في مثل هذا اليوم من عام 1954 دخل الزعيم الفيتنامي هوشي منه عاصمة بلاده هانوي بعد انسحاب القوات الفرنسية منها في أعقاب توقيع اتفاق باريس بين حركة التحرير الوطني الفيتنامية بزعامة هوشي منه والحكومة الفرنسية. وكانت فيتنام قد خضعت للاحتلال الفرنسي منذ القرن الثامن عشر عندما تمكن الفرنسيون من الاستيلاء في أعقاب عصر الكشوف الجغرافية. ورغم هزيمة فرنسا في بداية الحرب العالمية الثانية وخضوعها للاحتلال الألماني فإن المستعمرات الفرنسية ظلت على ولائها لحكومة فرنسا الحرة التي شكلها الجنرال شارل ديجول في الجزائر. وعندما تمكن الحلفاء من تحرير فرنسا وإعادة السلطة في باريس إلى حكومة فرنسا الحرة رفض الفرنسيون الاعتراف بحق الشعوب المحتلة في التحرير، ومن بينها فيتنام. لكن الفيتناميين، بقيادة هوشي منه، نظموا ثورة مسلحة ضد الوجود الفرنسي وأعلنوا قيام حكومة مستقلة لبلادهم. ولم يهنأ الفيتناميون ولا هوشي منه طويلا بالاستقلال عن الحكم الفرنسي، إذ سرعان ما هاجمت الولاياتالمتحدةفيتنام في مطلع الستينيات من القرن الماضي بسبب التوجهات الشيوعية لهذه الدولة المستقلة. فقاد هوشي منه مقاتلي فيتنام الشمالية في الحرب ضد الولاياتالمتحدة على مدى ما يقرب من عشر سنوات حتى تحقق لهم النصر. واضطرت الولاياتالمتحدة إلى سحب قواتها من فيتنام بعد أن فقدت حوالي خمسين ألف قتيل وخسر الفيتناميون ملايين القتلى والجرحى. ولد هوشي منه في التاسع عشر من مايو عام 1890، ورحل عن عالمنا في الثالث من سبتمبر عام 1969 وشغل منصب رئيس الوزراء الفيتنامي عام 1954 ثم رئيس فيتنام من عام 1954 إلى 1969