ان اضطرابات عجز الانتباه وفرط النشاط (ADHD) علامات شائعة لتناذر يحدث في الطفولة، سُمي سابقاً الخلل الوظيفي الدماغي الأصغر أو تناذر فرط الحراك. وقد أُعتبر عدم الانتباه المظهر الرئيسي في هذا التناذر أكثر من فرط النشاط وهذا هام لأنه ليس كل طفل لديه عجز في الانتباه لديه فرط نشاط، كما ان هؤلاء الأطفال يقل نشاطهم بمرور الوقت دون أن يتأثر عدم انتباههم. ثم غُيرت التسمية فأصبحت (اضطراب عجز الانتباه وفرط النشاط) (ADHD) لأن كلا العنصرين موجود عادة.. غالبا يوجد مظهر ثالث مرافق وهو الاندفاع أو التهور. يلاقي عادة الأطفال المصابون صعوبات في ثلاث نواح وهي: 1- السيطرة على الانتباه. 2- السيطرة على النشاط. 3- السيطرة على الاندفاع. و لكن ليس بنفس الدرجة بالضرورة. تتراوح نسب انتشار هذا التناذر حسب التعريف المستخدم للتعبير عنه ولكن بشكل عام يقدر بحوالي 3 - 10% من طلاب المدارس.. وهو ليس محصورا في أية فئة اجتماعية معينة.. ويصاب الذكور به اكثر من الإناث بحوالي 4 - 10% أضعاف من كافة فئات الأعمار. ان المميزات التي تعتبر وصفية لتشخيص ADHD هي: 1- بدء الأعراض يجب أن يكون قبل سن السابعة. 2- تعتبر فترة ستة أشهر تكون فيها الأعراض واضحة هي اقل فترة مقبولة لوضع هذا التشخيص، ويجب أن يكون لدى الطفل المصاب 8 تصرفات سلوكية خاصة أو أكثر من أصل ال14 تصرفاً سلوكياً وجميعها مقارنة لما هو متوقع للطفل الطبيعي في نفس العمر العقلي. هذه التصرفات هي كالآتي (مع العلم أنها مرتبة وفقاً لتناقص القدرة على التمييز): 1- يتململ الطفل بحركات عصبية بيديه أو قدميه عادة, أو يتلوى متضايقا في مقعده، أما في المراهقين فيقتصر هذا التصرف على شعور ذاتي بعدم الارتياح. 2- يجد الطفل صعوبة في البقاء جالسا عندما يُطلب منه أن يفعل ذلك. 3- يتحول اهتمامه بسهولة بالمنبهات الخارجية. 4- يجد صعوبة في انتظار دوره في الألعاب أو انتظار دوره في المجموعة. 5- يجيب دون تفكير على أسئلة قبل أن يكتمل طرح هذه الأسئلة عليه. 6- يجد صعوبة في اتباع تعليمات الآخرين. 7- يجد صعوبة في أن يحافظ على انتباهه عند القيام بواجباته أو عند القيام بفعالياته الأخرى. 8- ينتقل غالبا من إحدى الفعاليات (النشاطات) إلى فعالية أخرى دون أن يكمل الأولى. 9- يجد صعوبة في أن يلعب بهدوء. 10- يتحدث بإفراط عادة. 11- يقاطع أحاديث الآخرين غالبا أو يتدخل بالآخرين كتدخله بألعاب غيره من الأطفال. 12- يبدو هؤلاء الأطفال عادة وكأنهم لا يصغون لما يقال لهم.. 13- يضيع هؤلاء الأطفال غالبا أشياءهم الضرورية للقيام بواجباتهم في المدرسة والبيت مثل الألعاب - الأقلام - الكتب. 14- يتورط هؤلاء الأطفال عادة بنشاطات فيزيائية دون تقدير النتائج الممكنة. وهذه الأعراض غير واضحة دوما في كافة الأحوال بشكل متساو ويحتاج الطبيب أن يسأل ويستفسر حول الطفل في ثلاثة أماكن هي: 1- المنزل (الأسرة). 2- المدرسة. 3- الرفاق (الأصدقاء). وكلما كانت الأعراض اكثر والضعف أشد وأشمل زادت شدة هذا التناذر. التشخيص التفريقي: 1- السلوك الطبيعي المليء بالحيوية والنشاط. 2- التخلف العقلي. 3- الاضطرابات العاطفية الشديدة. 4- العجز السمعي أو البصري. 5- فرط نشاط الدرق. 6- اضطرابات استقلابية مثل التسمم بالرصاص او نقص السكر. 7- اضطرابات عصبية مثل داء الرقص. المظهر السريري: غالباً ما تكون قصة الطفل انه كان يبدو ممغوصاً عندما كان رضيعاً وكان يجد صعوبة في البقاء ثابتاً أو ساكناً ويجد صعوبة في النوم وانه بشكل عام كان سريع التهيج والإثارة. وأن الطفل قبل المدرسة كان مفرط النشاط ويوصف بأنه خشن وتعوزه الرقة مع كل الأشياء، وانه من الصعب تهذيبه وتعليمه قواعد السلوك وأن له مزاجاً حاداً مع نوب غضب وانه يركز انتباهه لفترات قصيرة وذلك في سن الروضة، إما خلال سن المراهقة فيحصل تحسن بالأعراض الحركية. التشخيص: (قد تكون القصة عائلية إيجابية في تناذر ADHD)، أما الفحص الفيزيائي فله قيمة كبرى لنفي التشاخيص الأخرى. لا يفيد تخطيط الدماغ الكهربائي EEG في التشخيص إلا إذا كان لدى الطفل دليل سريري على وجود شذوذ ما.. كالنوب المرضية مثلا وهذا يقود بشكل منطقي إلى فحوص أخرى مثل التصوير الطبقي المحوري CT). تعتبر الاختبارات النفسية القياسية هامة جدا وهي تتضمن تحديد مستوى الذكاء والقدرة على الإدراك الحسي وكذلك تحديد القدرة على القراءة، كما يجب استقصاء حالة السمع والكلام والرؤية. العلاج: استخدم صنفين أو نوعين من الأدوية الكيميائية: 1- المنبهات. 2- المهدئات. تقلل المنبهات من الفعالية والنشاط غير الموجه وتسمح بإنجاز افضل.. في حين تقلل المهدئات الفعالية ولكنها تعوق القدرة على التعلم.. قد يستجيب بعض الأطفال للمهدئات ولكن المنبهات أظهرت أنها اكثر فعالية وتحدث الاستجابة لها في 60 - 80% من المرضى وعادة بشكل مدهش مع حدوث تحسن ملحوظ خلال يوم أو يومين.. يمكن إن تنقص الاستجابة للعلاج أو تزداد حسب العوامل العاطفية والبيئية ويجب نصح العائلة لسماح الطفل إن يعبر عن خيبته أو فشله أو إحباطه وأن يتخلص من أعماله العدوانية وشعوره بالذنب وهذا جزء ضروري من العلاج. لا توجد عوامل دوائية متوفرة تكفل التعلم لكن هذه الأدوية تجعل الطالب قادراً على ان يركز. وتتراجع في سن المراهقة كثير من أعراض فرط النشاط ولكن يبقى لدى الطفل أعراض وعلامات تعتبر بمثابة ندبات تالية لإخفاقات سابقة. د. رائد وفيق بدور أخصائي طب الأطفال مستشفى المركز التخصصي الطبي