الأخ د.عبدالرحمن الحبيب - وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فقد اطلعت على مقالتك التي سطرتها أناملك المبدعة في (الجزيرة) العدد 11666 ليوم الاثنين 21رجب بعنوان: (ايدولوجيا الإرهاب) وقد انتفعت من مقالتك هذه كثيراً وأسأله عزّ وجلّ أن يكثر من أمثالك إلا إنني رأيت أن أضع بين يديك بعض الملحوظات، راجياً أن تعين على تكامل الموضوع وشموليته ومن ذلك: 1- بالرغم من إشارتك إلى تعدد أسباب تشكل ظاهرة الإرهاب إلا إنني لاحظت أنك لم تشر إلا إلى سببين هما التربية والتنشئة وظاهر من كلامك أن مسؤولية أداء هذه المهمة راجعة إلى التعليم ومناهجه، والمطلوب توسيع دائرة ذكر الأسباب التي تؤدي إلى مثل ذلك ومن ذلك الجبلة النفسية والتكوين النفسي للمتشدد وغيرها من الأسباب حتى لا يحمّل القارئ مقالتك المسؤولية كاملة أو جلّها على التعليم. 2- ان أمثالك وأنت تمتلك هذا الطرح الرزين لا ينبغي أن تغفل مسؤولية الإعلام ودوره في الحل وكذلك في علاج هذه الظاهرة وأرجو ألا يلام من يميل إلى تحميل الإعلام جلّ المسؤولية في وجود هذه المشكلة وفي حلّها فهو الموجه الأكبر لغالب شرائح المجتمع. 3- وعلى الرغم من تحفظك في أن علاج المشكلة يحتاج إلى تشخيص ودراسة متأنية إلا أن المهم الإشارة إلى أن الأمم ينبغي أن تحذر كل الحذر من أن تخضع كل مسلماتها إلى الدراسة نتيجة للضغوط التي تتعرض لها من الخارج، لأن المراجعة وقت الضعف غالباً ما تؤدي إلى نتائج وخيمة، هذا على فرض أن القائمين على المراجعة من عقلاء الناس، فما بالك إذا أسندت إلى من ليس أهلاً لها نتيجة للارتباك الذي يصيب الأمم أوقات الضعف. 4- ليس من الحكمة التقليل من خطر الأعداء وينبغي أن يتعلم الكبير والصغير من هو عدوه، فما زال هذا هو ديدن الأمم كلّها، لكن الحكمة تتطلب عرضها بمضمون مناسب في وقت مناسب وبأسلوب مناسب وأن يتعلم الجميع كيف يعبرون عن هذه المعاني ومتى وأن هناك من يتولى هذه المهام ممن ولاهم الله هذه المسؤولية وتبعاً لذلك فليس كل عدو يعني أنه محارب ومن ثم نتعلم كيف السبيل إلى التعايش مع هذا العدو من دون التنازل عن مبادئنا ولا مصالحنا ولا من دون أخذ الحيطة والحذر منهم. وعلى كل حال فلك مني كل تقدير وأنا مدرك أن المقالة الصحفية ليست مكاناً لتشخيص المشكلة برمتها، كما أنني اختم بما قدمت به من أن هناك إشارات لما ألمحت لك عنه إلا أن ما دفعني للكتابة هو أهمية إبرازها نظراً للأهمية الكبرى التي تحتلها في نظري وهي خواطر عجلى عنّت لي أثناء قراءتي للمقالة. اسأل الله عزّ وجلّ أن يصلح أحوال جميع المسلمين ويوحد كلمتهم ويكفيهم شر عدوهم إنه جواد كريم. وفقكم الله وسدد على الخير خطاكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..