مهرجان مدينة بريدة هذا العام حقق نجاحاً باهراً بكل فعالياته، شهد له بذلك كل من حضره، وتلك الكثافة الحضورية للجماهير التي لم يسبق ان شوهدت بتلك الكثرة في المهرجانات السابقة، ذلك النجاح لم يأت من فراغ بل هو نتاج تخطيط وتنفيذ متقن من قبل القائمين عليه، ومع الاصرار على النجاح تحقق وبكل جدارة واستحقاق، تلك الجماهير التي حضرت فعاليات ذلك المهرجان هي ملحه الأول فبدونها لن يكون النجاح ومن هذا الحضور الكثيف (أكثر من سبعين ألف مشاهد على صعيد واحد) كما حدث خلال عرض الصقور السعودية شيء ملفت للنظر، مما يعطي انطباعا بأن الجماهير تثبت وجودها متى وجدت ما يستحق ذلك، من هذا الحضور الكثيف برزت اشارات أود التنبيه إليها وألفت النظر إليها لعله يتحقق بتحقيقها نجاح آخر، فمثلا بريدة رغم كثافتها السكانية ومكانتها التجارية العريقة تفتقر الى حديقة متكاملة للحيوانات فتلك الحديقة في مدن أخرى كالرياض والطائف مثلا محل اهتمام كبير من قبل زائري تلك المدن وأعلم انه سبق أن دار نقاش منذ سنوات عديدة حول ذلك في بلدية بريدة ولكن لم يتحقق شيء من ذلك حتى الآن! فماذا لو تم انجاز تلك الحديثة بجهود البلدية الذاتية أو بطرحها كمساهمة عامة وبشروط ميسرة يقبلها التجار وتكون خالية من الاحتكار، ومثل ذلك عدم وجود الالعاب المائية بأشكالها رغم وجود المكان المهيأ لذلك والذي لا يحتاج لأكثر من ادخال بعض التحسينات عليه وهو البحيرة المائية الواقعة وسط حديقة مضمار الجري في حي الاسكان، حيث ان تلك البحيرة يبلغ طولها ما يقارب الاربعمائة متر وعرضها يتراوح ما بين الخمسين والمائة وخمسين مترا ويمكن توسعتها ان احتيج لذلك كما ان عمقها مناسب لاقامة تلك الالعاب فلو تم إضافة لمسات جمالية لها وتم رفع منسوب المياه فيها لأعطت شكلا آخر من الجمال، والاشارة الثالثة الى وضع طريق الملك فهد (الجزء الغربي منه بصفة خاصة من طريق الملك عبدالعزيز حتى التقائه بالضلع الغربي للدائري) ذلك الطريق الذي يحمل اسم أعز الناس على قلوب تلك الجموع الغفيرة التي حضرت المهرجان، فمهرجان هذا العام ومن خلال العروض الشيقة التي قدمتها الصقور السعودية غرب تقاطع طريق الملك فهد مع الدائري الغربي لمدينة بريدة أعطى كشفا وتشخيصا لحال ذلك الطريق المكلوم بقطع ركبه حتى الآن، فهو يحتاج الى وقفة عاجلة لمعالجة تلك الجسور التي حلت بالقرب من مواقعها كتل خرسانية رابضة على الاسفلت مضيقة الطريق وموجهة الى تحويلات يمينا وشمالا تلك الجموع التي غطت مكان العرض وما حوله من أماكن أظهرت الحاجة الماسة للاسراع في تنفيذ تلك الجسور التي قطعت ذلك الطريق، ومن نظر الى حال ارتال تلك السيارات قدوما وانصرافا عذر كل من كتب ونادى بالاسراع الى اكمال هذا الطريق وخاصة إذا عُلم عمره منذ اعتماده والبدء بتنفيذه حيث ان بقاءه على وضعه الحاضر وخاصة بعد تحميله الحركة المرورية القادمة والمغادرة من وإلى مدينة بريدة سواء من مطار القصيم أو من الجهة الغربية من المنطقة يجد أن فيه خطرا على سالكيه من تلك الكتل الخرسانية والمداخل والمخارج لطريق الخدمة منه وتلك التقاطعات، فليتنا نرى حلا عاجلا لذلك.