الفريق سعيد بن عبدالله القحطاني وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فيظل الأمن مطلباً ملحاً وأساساً عظيماً من أسس الحياة الكريمة. ورجل الأمن يفترض فيه أن يكون ذا حس أمني عميق وذا شعور بالمسؤولية الأمنية رفيع يسعى بجد وإخلاص وتفانٍ لتوطيد دعائم الأمن وترسيخ أوتاده. وهو يمثل القدوة والأسوة للجميع. ولكن حين يقوم فرد من أفراد الأمن في أي فرع من فروعه (المرور - الشرطة - أمن الطرق... الخ) بالوقوع في المخالفة فهذه خطيئة. فإذا كانت عن تعمد فهي خطيئة كبرى، فكيف إذا كانت المخالفة عن تعمد وإصرار وتحايل واستغلال للمسؤولية وللسيارات الرسمية، كما يحصل من بعض منسوبي الدوريات الأمنية ودوريات المرور وأفراد الشرطة وغيرهم، حيث تراهم يسيرون بسياراتهم الرسمية بصورة طبيعية فإذا وصلوا إلى الإشارة والسيارات واقفة عندها حرّك صفاراته وأشعل أنواره ثم قطع الإشارة ثم عاد إلى سيرته الأولى في السير، أي أنه قطع الإشارة الحمراء دون ضرورة. وهذا استهتار وعدم شعور بالمسؤولية لا يقبل بأي حال. وهذا مجرد مثال له نظائر أخرى تعرف بالمتابعة والمراقبة. وإذا ما تركت مثل هذه التصرفات الفردية بلا علاج ولا محاسبة فستنتشر بين منسوبي الأمن مما ينذر بالخطر. وقد قيل (ومعظم النار من مستصغر الشرر). وإذا كانت عين الرقيب لم تقع على هذه المخالفات وأشباهها فإنه يمكن الاستفادة من المواطنين والمقيمين ليكونوا عوناً على تحقيق مزيد من الضبط وتلافي مظاهر التسيب والفوضى، ولعله أن يعلن عن رقم خاص لمثل تلك المخالفات، وهذا معمول به في الدول المتقدمة وفيه فائدة تعود على أفراد المجتمع بنشر الوعي بينهم وغرس الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن وإحساسهم بأنهم شركاء مع الاجهزة الأمنية في الحفاظ على الوطن ومكتسباته الحضارية ومثله وقيمه وأخلاقه. كما أنه من الأهمية بمكان اقامة دورات قصيرة في حفز الهمم وتطوير القدرات النفسية والعقلية والسلوكية ورفع مستوى الوعي والإدراك لمنسوبي القطاعات الأمنية بالتعاون مع الجامعات ونحوها. حفظ الله بلادنا من كل سوء أو مكروه وأعانكم الله وكافة رجال الأمن على ما أنيط بكم من مسؤوليات حياله. ابن الوطن