في مثل هذا اليوم من عام 1964 تم تتويج كاسيوس كلاي البالغ من العمر اثنين وعشرين عاماً بطلاً للعالم للوزن الثقيل في الملاكمة بعد هزيمته لسوني ليستون في مباراة من أكثر المباريات إثارة للجدل في التاريخ. تم إعلان فوز كلاي القادم من كينتاكي بعد انسحاب منافسه في نهاية الجولة السادسة في ميامي. فعندما ضرب الجرس معلناً بدء الجولة السابعة، ظل ليستون على مقعده في الركن الخاص به من الحلقة معرباً عن عدم رغبته في إكمال المباراة. وأجرى النائب العام في فلوريدا تحقيقاً في المباراة. قام ليستون ببناء شهرته على أساس قيامه بقهر منافسيه في الجولة الأولى بالضربة القاضية كما فعل مع فلويد باترسون واعتبر في عالم الملاكمة الرجل الذي لا يقهر. وقد جاء كلاي بعد أن عانى مهانة كبرى تمثلت في هزيمته بالضربة القاضية بواسطة اليسار الخطافية لهنري كوبر. وكان ليستون يتربع على العرش بلا منافس حينما تحداه البطل الأولمبي الحائز على الميدالية الذهبية كاسيوس كلاي الذي وصف حديث الخبراء بأنه مجرد هراء. وقد أعلنت الغالبية العظمى من الجرائد الرياضية التي قامت بتغطية الحدث عن أنه ليست هناك أية فرصة لكلاي حيث كانت المراهنات ضده بنسبه 1 إلى 7. وقد تم بيع نصف عدد المقاعد فقط وحضر المباراة حوالي 8000 شخص. وقد بدأت المباراة في الثالثة وعشر دقائق بتوقيت جرينتش في صالة كونفنشن في ميامي بيتش وكان من المتوقع على نحو واسع أن يحتفظ ليستون بلقبه في الجولة الثالثة. وكان ليستون، الذي كان يلقب (بالمدمر الأسود) يخطط لأن يدفع كلاي إلى الحبال أثناء الجولة الثانية ولكنه في الجولة الثالثة أجبر على التقهقر وكانت الدماء تنزف من عينه اليسرى. وبعد المباراة أعلن الاتحاد العالمي للملاكمة كلاي بطلاً للملاكمة في الوزن الثقيل بعد انتصاره في مباراته مع سوني ليستون. وكان إيد لاسمان، رئيس الاتحاد العالمي للملاكمة قد طلب تجريد كلاي من لقبه وإعادة اللقب مرة أخرى إليه إذا تحسن سلوكه في الشهور التالية. وأعلن المحامي العام لولاية ميامي ريتشارد جريستين أن التحقيق قد كشف عن أنه لم يحدث أي تلاعب بالمباراة. وأعلن محمد علي كلاي الذي اعتنق الإسلام أن الفوز على ليستون هو أهم حدث في حياته لأنه أثبت أنه يستحق أن يكون بطلاً للعالم.