما يصل الرضيع إلى مرحلة الطفولة فقد يصاب بالمرض لأول مرة أو تكون إصابته إمتداد للإصابة نفسها حينما كان رضيعاً ،وأكثر الأماكن إصابه هي منطقة المرفقين و العنق و المعصمين والرقبة و ظهر اليدين و القدمين وتتصف الإصابة في هذه المناطق عادة بالتحزز و تتقيح و يميل الجلد للجفاف و خصوصاً في فصل الشتاء ،كما يشكو الطفل من حكة شديدة . البالغون يأخذ التهاب الجلد التأتبي عند البالغين صورة مشابهة لما هو علية عند الأطفال الكبار من حيث التحزز في الثنيات و اليدين ،و يمكن أن تستمر لفترة طويلة ،وقد يحدث التهاب للجلد حول الفم و يمكن أن تنتشر الإصابة إلى الظهر و الكتفين ويعاني البالغون من الحكة الشديدة كماهو الحال في مرحلة الطفولة . الأعراض لأعراض المرضية المصاحبة لالتهاب الجلد التأتبي يمكن أن تترافق مع الربو و حساسية الأنف ،و يتصف المصابون بقابليتهم لحدوث التفاعلات الدوائية و الألتهابات الجرثومية والفيروسية بشكل كبير . ويبدأ التهاب الجلد التأتبي عادة عند سن 2 - 6 أشهر و ذلك بنسبة 75 %. ولابد من الإشارة إلى أن نسبة قليلة يستمر لديهم المرض حتى عمر 30 سنة بينما نسبة كبيرة أخرى تشفى عند البلوغ . العلاج يحتاج معالجة التهاب الجلد التأتبي إلى صبر وأناة من قبل الطبيب و أهل المريض و يجب تفادي مسببات المرض من ألبسة وغبار و يجب تجنب مضاعفات الأطعمة وخصوصاً الصناعية منها . د . نبيلة علي اختصاصية الجلدية مركز النخبة الطبي الجراحي