اطَّلعت في عدد (الجزيرة) رقم (11688) على تعقيب الأستاذ خالد الزعاق من بريدة حول مقالي المنشور في صفحة وراق الجزيرة في العدد رقم (11672)، وكان المقال حول (جماميل أهل القصيم في الأحساء)، فسرَّني التفاعل الذي أحدثه المقال عند جمهور قراء (الجزيرة) الغراء؛ لذا رأيت لزاماً عليَّ أن أصحح بعض الأخطاء التي أعتقد أنها حصلت بالتعجل في الكتابة. ففي البداية أقول: كان هدفي من كتابة المقال أمرين: أولهما: حفظ أسماء أولئك الرجال العظام في وثيقة تاريخية جاءت من شاهد عيان رأى بعضهم وسمع بالآخرين، ثم نشرها في جريدة سيارة كجريدة (الجزيرة)، وذلك حتى يستفيد منها أي باحث جادٍّ لديه التوجه للكتابة عن الجماميل بصفة عامة أو عن جماميل أهل القصيم بصفة خاصة. ثانيهما: تحفيز الجهات البحثية في الوطن، وعلى رأسها دارة الملك عبد العزيز، لكي تُولي موضوع الجماميل العناية المناسبة. أما الرد على الأخ خالد فسوف يكون مختصراً دون الإغراق في التفاصيل؛ لأن هذا ليس محله. فقوله: إن الجمال هو مَن يمتهن نقل الحطب والحشائش في محيط بلدة فقط، فهذا القول لا أعتقد أن أحداً سبقه إليه، وهو شائع عند كل أهل نجد، وكذلك ما حوته عشرات الوثائق التي اطَّلعت على جزء منها، والتي تنص على لفظة (جمَّال) و(جماميل)، وتعنيان ذلك الشخص الذي ينقل البضائع على ظهور جماله من بلد إلى آخر. أما لفظة (رحيلي) فصحيح أنها تطلق على الجمَّال، ولكنها لفظة خاملة الذكر مقارنة بلفظة (جمَّال)، فلم تكن تُطلق بشكل واسع، بل إن الوثائق التي اطلعت عليها قد خلت منها. أما نفيه أن تكون الأحساء البوابة الرئيسية لوصول البضائع المختلفة، وذلك عن طريق مينائها العقير، فهذا يدلُّ على عدم اطلاع الأخ الفاضل على تاريخ تأسيس هذه البلاد المباركة، وإننى أدعوه إلى زيارة مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض؛ ليطلع في قسم الوثائق على وثائق ميناء العقير التي بلغت أكثر من مليون وثيقة كما صرح بذلك أمينها علي الصوينع، وتلك الوثائق المليون تدلُّ بما لا يدع مجالاً للشك على ضخامة الحركة التجارية التي كان يشهدها ميناء العقير في ذلك الوقت.