كثيرون من تشغلهم هذه الدنيا.. فتجدهم يلهثون وراءها سعيا نحو تحقيق ثروة سريعة... متعلقين بأحلام وأماني قد تكون للخيال أقرب منها للواقع.. فتجد البعض يتجه للاستثمار في هذا المجال وبعد فترة قصيرة ينتقل إلى مجال آخر بحجة أن المجال الأول غير مجد.. وهكذا يستمر في التخبط وإضاعة المال وفي بعض الأحيان يلجأ للاقتراض وفي نهاية المطاف يجد نفسه لم يحقق هذا أو ذاك. بدأت بهذه المقدمة للتأكيد على أن السبيل إلى الحصول على الثروة السريعة ليس بالضرورة كفاءة لوحدها، أو هي فقط لمن حصل على أعلى الشهادات العلمية، أو لمن ورث إرثا من والديه أو لمن فاز بجائزة كبيرة.. والمؤمنون بقدرة الله يقولون إنه قدر مكتوب، فهناك إنسان كتب له أن يكون ثريا، وعندما آن الأوان، حصل على الثروة المكتوبة له بأسهل السبل. هذا الكلام مؤكد حيث إن العديد من الأثرياء قدر لهم أن يحصلوا على ثرواتهم بمحض الصدفة أو بضربة حظ.. وسأسرد بعضا لمواقف حصلت لأشخاص وأصبحوا أثرياء من خلال ضربة حظ... فقبل مدة تحدثت الصحف الأمريكية عن شخص يدعى إدوارد جونز قام بشراء خريطة قديمة بثلاثة دولارات فقط من محل لبيع الحاجات المستعملة بولاية انديانا الأمريكية، وبعد فترة شاهدها أحد أصدقائه الخبراء فقال له إن هذه الخريطة واحدة من ثلاث خرائط اعتمدها العاهل الفرنسي لويس الرابع عشر باعتبارها أدق الخرائط الموضوعة للعالم، وذلك قبل ما يزيد على 300 سنة، وعندما انتشر الخبر عرضت عليه المتاحف العالمية شراءها بمبلغ 28 مليون دولار. وفي السنة الماضية ابتسم الحظ لإدوارد مرة أخرى عندما اشترى ثلاث وثائق قديمة بثمانية دولارات، وتبين فيما بعد أنها أصلية، وأنها تعود إلى عصر الفتوحات الاسبانية، وثمن الواحدة منها يزيد على 15 مليون دولار. قصة أخرى حدثت بداية السنة للمعلمة كلير باكمان من ولاية نيوجرسي الأمريكية عندما شاهدت طاولة قديمة أعجبتها وقامت بشرائها بمبلغ 25 دولارا، واكتشفت بعد ذلك أن الطاولة أثرية، وان ثمنها يزيد على نصف مليون دولار، وتقول كلير: إن صاحب المحل نفسه قال لها في إحدى لحظات النقاش على السعر: (لاأظن أنك جادة في شراء هذه الطاولة، إنها غير صالحة حتى لحمل مصباح صغير، وكل أهميتها تكمن في أن موديلها قديم). ولكن كلير اشترتها وعندما كانت تنظفها عثرت على نقش عليها يقول: (صنع جون سايمور وابنه لصناعة الخزائن). ولم تكن كلير تدرك أن هذا النقش له أهمية تاريخية. وبعدما نظفت الطاولة وأزالت الغبار الذي تراكم عليها خلال ما يزيد على 200 سنة، اتصلت بالمتاحف وتجار التحف، ولم تصدق ما سمعته عندما قيل لها ان سعرها يزيد على نصف مليون دولار، وقد باعت الطاولة في مزاد بمبلغ 514 ألف دولار. قصص الثراء السريع لأشخاص محظوظين كثيرة.. وبالمقابل هناك قصص ثراء لأشخاص استطاعوا أن يحققوا ثرواتهم بالجد والكفاح والصبر وسهر الليالي ولا يسع المجال لذكرها في هذا المقال. * كاتب ومستشار تسويق