الموت حق. وكل نفس ذائقته ولا يميز يين صغير وكبير ولا بين صحيح ومريض ولا بين غني ولا فقير ولا يمنعه ذو منصب وجاه بل كل مخلوق له يوم معلوم لا يستأخر عنه ساعة ولا يستقدم ولكل أجل كتاب.. فالموت من الحقائق الباقية في دنيا الناس وكل حي يخشاه وللموت أسباب ولكن الموت واحد. فكم أناس يولدون وفي لحظة ولادتهم أناس يرحلون فعند الله سبحانه وتعالى الآجال مسطرة في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها. فها هي سحب الأيام تترى والليالي تنطوي والمصائب التي قدرها الله على عباده اختباراً وامتحاناً منه تبارك وتعالى ليعرف مدى صبر عبده على أقدار الله والصبر على أقدار الله من أنواع الصبر التي يجب على المسلم الإيمان والاعتراف بها. والله سبحانه وتعالى عندما ينزل المصيبة على عباده ينزل العزاء والسلوان فالمصيبة عند حدوثها كبيرة وما تلبث حتى تكون صغيرة ويسلو المصاب عنها وهذه من رحمة الله بعباده الصابرين المحتسبين ولا ريب أن الإنسان عندما يفقد عزيزاً لديه تغشاه الأحزان ولوعة الفراق على من فقد وهذه طبيعة النفس البشرية. والصابرون على أقدار الله لهم البشرى فقد شيعت محافظة رياض الخبراء أحد أبنائها الشباب وهو الشاب محمد بن صالح بن محمد بن حسن الحماد رحمه الله رحمة واسعة وأنزل عليه شآبيب الرحمة والغفران وأسكنه فسيح جناته وبشر الصابرين {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156} أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {157} البقرة. أيها الشاب الغالي والابن البار فراقك لا شك أنه أبكى القلوب وأسال المآقي. فلله ما أعطى وما أخذ فعزاؤنا لوالديه الصابرين المحتسبين المؤمنين بقضاء الله وقدره. عظم الله أجرهما وأحسن الله عزاءهما وغفر لميتهما وعزاؤنا لإخوته وإخوانه ولجدته وجديه الكريمين وجميع أهله وذويه وزملائه وأصدقائه وجميع أسرة (الحماد) أسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويجمعه مع أهله وذويه في مقعد صدق عند مليك مقتدر في جنات عدن. ذلك وعد الصدق الذي كانوا يوعدون, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.