يعتبر التحول التدريجي للون الشعر إلى الأبيض (الشيب) من أهم علامات التقدم في العمر، وسواء كانت هذه العملية عادية أو مرتبطة بأحد الأمراض، فإنها تحصل عندما لا تفرز الخلايا الصبغية كمية كافية من المادة الصبغية، وهذه العملية مرتبطة إلى حد كبير بدورة نمو الشعر. أتاحت الدراسات الحديثة فهماً أكبر لظاهرة الشيب، ولا يرتبط الإطار الزمني للشيب بلون الشعر أو جنس الشخص، ومع ذلك فهو ليس ثابتاً داخل أو بين المجموعات البشرية، ويبلغ معدل العمر عند حدوث الشيب لدى القوقازيين 34 سنة (+ 9.6 سنوات). وأظهرت دراسة أجريت في أستراليا عام 1965م أن 50% من هذه الفصيلة لديهم 50% من الشيب بحلول عمر ال 50 بينما لدى الأفارقة فإن معدل العمر لدى حدوث الشيب أكبر قليلا 35 سنة (+ - 10 سنوات) ويرتفع هذا العمر لدى الآسيويين إلى أواخر الثلاثينيات. ويبدأ الشيب عادة في اللحية ثم فروة الرأس خصوصاً على الجانبين يليها مقدمة الرأس وأخيراً المؤخرة، وبشكل عام يعتقد أن بدء حصول الشيب لدى الإنسان ينتقل وراثياً بشكل سائد Dominant وأظهرت الدراسات أن ظهور الشيب يأتي نتيجة تناقص أعداد وفاعلية الخلايا الصباغية في جذور الشعر وعدم قدرتها على إنتاج خلايا صباغية تستطيع أن تعطي الميلانين. وبعد عمر الثلاثين تتناقص أعدادها بمعدل 10 إلى 20% لكل 10 سنوات وبشكل عام فإن الإصابة بالشيب دائمة، مع أنه قد يحصل أن يرجع اللون بشكل مؤقت نتيجة التهاب، أشعة x، أو بعض العلاجات الكيماوية. وفي حالات الشيب المبكرة قد يعود اللون نتيجة إنتاج الخلايا الصبغية لجرعة مفاجئة ومتقطعة من الميلانين ما تلبث أن تخبو ولا يمكن اعتبارها عودة الشعر للونه الطبيعي، وقد يحصل الشيب كحالة عامة أو قد يكون موضعياً في مناطق محددة، ويعتبر مبكراً إذا كان تحت عمر 20 سنة بين القوقازيين و30 سنة لدى الأفارقة. والنوع الوراثي منه يأتي ببطء ويغطي بعض الشعر على الرأس ويبدأ رمادياً ثم يصبح أبيض بحلول منتصف العشرينيات من العمر، وقد يرتبط الشيب المبكر مع بعض أمراض المناعة الذاتية مثل البهاق، وكذلك بعض أنواع فقر الدم. وفي الحالة الأخيرة يعود الشعر إلى لونه الطبيعي بعد المعالجة كما أنه قد يترافق مع حالات فرط نشاط الغدة الدرقية وبعض الأمراض الوراثية وحالات نقص التغذية. وهناك بعض حالات الشيب الفجائية بعد صدمة عاطفية أو جسدية أشهرها حالة ماري أنطوانيت زوجة لويس الرابع عشر عندما تلي عليها الحكم بالقتل والملك هنري عندما هرب من مذبحة بارتولوميو عام 1572م. وحتى الآن لا يوجد تفسير واضح لهذه الحالات بين أطباء الجلدية، والنظرية السائدة الآن هو ترافق بعض من هذه الحالات مع الإصابة بالبهاق أو الثعلبة. أما بالنسبة للشيب كمؤشر على الصحة العامة، فقد أظهرت بعض الدراسات أن حدة وجود الشيب والتجاعيد على الوجه والصلع قد تكون مؤشراً على الإصابة بالجلطات القلبية حتى في غياب العوامل الأخرى التي تساعد على هذه الإصابة، والأهم من ذلك وجدت الدراسات أن هناك ارتباطاً قوياً بين التدخين وظهور الشيب لدى الرجال والنساء على حد سواء، ومع أن السبب لم يتم تحديده ولكن يعتقد أنه بنتيجة تأثير التدخين السلبية على الجهاز الجسمي ككل. (*) عيادات ديرما - الرياض