مع مطلع دخول (الوسم) وقرب حلول فصل الشتاء بدأ الكثير من أهالي مدينة بريدة شأنها شأن الكثير من مدن وقرى المملكة بالاستعداد لتشييد المخيمات في بعض المتنزهات البرية وخصوصاً في (متنزه بريدة البري) المسمى (بعريق الطرفية) حيث بدأ الكثير من عشاق البر بنصب الخيام مع منتصف شهر شعبان، وقد شيد البعض المخيمات الكبيرة التي تعد من (فئة 5 نجوم) لطرحها للإيجار لمن يرغب في وضع المناسبات في المناطق البرية وقضاء بعض الأوقات الممتعة في الطبيعة الرملية البديعة. (شواطئ) ومن خلال رصدها لبعض المشاعر عبر الكلمة استطاعت ان تخرج ببعض النقاط التالية: الكل متلهف (وخاصة ونحن في بداية الوسم) لنزول الأمطار لتضفي على الأماكن البرية رونقها الطبيعي من ظهور العشب وتكون (الغدران المائية) ويرى الجميع بأن جو هذه الطبيعة لا يكتمل رونقه إلا بنزول المطر، والكل يرجو الله - سبحانه وتعالى - أن يجود بالغيث ويروي أرضه العطشى بالمطر لتكتمل روعة الطبيعة بأهم عوامل الاستمتاع بها وهو المطر. إن عشق أهالي القصيم للبر لا حدود له، كل ذلك تدركه عندما ترى الحركة الكثيفة على محلات بيع الخيام، وعلى محلات (لوازم الرحلات البرية) التي بدأت استعداداتها مبكراً لتأمين العديد من البضائع الخاصة بذلك. هذا بشأن الاستعداد لموسم التخييم، لكن على الجانب الآخر هناك ما يعكر متعة هذه المناسبة الجميلة والتي تتمثل بعدة إشكاليات نلخصها بالنقاط التالية كما يشير لها بعض من يرتادون المناطق البرية أو (يخيمون بها) . أول تلك الإشكاليات هو استحواذ أصحاب تأجير الدراجات النارية على أماكن عديدة بشكل عشوائي مما ينذر بحصول العديد من المنغصات التي ستقلب هدوء البر رأساً على عقب، إضافة لما تشكله هذه الدراجات من خطورة وخصوصاً على فئة الأطفال كون البعض يشير إلى أن هذه الدراجات تفتقر للكثير من عوامل وعناصر السلامة، والكثيرون يأملون التشديد على هذا الأمر، ويقترح هؤلاء أن يتم وضع ميادين مخصصة ومضامير تجمع بها كل الدراجات على أن لا يسمح بخروج هذه الدراجات من هذه الميادين على الإطلاق ويتم اللهو بها في هذه الميادين فقط، وهذا أمر فيه تنظيم وتقليل من الخطورة كون بعض الأطفال يذهب بالدراجة للأماكن الخطرة وكذلك الطرق الخطرة العابرة للكثير من المواقع البرية. ونحن نأمل من البلدية أن تطبق هذا المقترح لتحقق المصلحة العامة. ويوجد أيضاً قضية خطيرة أخرى ألا وهي تعدد السرقات لعدد من الخيام وما تحويه، وهذا تكرر بشكل كبير في العام الماضي، فيا حبذا لو تواجدت فرقة أمنية ثابتة في الموقع للقضاء على هذه السرقات ومرتكبيها. أما هواة (التطعيس) فهم الآخرون يشكلون قلقا لمرتادي البر كون هؤلاء (المطعسون) يختارون أضيق الأماكن قربا من المخيمات وخصوصاً مخيمات العوائل لممارسة هذه الهواية التي تعكر صفو المتنزهين. إضافة إلى أن هواية التطعيس هذه حدث جراءها في الأعوام السابقة حوادث مأساوية ومؤثرة. وهذا يؤكد ضرورة تواجد فرق أمنية لمباشرة ذلك. كما أن الطريق الممتد من طريق الطرفية والمار من خلال متنزه بريدة البري تجاه (هجرة السويدة) هو الآخر مشكلة بحد ذاتها نظرا لضيق هذا الطريق وعدم ازدواجه بالنظر لكثافة الحركة (الكبيرة) عليه في مثل هذه الأيام، ولا زلنا نذكر في الأعوام السابقة حوادث شنيعة ذهبت فيها ارواح بريئة. أما عملية النظافة في هذا الموقع فتحتاج للكثير من العناية من قبل البلدية. وأخيراً فالكل يأمل ان تتحقق هذه المطالب بشكل سريع يضمن - بإذن الله - ان يستمتع المتنزهون في هذا المتنزه البري بكل متعة لا يعكر صفوها مثل هذه الأمور التي بيد الجهات المختصة حلها بيسر وسهولة.