اطلعت في عدد الجزيرة 11639 في صفحة عزيزتي الجزيرة على تعقيب الأخ عبدالله بن إبراهيم المهوس على ما طرحه الكاتب عبدالرحمن السماري عن بلدية بريدة، فألفيت أن تعقيب الأخ عبدالله المهوس على عبدالرحمن السماري، قد جانبه الصواب وأن كتابة السماري عن بلدية بريدة قد أصاب بها كبد الحقيقة ووقع على الداء الذي تعاني منه بلدية بريدة وهما النظافة والصيانة فجل أعمال بلدية بريدة متركزة على تقليم أشجار البرسوبس والعناية بها ونقل مخلفاتها إلى المحارق أما صيانة اسفلت شوارع بريدة وأرصفتها فليس له نصيب يذكر من جهود البلدية بل تأتي بالدرجة الثانية من اهتمام بلدية بريدة والدليل على ذلك حينما تتغلغل إلى الشوارع الداخلية في حي الصفراء وحي الفايزية وهما من أقدم الأحياء الجديدة في بريدة ستجد العجب العجاب فلا صيانة للطبقة الاسفلتية المتقادمة والمندثرة بفعل العوامل المختلفة سواء بفعل الحفريات أو بقدم الاسفلت، فاسفلت حي الصفراء الذي مضى عليه قرابة ثلاثين عاماً لم تمتد إليه يد البلدية بتحسين اللهم إلا ثلاثة شوارع محيطة بالتلفزيون وكذلك اسفلت حي الفايزية الذي يعتبر مدينة بحالها والذي له أكثر من عشرين عاماً لم تعره البلدية أي عناية فضلاً عن الأحياء القديمة في بريدة كحي النقع والوسيطاء والرفيعة وحي الفاخرية وحي الصالحية وحي الشماس وحي الهلال، فكلها أحياء تفتقر إلى خدمات البلدية وقد اندثر اسفلتها والسير في أرض طبيعية أحياناً أفضل من السير في شارع أحد هذه الأحياء، فلا تجديد لاسفلت هذه الأحياء ولا عناية لأرصفتها ومما زاد الطين بلة الحفريات التي تجري في شوارع بريدة، فقد زادت الشوارع سوءاً على سوئها فقد يغلق الشارع أحيانا أشهراً طويلة من قِبل الشركات المنفذة ويحول المسار إلى طرق ضيقة ملتوية فلا البلدية ولا المرور يحرك ساكناً للقضاء على معاناة المواطنين بسبب سير هذه الشركات سير السلحفاة في تنفيذ العمل. أما إذا جاءت الأمطار فيتضح لك العيب أكثر في كثيرٍ من شوارع بريدة، فالسفلتة خالية من مراعاة منسوب مياه الأمطار، فتجد كثيراً من الشوارع بركاً من الماء يخوضها المواطنون بسياراتهم (ولا ينبئك مثل خبير) وخذ نموذجين فقط من هذه الشوارع وهما طريق الملك خالد (الشاحنات سابقاً) قرب دوار الطرفية وشارع الأربعين، فإذا جاءت الأمطار واستمر هطولها تحولت هذه الشوارع إلى بحيرات لا يستطيع المواطن اجتيازها لتأتي بعد ذلك جهود البلدية المستنزفة في تجنيد عددٍ من الوايتات لسحب مياه الأمطار. أما نظافة البلدية فمركزة في شوارع رئيسية بعينها أما الأحياء الداخلية والنائية بأطراف المدينة فالنظافة فيها متدنية وإذا رجعنا إلى تعقيب أخينا المهوس الذي يعتبر من رجال الأعمال كما أشار إلى نفسه فلعله يجامل البلدية بخلاف ما تحدث عنه. ونكرر الشكر للأستاذ الكاتب عبدالرحمن السماري الذي دلنا على عيوبنا لنتلافاها.