قال الله تعالى:{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} (90) سورة الأنعام. ويقول عن نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - خاصة:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (21) سورة الأحزاب. ومما عرفناه في ديننا مما جاء في كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن الله أخبر عن حرف ومهن بعض الأنبياء وأمر بعضهم بالعمل في مهن محددة وحرف معينة، فنوح عليه السلام يأمره ربه بالعمل في نجارة السفينة وصناعتها، قال تعالى:{فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ} (27) سورة المؤمنون. وهذا داود يعمل حداداٍ يصنع الدروع.. قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ {10} أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } سبأ. وهذا زكريا عليه الصلاة والسلام يعمل نجاراً ويأخذ الأجرة على ذلك. ونبينا عليه الصلاة والسلام عمل في الرعي حيث كان يرعى غنماً لأهل مكة على قراريط وعمل في التجارة لخديجة رضي الله عنها وركب الدواب صلى الله عليه وسلم، كل ذلك دليل على شرف العمل المباح وتواضعه - صلى الله عليه وسلم -، وقيل إن آدم عليه السلام كان يحرث الأرض. إذاً فالعمل المهني مطلب ملح ولاسيما في هذا الوقت الذي تحتاج البلاد فيه إلى سواعد أبنائها لتستغل القدرات وتُبرز الإمكانيات وتكتشف المواهب في التخصصات المهنية والأعمال الحرفية، لذا فلا بد من الاهتمام بإقامة المعارض المهنية في المدارس والإدارات التعليمية وليكن هدفها ألا وهو تنمية الاتجاهات الايجابية تجاه الأعمال المهنية وتعزيز الثقافة المهنية لدى المجتمع عامة والشباب خاصة.والحمد لله رب العالمين