نظمت جمعية الأطفال المعوقين لقاء مفتوحاً مع أولياء أمور الطلاب والطالبات المعوقين من منسوبي الجمعية الذين تم دمجهم في مدارس التعليم العام خلال العام الدراسي الجاري في قاعة الأمير تركي السديري بمقر الجمعية بالرياض. وفي بداية اللقاء أكد الأستاذ عوض بن عبدالله الغامدي أمين عام الجمعية على أن الجمعية تولي قضية دمج منسوبيها من الأطفال المعوقين اهتماماً كبيراً باعتبار أن دمج الأطفال بمدارس التعليم العام من أبرز أهداف الجمعية، وذلك تفعيلاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية بضرورة العناية الفائقة بإعادة دمج الأطفال في بيئتهم الطبيعية بالمدارس والتعامل مع أقرانهم من الأطفال العاديين، وبعيداً عن بيئتهم المحمية داخل الجمعية بعد استكمال برامجهم العلاجية والتعليمية والتأهيلية. مشيراً إلى أن سموه يؤكد دائماً على أننا نواجه قضية الإعاقة باعتبارها قضية المجتمع كلّه وليست فقط الجمعية. ووضح أمين عام الجمعية أن هناك تنسيقاً وتعاوناً متميزاً بين الجمعية ووزارة التربية والتعليم وإدارة التربية الخاصة تحت مشرفها العام معالي الدكتور ناصر الموسى، وفي هذا الإطار نحاول تجنب سلبيات تجربة الدمج منذ البداية سعياً إلى تعظيم الفائدة من إيجابياتها التي تتزايد مع الاستمرار في تفعيل عملية الدمج. وتناول اللقاء الذي حضره عدد من المسؤولين بوزارة التربية والتعليم تجارب أولياء الأمور مع دمج أطفالهم وطرحوا العديد من الاستفسارات والأسئلة حول المشكلات التي تواجههم أثناء عملية دمج الأطفال وكانت أبرز القضايا الذي تناولها اللقاء عدم تهيئة كل المدارس التي استوعبت مؤخراً عدداً من الأطفال المعوقين حركياً إلى فصولهم الدراسية بالأدوار المرتفعة في المدارس، بالإضافة إلى عدم تأهيل بعض العاملين والعاملات وأيضاً المعلمون والمعلمات بالمدارس للتعامل بالأساليب العلمية السليمة مع الأطفال المعوقين. وأكد أولياء الأمور أن تجربة دمج أطفالهم بالمدارس ناجحة وساهمت بفاعلية في تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم وبقدراتهم وساعدتهم على مواجهة مشكلاتهم وتجاوزهم مرحلة الخجل من إعاقتهم أمام الآخرين وذلك في ظل تفوق العديد منهم بالدراسة. ومن جانبهم أكد مسؤولو التربية والتعليم والمشرفون على تفعيل عملية دمج الأطفال المعوقين بالمدارس على أن الإدارات التعليمية تسعى جاهدة لتلافي معوقات دمج هذه الفئة الغالية من الأطفال بالمدارس، منوهين بجهود مسؤولي الجمعية وفريق العمل المشرف على عمليات الدمج الذين ساهموا بفاعلية في تجنب الأطفال المدمجين العديد من المشكلات وذلك من خلال متابعتهم المستمرة لهم من مختلف الأوجه النفسية والاجتماعية والتعليمية. واختتم اللقاء بالعديد من التوصيات أبرزها ضرورة الاستمرار في عقد مثل هذه اللقاءات للتعرف دورياً على المشكلات التي تواجه عملية الدمج، ودعم وتعزيز التعاون بين الجمعية ووزارة التربية والتعليم والإدارة العامة للتعليم الخاص للوقوف لتقييم تجربة دمج الأطفال المعوقين بالمدارس والعمل إلى تجنب الجوانب السلبية للتجربة، بالإضافة إلى تفعيل تبني الجمعية لإقامة لقاءات دورية لأمهات الأطفال المعوقين من منسوبي الجمعية .