في مثل هذا اليوم من عام 1852 تأسست الإمبراطورية الفرنسية الثانية على يد الإمبراطوري لويس نابليون الذي أصبح أول إمبراطور في هذه الإمبراطورية الثانية. أما الإمبراطورية الأولى فأسسها القائد الفرنسي الفذ نابليون بونابرت بعد أن أحكم قبضته على السلطة في فرنسا وحقق سلسلة انتصارات عسكرية في أوروبا قبل أن يتعرض للهزيمة والعزل والنفي إلى جزيرة سانت هيلانة بالمحيط الهندي حيث مات هناك. أما مؤسس الإمبراطورية الثانية لويس نابليون فقد ولد عام 1808 لشقيق نابليون بونابرات وعاصر ذروة مجد عمه. وعندما انهار نابليون بونابرت غادر أغلب أفراد عائلة نابليون بونابرت فرنسا وكان بينها لويس نابليون مع أمه التي وجدت وطنا لها في سويسرا بالقرب من الأراضي الفرنسية حيث ظلت تغذي في ابنها لويس نابليون الشعور بالعظمة والمجد من خلال الإشارة دائما إلى أرض الآباء المجاورة. وبعد وفاة ابن نابليون بونابرت الوحيد عام 1832 اعتبر لويس نابليون نفسه زعيماً للعائلة وقرر السعي من أجل استرداد العرش الفرنسي. ولكن طموحه هذا أدى إلى طرده من سويسرا عام 1838 فذهب إلى انجلترا. وفي فبراير عام 1848 تمكن من العودة إلى باريس مرة أخرى وسعى إلى حشد التأييد لمحاولته من أجل تولي رئاسة الجمهورية الفرنسية في ذلك الوقت. وفي عام 1850 تمكن من القفز على السلطة في الجمهورية الفرنسية الثانية. وبعد عامين شعر أن الأمر قد دان له فتذكر أمجاد عمه ولم يتذكر انكساره فأعلن عام 1852 تحويل الجمهورية إلى إمبراطورية ونصب نفسه إمبراطوراً عليها حاملاً اسم نابليون الثالث. وقد شهدت فرنسا خلال العشرين عاماً التي حكمها فيها نابليون الثالث رخاءً واستقراراً كبيرين ولكن الحلم انتهى بكابوس وكأن التاريخ يعيد نفسه حيث لقيت فرنسا هزيمة مخزية أمام ألمانيا في الحرب التي نشبت بينهما عامي 1870 و1871 فتمت الإطاحة بنابليون الثالث في سيناريو مشابه لسيناريو الإطاحة بعمه نابليون بونابرت.