تميزت مشاركة مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2004م، الذي يحل عليه العالم العربي وثقافته ضيفاً، حيث تتنوع هذه المشاركة في إطار المشاركة العربية السعودية على جملة من المحاور التي يمكن أن تُبرز تنوع الثقافة العربية الإسلامية وانفتاحها على الآخر وإسهامها في الحضارة الكونية، وإبراز دور المملكة العربية السعودية الثقافي والحضاري، وتسليط الضوء على دور المكتبة في إحياء الثقافة الإنسانية ونشرها، وعرض مطبوعات المكتبة الثقافية والأدبية والعلمية والتعريف بها. ومن بين برنامجها العلمي المشارك في هذا المحفل العالمي، تصدر المكتبة كتاب (حضارة الكتابة) باللغة الألمانية الذي يُعنى بتسليط الضوء على القواسم المشتركة بين الحضارات الإنسانية كافة واستفادة بعضها من تجارب بعضها الآخر.. فالمرء حين يلقي نظرة على الخطوط العالمية المعاصرة يلفت انتباهه أن معظم هذه الخطوط (العربي، اليوناني، اللاتيني، الإنجليزي) سجلت ذاكرة شعوبها وسجلها الحضاري بخط مصدره واحد، اخترع في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وتطورت عنه بقية خطوط ولغات عالمنا المعاصر، ما ينبئ عن أن الكتابة تراث إنساني مشترك، ورمز من رموز الوحدة بين أقطار العالم وحضاراته المختلفة، وتدل بما لا يدع مجالاً للشك بوحدة العلم وتاريخه بين الأمم في هذه المعمورة.. ويعضد في الوقت نفسه من فرص (الحوار) و(الالتقاء) و(التواصل) الحضاري. كما تتضمن مشاركة المكتبة عرض بعض اللوحات الخطية التي رُوعي في اختيارها أن تكون شواهد واضحة تذكِّر من جانب بعبقرية بلاد العرب وسمو حضارتها الفكرية وإنجازاتها العالمية، ومن جانب آخر على أنها كانت ولا تزال مصدراً للإشعاع والإبداع. وتعرض المكتبة بعض الصور الأثرية في المملكة التي قامت المكتبة بتصويرها في معرض (صور المواقع التاريخية والتراثية العربية).