في مثل هذا اليوم من عام 1897 انعقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل بسويسرا برئاسة مؤسس الصهيونية تيودور هرتزل وذلك لتنظيم إحدى الحركات بشأن التواجد اليهودي في فلسطين. وقد نشأت الحركة الصهيونية بهدف لم شمل الشعب اليهودي المشتت (الدياسبورا) وتوطينه في فلسطين. وقد نشأت تلك الحركة في أواخر القرن التاسع عشر وبلغت ذروتها في عام 1948عند تأسيس ما يسمى إسرائيل. وقد استمد اسم تلك الحركة من اسم (صهيون) وهو جبل يقع عليه معبد القدس الذي أصبح بعد ذلك رمزاً لليهودية نفسها. وبدأ استخدام مصطلح الصهيونية في بادئ الأمر عام 1890 على يد الفيلسوف اليهودي النمساوي ناثان بيرنباوم. وقد نشأت الصهيونية، باعتبارها حركة سياسية منظمة، في القرن التاسع عشر لكن تعود جذورها إلى القرن السادس قبل الميلاد عندما تم اسر اليهود في بابليون وشجعهم أنبياءهم على الاعتقاد بأن يوماً ما سوف يسمح لهم الرب بالعودة إلى فلسطين أو أرض إسرائيل. وتتمثل أكبر الإنجازات الكبرى للصهيونية في القرن العشرين في التعهد الذي قدمته الحكومة البريطانية والمعروف باسم (وعد بلفور) عام 1917 وتأسيس دولة إسرائيل عام 1948. وخلال الحرب العالمية الأولى، تودد البريطانيون إلى الصهاينة وذلك من أجل تأمين السيطرة الاستراتيجية على فلسطين وللحصول على دعم يهود العالم في الحرب. وقد صدر وعد بلفور عبر خطاب لوزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور حيث نص على اعتبار فلسطين وطن قومي لليهود. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية، قامت الحكومة البريطانية بتغيير سياستها نحو فلسطين وذلك لكسب ود العرب حول العالم. وقد صدر الكتاب الأبيض عام 1939 الذي نص على إلغاء التعهد البريطاني للصهيونية، كما نص على تأسيس الدولة الفلسطينية خلال عشرة أعوام. وقد حصلت الأغلبية العربية في فلسطين على ضمانات من خلال فقرة تنص على هجرة 75 ألف يهودي فقط خلال الخمسة أعوام التالية بحيث يعتمد دخول المزيد منهم إلى فلسطين على موافقة العرب. وقد أدى الكتاب الأبيض إلى تحطيم التحالف الأنجلو صهيوني. وفي الرابع عشر من مايو عام 1948 انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين وأعلن اليهود استقلالهم بعد اغتصابهم غير الشرعي لفلسطين.