توقفت قليلاً أتأمل بعد لقاء الجارين اللدودين الهلال والنصر.. ماذا فعل ابن الهلال البار (سامي بن عبد الله الجابر).. فعلمت أن ما فعله هذا الشاب النحيل لا يعدو كونه قليلاً من كثير مما يملكه.. فسامي هو سامي، ولكن الذي تغيَّر هو قناعات من هم حول سامي.. فقد ذهب الخواجة (الغلبان) أديموس، وذهب مساعده (السمسار) يان، ورحل برفقتهما مجموعة من (الوشاة) فزال السحاب والركام من حول ذلك النحيل ليظهر القمر سامي ويغرد، فجميعنا نعرف من هو سامي؟ وأين سامي؟ وكم سامي؟ ومتى سامي؟ ولكن المشكلة أن هؤلاء يعلمون ولا يريدون غيرهم أن يعلم، فخدعوا الخواجة الفاشل بلغة الحسد والكراهية وسقطوا بجواره وتواروا ولم نعد نراهم.. فلغتهم هي لغة الفشل كما هو نفسهم ثاني أكسيد الكربون.. فجلبوا لذلك الفاشل العار، والخروج من المولد بلا حمص للزعيم.. يتعاملون مع القلم وكأنهم في حلبة الملاكمة بالركل والرفس، لكل ما هو جميل، والتطبيل لكل ما من ورائه مصلحة، والبكاء على الأطلال والبحث عن العولمة المصطنعة، والتظاهر بالثقافة وشهاداتهم لا تتعدى الكفاءة المتوسطة.. فظهر ابن الجابر، وألجم أفواههم ولخبط عقولهم وجعلهم في الموقف الحرج مثل الأطرش في الزفة. ولعل مستوى الجابر أخيراً يؤكد أن الجو في الهلال بلا سحاب ولا ركام، والفضل يعود بعد الله للأمير الشاب الأمير محمد بن فيصل الذي يبحث عن كل ما من شأنه رفعة شأن الهلال، ومثل ما أسعدنا سامي فقد حزنا على إهدار هذا الكنز الجميل في الموسم الكئيب (الماضي) الذي كان مليئاً بكل ما من شأنه أن ينغص على جمهور الزعيم، ويكفي أننا لم نأخذ نصيبنا من هذا الفتى الرائع فلم نشاهده في كثير من المناسبات ولعلنا الآن قد علمنا من هو المصيب، ومن هو المخطئ، وذلك بلغة السهولة والمنطق.. فها نحن نشاهد (الذئب) كما نعرفه وها نحن نشاهد الأشقاء في الإمارات ومنتخبهم يتخبط مع (المسكين) آديموس والسمسار (يان) وهم يخسرون من منتخبات ضعيفة مثل اليمن وتايلند ويودعون البطولات من تصفياتها الأولية ويعيدون المتصدر الأبيض لذيل القائمة. الكنز (سامي) من شاهد سامي علم أنه أصيل مثل الذهب.. فسامي كما هو الذهب لا يصدأ أبداً، وكل ما مرَّ به الوقت يزداد زهواً ولمعاناً، هذا (الثمين) كيف نحافظ عليه، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، وماذا سنعمل له وهو يطوي آخر صفحات كتابه؟ وماذا سنقدم له وهو يعطينا كل ذلك؟ ما يحتمه الواجب علينا هو أن نبقى أوفياء مع من قدَّم لفريقه وبلاده الذهب ومن أفنى أكثر من عشر سنوات من عمره في إسعادنا، فالمعادلة ليست صعبة ورموزها أسهل من شرب الماء والحل هو (ادعموا الجابر واستمتعوا بكرة القدم بعيداً عن التعصب). التاريخ لا يكذب! هناك ثمة أشياء لا يمكن لأي شخص أن يتجاوزها مهما كانت بغيضة لنفسه، ولعل اللغة التي لا تكذب لكنها قد تجلب (المرارة) للبعض قد أنصفت سامي الجابر.. وهذه اللغة هي لغة الأرقام، ولغة التاريخ، فالجابر هو من حقق جميع الألقاب ورفع أنواع الكؤوس وحقق لنفسه ولبلاده ولفريقه أشهى البطولات، وألذ الأهداف، فسامي لم يكن في يوم من الأيام (أنانياً) أبداً، فهو لا يسعد نفسه فقط بل يتجاوز كل هذه الشكليات ويبحث عن وقوده، وهم الجمهور فيسعدهم بعبارات الغزل من مهارات ويمتعهم بقصائده التي تهز الشباك ويداعبهم بركل الكرات، ويحفظ لهم حقوقهم من أمام خصومهم بكل اللغات.. وهكذا هم الكبار دائماً وأبداً يظهرون في الوقت المناسب كاسرين حاجز الضغوط ومتحدثين بلغة الإبداع. وقفات... - أهداف سامي الأخيرة ليست جديدة ولكن ما دفع محبي سامي للفرح بها هي أنها وضعت حداً لمن يريد أن يفقد الجماهير الثقة في نجمها المحبوب. - ما قدمه الجابر في لقاء فريقه بالنصر.. محاضرة لفن ومهارات كرة القدم الحديثة. - كم هو غبي من يوجد لديه مثل سامي ويتركه من دون أن يستفيد منه. - مشكلة سامي الجابر أنه يرفع الضغط لدى المؤلفة قلوبهم! - في لقاء الهلال والنصر ظهر كعادته عمر الغامدي بمستوى رائع وكذلك محمد الشلهوب. - أخيراً أيضا من لا يعجبه المنطق فليشرب من ماء البحر! [email protected]