* الأصوات العالية في المساجد في معظم المساجد تكون أصوات مكبرات الصوت مرتفعة جداً مما يؤذي المصلين، ويشوِّش عليهم، ويحول بينهم وبين الخشوع والطمأنينة وتدبر التلاوة، وقال لي بعض الإخوان: إنهم لفتوا انتباه إمام مسجدهم إلى هذا ورجوه تخفيض الجهاز داخل المسجد مع إبقائه مرتفعا خارجه، إلا أنه رفض ذلك وهذا شيء غريب وغير لائق، مطلوب في المسجد الهدوء والقراءة بصوت مناسب احتراما لكتاب الله، ورحمة بمشاعر الناس وأسماعهم وآذانهم. * إن شاء الله قلت في حلقة ماضية: إن بعض الناس يسيء استعمال هذه العبارة، ويأتي بها في غير مكانها كالدعاء (لا تقل: اللهم اغفر لي إن شئت.. بل اعزم المسألة) كقولهم أرجو أن أراك أو أرجو أن نلتقى - إن شاء الله - ، وهنا شيء غريب اعتاد عليه بعض إخواننا المصريين، وهو أنك إذا وجدت أحدهم يعمل في محل أو مؤسسة وسألته: هل هذه هي مؤسسة كذا أو مؤسسة فلان؟ يجيبك بقوله (إن شاء الله) بدل كلمة نعم.. كما اعتاد بعض شبابنا على استعمالها غير مهموزة في الوسط بدل كلمة حاضر ؛ فعندما يأمره أبوه أو غيره بأمر فيجيب (إن شا الله) ويقصد (حاضر) وهذه الأخيرة لا غبار عليها (إن شاء الله)!! * الوسوسة في الصلاة: قلت في مقال سابق: لا أحد يسلم من الوسوسة في الصلاة إلا من عصم الله إلا أن المصلين بين مُقِل ومُكثر، وأذكر أن واعظا - جزاه الله خيراً - قبل عدة سنوات نبهنا في المسجد الى ان النظر الدائم لموضع السجود والتركيز عليه يحول دون السَّرَحان (بفتح الراء) والوسوسة، وقد جرَّبت ذلك فوجدته صحيحا وعمليا ولكن إبليس (عدونا) يصرف المصلي عن النظر لموضع سجوده ويذكره بأشياء وأغراض فيسرح فيها وينشغل بها.. ومعروفة قصة المثل (وريال اليبيس) وفي رواية: (وريال الصقعي).. اليبيس: هو التمر اليابس والصقعي: نوع جيد من التمور أقبل الناس عليه مؤخراً ورغبوا فيه. قصة المثل ..أن شخصاً يصلي فسرح في صلاته وأخذ يجمع نقوده من بيع التمر، فنقصت ريالا واحدا فأخذ يبحث عنه، أين ذهب يا تُرى؟ ومن أين جاء النقص؟! وبعد فترة ربما قبيل انتهاء الصلاة تذكر اليبس الذي باع فضرب بكف على كف (صفق بيده) وصاح بأعلى صوته (وريال اليبيس) (وليس البيبسي) فذهب مثلا. ولا ننسى الآية الكريمة {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} والحديث (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم). * ومن العادات السيئة التي يفعلها بعض المصلين تخطي رقاب الناس وإيذائهم بالمرور من فوق أكتافهم، وبعض الخطباء يشاهد التخطي والايذاء ولا ينهى عنه يرون تخطياً في المجيء وتخطياً في الانصراف، وأعجبني ما وضع في بعض المساجد من فراغات في جوانب المسجد تركت بدون فراش بل وضع في بعضها شيء مرتفع قليلا يحول دون الصلاة فيها، وهذه الفراغات تساعد على عدم التخطي فيسير معها المصلون جيئة وذهابا، رأيت هذه الطريقة الجيدة في مسجد وزارة الزراعة، وفي مسجد الإمام تركي بن عبدالله، وفي مسجد مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وفي مسجد بمستشفى الملك فيصل التخصصي، وغيرها، وأقترح تعميم هذه الطريقة في كل المساجد لمنع أو تقليل تخطي رقاب الناس. * السبابة في التشهد: بعض المصلين لهم طرق مختلفة وعجيبة في حركة الأصبع (المصبع) في التشهد أثناء الصلاة فقد لاحظت ان معظمهم يحرك اصبعه (بهمزه) باستمرار (ويلوش به) بحركات سريعة لا أرى ما يدعو لها، وكنت سمعت الشيخ عبدالله بن حميد - رحمه الله - ينهى عن مثل هذه الحركات السريعة، والمفروض (في رأيي المتواضع) أن يرفع الأصبع عند قوله (أشهد أن لا إله إلا الله). ولما استفسرت من الشيخ محمد آل فهيد إمام المسجد الذي أصلي فيه أحيانا قال: ربما يكون الرفع عند كلمة (اللهم) وعند ذكر لفظ الجلالة، ولكن في هذا صعوبة من ناحية نطقه بكلمة اللهم ورفع الأصبع واتفاقهما. لم أهضم هذا التعليل، لأني لاحظت أن طريقة رفع الأصبع وخفضه سريعة جدا ومتوالية، فهي إذن مجرد عادة (لا داعي لها ولا معنى) درج عليها معظم المصلين. * العبوس والابتسام: بعض الناس كل حياته جِدّ في جِدّ وعبوس (وتكشير) لا مكان للابتسام والدعابة لديه، والجد الدائم والمستمر والعبوس تؤثر على العقل والجسم، (روِّحوا القلوب ساعة بعد ساعة..) وفي الحديث (... ولو أن تلق أخاك بوجه طلق). ليبتسم أحدنا في وجه الآخر، في الشارع والبيت والعمل وفي كل مكان.. الغريب ان البعض يستهزئ بمن يضحك وينتقد من يأتي بنكتة أو دعابة، وفي الريف (بالمناسبة) أن شخصا (صحفيا أو مذيعا أو غيرهما) أجرى معي مرة حواراً عن الفكاهة وغيرها وكان اسمه (فلان عابس!). * لاحظت أن أسماء بعض الشوارع في بعض المدن الصغيرة في منطقة الرياض هي بأسماء ملوك وأمراء، فقلت في نفسي ولمن معي المفروض أن تكون تلك الاسماء خاصة بالمدن الكبيرة، أما البلدات أو المدن الصغيرة فيجب أن تكون أسماء الشوارع فيها بأسماء المعالم الجغرافية والتاريخية الموجودة حول هذه البلدة أو فيها، أو بأسماء من اشتهر بها أو في القرى المحيطة من مشاهير أو علماء أو من خدموا المنطقة بجاههم أو مالهم، أليس كذلك يا رؤساء بلديات تلك البلدات. * الإذاعة والتلفزيون (والبوتاقاز) اعترف - بمرارة - أني لا أشاهد التلفاز (الرائي التلفزيون) ولا اخواته (الشاشات)، ولا أستمع للاذاعات وأعترف أنه يفوتني الكثير من المعلومات والفوائد، وهذا العزوف المستمر منذ سنوات طويلة لأسباب كثيرة لعل أهمها انشغالي بكتبي وأوراقي ومكتبتي ومكتبة قيس، ثم ما أصدم به من سماع ومشاعدة القتل والتقتيل والحوادث المفجعة في أنحاء العالم، والظلم الذي يرتكب والجرائم التي يتعرض لها المسلمون في أماكن كثيرة من العالم وخاصة في فلسطين والعراق، وكذلك عدم وجود برامج للترفيه عن النفس، وإن وجدت فقليلة ولا تدري متى وأين تجدها. * أهم الأنباء : أحيانا قليلة جداً ألجأ لإذاعة بانوراما (بنوا الأهراما) لأسمع الموجز ولكني أصدم بذلك الصوت الأجش (المنكر) الذي ينطلق من حنجرة صاحبه (كجلمود صخر حطه السيل من عل) كأنه نذير حرب بحماس منقطع النظير قائلا: (أهم الأنباء) وبدل أن أسمع أهم الأنباء أقفل المذياع وأستعيذ بالله (وأتوب). * ابقوا معنا: غريب أمر المذيعين والمذيعات أقصد (المذيعات والمذيعين) الذين يصدرون أوامرهم (غير المطاعة) للمشاهدين والمستمعين قائلين (ابقوا معنا) بصيغ الامر الصريح دون أن يصحبوها ب(لو سمحتم) أو (إن أردتم) أونحوهما، حتى الأخ تركي الدخيل فعل ذلك بالمناسبة فقد نشر رسماً هزلياً (كاريكاتير) (لا أدري أين؟) أعجبني، وكان نصه (ابقوا معنا.. الله يرحم والديكم). * برنامج اللغة الخالدة: ألم أقل لكم إن أشياء جيدة ومفيدة تفوتني في الاذاعات والتلفزيونات، ولكن ما حيلتي والحال ما ذكرت، ففي مدة بقائي بالمستشفى لإزالة الماء الأبيض من عيني سمعت من إذاعة المملكة برنامجا جميلا مفيدا عنوانه(اللغة الخالدة) كتبت اسم معده في ورقة ليست أمامي الآن. * الكتب الجديدة: منذ سنوات لم أعد أشتري أي كتاب لأن البيت امتلأ بها إلا ما ندر، وقد اشتريت كتابَيّ بفتح الباء د. عايض القرني (لا تحزن) و(ابتسم) فوجدت في الأخير الكثير من الطرائف التي كنت أعددتها لكتابي الذي عدلت عن اخراجه (ابتسم من فضلك) واكتفيت بوضع أهم ما فيه وفهرس ببعض ما فيه في دفتر صغير أحمله في جيبي، أقرأ فيه أحيانا لنفسي أو لأصدقائي وسمعت عن كتابين أحاول اقتناءهما (حدث في المحكمة) و(من دانت له الدنيا فرفعته... الخ)، الأول لسلمان العمري، والثاني لحنان السيف. فقدنا - في الجزيرة - قبل عدة سنوات قلم الأستاذ د. عبدالله بن عبدالرحمن الربيعي في زاويته التي كان عنوانها (دَيْوَنَه) (بفتح الدال وسكون الياء وفتح الواو والنون) لا بضم الدال والياء والنون والذي ودع قراءه بعنوان (بيدي لا بيد عمرو) بكلمة مؤثرة وطريفة، أرجو من (الجزيرة) إعادة قلم د. عبدالله لنا، كما فقدنا مؤخراً زاوية الأستاذ د. أنور الجبرتي، فلعله يعود، فالعَود (بفتح العين) أحمد. * نهر الرمة سماه م. عبدالعزيز السحيباني نهر الرمة وأسميه كذلك، وأؤيد اقتراحه في مقاله المنشور هنا يوم 20-10 وكنت أسميت وادي حنيفة (نهر حنيفة)!! * رأيت اليوم السبت 22-10 مقالا للمهندس عبدالعزيز الزنيدي وكيل بلدية عنيزة عن بعثرة النفايات في الحدائق والمتنزهات، وكان لي حديث مع أصدقائي وأصدقاء البلديات (المبعثرين)، وسيكون لي معهم حديث قادم. * حدث في مثل هذا اليوم هذه الصفحة الجميلة المفيدة التي أتحفت بها هذه الجريدة جيدة جدا، إنها تاريخ، لأهميتها وفائدتها طفقت أنزعها من الجريدة وأضعها في ملف، إنه كتاب تاريخ مزود بالصور والرسوم عما يتحدث عنه. * الشاعر نديم كميت رثى الشاعر نديم (حمد الدعيج) صديقه وزميله عبدالعزيز بن عثمان العنقري رحمه الله في هذه الجريدة يوم 18-10-1425ه بقصيدة وكلمة أثنى عليه فيها وذكر بعض ما يعرفه عنه، ومما جاء في كلمته: (كان يمتلك أخلاقاً عالية، وقلباً صافياً في هذا الزمن الموبوء بالقطيعة والجحود.. وتذكرت أولئك الذين ينظرون للدنيا بمنظار أكبر من حجم هذه الدنيا الفانية، أولئك الذين يحقدون ويحسدون الناس ويضايقون عباد الرحمن، فقلت كم هم مساكين، وترحمت على الطيبة وحسن الخلق، والشهامة في صديقي العنقري)!! ذكَّرتني عبارات الدعيج بما بين البشر في هذا الزمن من شحناء وبغضاء وحقد وحسد وخلافات لأتفه الأسباب وغيبة ونميمة وعداء وجفاء وعبوس وغضب وسباب. * كنت اقترحت عند العزاء في الصحف أن نقول: (فلان بن فلان - رحمه الله) بدلاً من قولنا (المغفور له -إن شاء الله-) أو (المغفور له بإذن الله) وأكرر اقتراحي وأذكِّر به، كما أذكر بقول (رحمه الله) بدلاً من (يرحمه الله).