لا يخفى على الجميع بأن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تقدم خدمات جليلة ومتعددة لأهم شريحة في المجتمع ألا وهي الشباب وذلك لاستثمار اوقات فراغهم بما يعود على انفسهم ومجتمعهم بالفائدة، وكذلك اكتشاف المواهب والمتميزين وصقلهم وزرع روح التنافس الشريف بين اعضاء هذا المجتمع وتكوين البذور الصالحة الخادمة لدينها ومليكها ووطنها، وحين تحقق ذلك فإنها تقوم بإبعاد الشباب عن المنزلقات الخطرة والانحرافات، وكذلك الافكار الهدامة لذا تحرص حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين ايدها الله كل الحرص على العناية بالشباب ممثلة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومن الواضح ان دور الرئاسة العامة هو التوجيه والتوعوية ولكن هناك تساؤل له اهميته الاجتماعية لدى الشباب وهو ما هو دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب تجاه فئة الشباب الاحداث؟ او بمعنى آخر ما هو الدور العلاجي الذي تقوم به الرئاسة للاحداث؟. لا يمكن القول ان الاحداث والمنحرفين ليست لديهم مواهب او افكار او ينقصهم الذكاء بل العكس فالحدث لديه درجة عالية من الوعي والذكاء ومنهم من لديه موهبة الرسم او الخط او اجادة لعبة رياضية بمهارة عالية او كتابة الشعر والقصة او فن التصوير وغيرها من الفنون والمواهب والهوايات، ولكن شاءت الاقدار والظروف الاجتماعية او الاقتصادية بأن يقوم بعمل غير سوي لم يقدر عواقبه فإذا به نزيل الدور الاصلاحية ولكن هل سيظل في هذه الدار طوال حياته؟ الجواب لا بالطبع سوف يخرج هذا الشاب الى المجتمع وبعد خروجه من سيتلقاه هل هم رفقاء السوء مرة اخرى ليعود بعد أيام للاصلاحية اما بدار التوجيه او دار الملاحظة وفي هذه الحالة تتكبد وزارة العمل والشؤون الاجتماعية جهودا كبيرة في مجال اعادة الشباب الى المجتمع كعضو نافع وفعال. والرأي المطروح هو لماذا لا تكون هناك نشاطات رياضية وثقافية واجتماعية داخل الدور الاصلاحية تشرف عليها الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالتنسيق مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية يتم خلالها اكتشاف المواهب الواعدة لدى الشباب التي يمكن صقلها ورعايتها ليكونوا اعضاء فاعلين في المجتمع لديهم الاحساس بأهميتهم ووجودهم، وانهم لن يتركوا بسبب وقوعهم في أخطاء لم يعرفوا مداها، وبالامكان ايجاد منافسات بين الدور والاصلاحيات في مختلف المناطق وان ينضم اليهم بعض اللاعبين المعروفين من الاندية المختلفة، وبعد انهاء الحدث مدة العقوبة ينضم لأحد الاندية لصقل موهبته تمهيدا لاشراكه ضمن اعضاء فرق ومنتخبات بلاده متى ما رأى المسؤولون اهليته، وفي هذه الحالة تكون الرئاسة العامة لرعاية الشباب قد ادت دورها الكبير الفعال في المجال العلاجي للشباب المنحرفين وذلك بالتعاون مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تجاه الشباب أهم شريحة في مجتمعنا اليوم. محمد عبدالله الجوهر