إلى الفقيد الراحل والأخ العزيز المودع فهيد بن مشاري الحمود الذي وافته المنية إثر حادث مروري مروع في يوم الأربعاء الموافق 15-12-1425ه أسوق حروفاً صغتها من العماق، داعياً الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. أيَا صَحْبُ هل في الليلةِ اليومَ ظُلمةٌ أمِ العينُ غَطَّاها من الحزنِ غَاشِيا من الهولِ والآلامُ تجتاحُ خَافِقي وتُعلنُ في أَعْمَاقِ رُوحي تَلاَقِيا ألاَ هلْ صحيحٌ ما سمعتُ من الوَرَى بأنَّ (فُهَيداً) قد غَدى اليومَ نَائِيا ألا خَبِّروني هالَ ما قَد سَمِعتُهُ أحقّاً بِجوفِ الأرضِ أصبَحَ ثَاوِياً فَرُحمَاكَ يا رَبِّي لمنْ قَد قَبَضْتَهُ فَقَدْ كان للخيرات دَوْماً مُوَالِيا عَطوفاً محبّاً عَابِداً ومُكبِّراً شَغُوفاً بِحبِّ الخير للشَّرِّ قَالِيا سَلُوا مسجِدِي كم مرَّةٍ قد تَلاَ بِهِ سَلُوهُ عن الذِّكرِ المُبَجَّلِ تَالِيا وكَم لَيلةٍ في ظُلمَةٍ قد شَدَا بِهِ وفي الجوفِ آياتُ الكِتَابِ رواسيا سَلُوا الشِّبل كَم من سُورةٍ قد حَفِظْتَهَا على يَدِهِ بالأمس يا بؤس حاليا يُعَلِّم أشْبَال الوَرَى كلَّ آيَةٍ يبيّن منهم الذي كان خافيا سَلُوا كلَّ من في الأرضِ يعْرِفُ شَخْصَهُ سَيَصْرُخُ في الآفَاقِ واعِزَّتَا لِيا ألا لا تَلُومُوني بأن سُقْتُ دَمْعَتي على صَاحِبي إذ صِرْتُ ذا اليومَ بَاكِيا (فُهيْدٌ) أتَاكَ اليومَ عِزٌّ ومَغْنَمٌ شَهِيْدٌ - بإذن اللهِ - في الخُلدِ عَالِيا تَزُورُ مَرِيْضاً شَاكياً هَمَّ رِجْلِهِ وتَغْدُو بِخَيرٍ نَحْوَ ربِّك غَادِيا أَيَا رَبُّ فاجْعَلْ قَبْرَهُ رَوض جَنَّةٍ وَدَعْ نُورَهُ في الأرضِ يُصْبِحُ سَارِيا وفي الغُرَفِ العَليَاءِ حُطَّ رِحَالَهُ بِرَوحٍ ورَيْحَانٍ وكَوْثَرَ ساقيا وَصَبِّر فُؤَادِي يا إلهي فَإنَّني بِجَمْرِ الغَضَا أُكْوَى وعَزَّ دَوَائِيا وصَبِّر جَميعَ الأَهْلِ والآلِ إنَّهم تَكَوَّوا بِنَارِ البُعْدِ أنْ لا تَلاقِيا وَصَلِّ إلهِي كُلَّمَا لاحَ بَارِقٌ على المُصطَفَى المُخْتَارِ للنَّاسِ هَادِيا