في مثل هذا اليوم من عام 1973 شنّت مصر وسوريا معاً الحرب العربية الثالثة ضد إسرائيل والمعروفة باسم حرب يوم كيبور أو عيد الغفران باللغة العبرية. كانت إسرائيل قد شنت الحرب ضد الدول العربية في الخامس من يونيو عام 1967 وتمكنت في ستة أيام من هزيمة مصر وسوريا والأردن واستولت على الضفة الغربية وقطاع غزة بما فيها القدس وشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية. وأصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 242 الذي يطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة ولكن إسرائيل رفضت تنفيذ القرار. شنت مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حرب استنزاف ضد إسرائيل عامي 1969 و1970م. ولكن مصر عام 1970 قبلت مبادرة روجرز وزير خارجية الولاياتالمتحدة التي تتضمن وقف إطلاق النار بين الجانبين وتجميد الموقف العسكري على الجبهة. وشهدت السنوات الثلاث التالية جهود دبلوماسية عديدة من أجل تحقيق السلام بين العرب وإسرائيل وانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي العربية. مع بداية عام 1973 تزايدت الضغوط على الرئيس المصري أنور السادات من أجل تحرير الأراضي المحتلة عسكريا. وبالفعل بدأ التنسيق مع الرئيس السوري حافظ الأسد وجرى الاتفاق على شن الحرب على إسرائيل في الساعة الثانية بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973م. ونجحت القوات المصرية في عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف. ونجحت القوات السورية في تحقيق تقدم في البداية ولكن اقتراب الجبهة السورية من العمق الإسرائيلي دفع القيادة الإسرائيلية إلى تركيز جهدها الحربي على تلك الجبهة فلم تتمكن القوات السورية من صد الهجوم الإسرائيلي المضاد لولا تدخل فرقة مدرعة عراقية تمكنت من وقف تقدم القوات الإسرائيلية في اتجاه دمشق. ورغم تباين المواقف تجاه حرب السادس من أكتوبر فإنها تعتبر الحرب الوحيدة التي انتصر فيها العرب على الإسرائيليين. وقد لعبت جميع الدول العربية تقريبا دورا في مساندة مصر وسوريا وصولا إلى تحقيق هذا الانتصار.