رن هاتفي المحمول بعد صلاة العشاء يوم الأحد 20-7-1425ه ليلة الاثنين فسمعت صوتاً متهدجاً سلمّ عليّ ورحبت به وكان صوته غريباً لولا تدويني لاسمه في ذاكرة جوالي لربما أشكل عليّ صوته فسألته ما الخبر فقال: عبادي عبادي الحميضي يطلبك الحلّ {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. رحمك الله يا عبد الله بن محمد بن حمد الحميضي ساكن مدينة الدوادمي والمشرف التربوي بإدارة التربية والتعليم بمحافظة الدوادمي. ليس مجرد زميل عابر أو صديق، كان التصاقي به شديداً ونحن في الصف السادس الابتدائي قبل كم من السنين واستمرت المسيرة حيث كان عريفاً للفصل وفي المتوسطة كذلك والمرحلة الثانوية كنّا في فصل واحد وفي الجامعة فرقتنا الأقسام ولكن بقينا في كلية واحدة وبعد أن تخرجنا من الجامعة وكنت متقدماً عليه بسنة أو سنتين لا أذكر كان تعييني بمدرسة الدوادمي الثانوية وجاء إلينا بعد تعيينه مدرساً واستمرت المسيرة خمس سنوات أو ست حتى انتقلنا إلى إدارة التعليم لنلتحق في سلك الإشراف التربوي عام 1413ه واستمرت الزمالة بيننا حتى انتقلت إلى الوزارة في منتصف 1422ه ولعل من الصدف الغريبة أن كان زواج كل منا أنا وهو في ليلة واحدة بدون تخطيط مسبق.. وكان التواصل مستمراً.. وكان آخر لقاء بيننا في ربيع هذا العام في (حدباء قذلة) حيث اجتمع لفيف من زملائنا في المرحلة الثانوية وكان بيننا رحمه الله العامل بصمت. كان رحمه الله قليل الحديث ليس بالمهذار إن تكلم أوجز ولم يكن من أهل الغيبة والنميمة كان عفيف اللسان.. كان متواضعاً بالرغم من أنه من ذوي الغنى واليسر عليه رحمه الله.. إن خرجنا لرحلة تكفل بكل شيء لا يدع أحداً يعمل.. إن كلف بعمل في إدارة التربية قام به ولا يحمل من كلفه هماً فالعمل بحول الله منجز مهما كان كبيراً.. رجل يعرف القاصي والداني بادية الدوادمي وما جاورها ومن باب أولى حاضرتها يعرفهم كان رحمه الله حريصاً على الخير أعرف أكثر من مسجد قام ببنائه حتى اكتمل كان جزلاً لا يقبل بالدون، وقد كان بطلاً للمملكة العربية السعودية في حمل الأثقال إبان دراستنا الثانوية أو الجامعية كما كانت له صولات في المصارعة الرومانية، يحب البر والرحلات. فأسأل الله العظيم أن يبدله داراً خيراً من داره عند مليك مقتدر وأن يلهم أهله الصبر والسلوان وأن يصلح حمداً وإخوته.. وإنا لفرقاك يا عبادي لمحزونون. * عبادي الاسم الذي اشتهر به من صغره حتى ووري الثرى. [email protected]