خرجت حروفي راعفات تشتكي من خاطر فتكت به الأسقام إني لأصرخ بالحقيقة مرغماً ولكم أطال بصمتي الإرغام إن المتأمل لما يحدث في هذا الزمان من كوارث وأزمات يهتز لها الوجدان.. تجعله يتدبر ويتأمل في هذا الكون وهذا الزمان.. الذي فيه ينكر الأخ لأخيه، وتُقطع فيه الأرحام، ويهجر الابن فيه أباه، ويعقه، ولا حول ولا قوة إلا بالله. فما يصيب الإنسان من مصيبة إلا بما اقترفته يده، في زمان قلَّ فيه الاعتصام بحبل الله.. زمان يجري فيه البشر وراء شهواتهم ورغباتهم، زمان يكثر فيه الحقد والحسد والتباغض.. وما كان ذلك إلا بسبب الابتعاد عن شريعة الله وسنة نبيه.. فلنتأمل حياة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان القرآن هو الدستور، والرسول هو القدوة، إنه والله زمان الإيمان الحق.. فيه القلوب النقية.. التقية.. الصافية.. فيه التعاون والإخاء والمحبة.. فيه البذل والعطاء والتضحية، هدفهم وغايتهم رضا الله ثم رضا رسوله عليه الصلاة والسلام.. ورغم تلك الحياة التي يعرفها الكثير منا، والتي تعلمناها منذ صغرنا في جميع مراحلنا التعليمية إلا أنه وللأسف الشديد نهمل ما بها من عظات وحكم. إننا نعيش زمن امتلأت فيه قلوب البشر بالغل والحقد والأنانية.. إنها والله قلوب مريضة.. ابتعدت عن منهاج الشريعة الإسلامية. إنه زمان أصبح فيه البشر يتضجرون مما يصيبهم من مصائب ونكبات متناسين أن الله هو الخالق، وهو المُقدر لكل إنسان ما أصابه، فإن صبر وشكر كان له خير، وإن تضجر وسخط فعلى نفسه. والكل منا يُوقن اليقين التام بأن هذه الدنيا زائلة لا محالة، ولا يبقى إلا العمل الصالح. بالحب أطرق.. والحروف زواجر رأس الغفاة كفى الغفاة منام قد جئت أقذف بالقصائد حسرتي لما غلت في قلبي الآلام فلماذا لا نطهر قلوبنا.. ونجمع شمل إخوتنا.. سئم القصيد وجفت الأقلام ما عاد يجدي بالفصيح كلام ما عاد يجدي أن نريق دموعنا أو أن تذيب قلوبنا الآلام ما عاد يجدي أن نجمع حسرة وتبثها بجمودنا الأوهام نبني من الأقوال قصراً شامخاً والفعل دون الشامخات ركام