يبدو الصيف في نظر الكثير من الآباء ورجال التربية والأمن بُعبعاً لا يمكن السيطرة عليه؛ ولذلك فإنهم يسعون إلى مهادنته فقط، وذلك رغبة في زواله السريع، والبداية في انتظاره مرة أخرى، وهكذا دواليك دواليك، دون أن نجد الحل الجذري لهذا القلق. ولا شك أن قلقهم هذا إنما هو قلقٌ مشروع؛ وذلك لما نراه من ضياع الشباب والفتيات وانحرافهم في العطلات، وأنهم يفقدون كثيراً مما اكتسبوه في أيام دراستهم، فهم في الأشهر الثلاثة للعطلة يُضيعون التزام واجتهاد تسعة أشهر من الانضباط والحزم. وهنا يبدو المربي والأب في حيرة من أمره، ولا سيما ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية تتخطفهم ذات اليمين وذات الشمال. ولعل صيفنا هذا العام صيف مختلف؛ فلقد حلّ علينا ضيف مهم وصاحب رسالة، زارنا العام الماضي وأثبت جماله وروعته، وها هو يزورنا اليوم ونحن في شوق إليه، ذلك الضيف هو قناة المجد الفضائية التي أثبتت إسلاميتها ووطنيتها حين نقلت صيفنا المحلي إلينا في كل بيت. ولئن كنتُ أنا كمواطن سعودي أسكن في الرياض فإن صيف المملكة كله منقول إليّ، فأنا مشارك لإخواني في القصيم، والجوف، والشرقية، وكل المناطق، فرحتهم بالصيف، بل إنّ فاعلية هذه القناة أنها نقلت صيفنا بكل ألوانه وأشكاله إلى متابعيها خارج المملكة؛ ومن هنا فلقد تعرف المواطن الخليجي والمصري والأردني وغيرهم على هذا الوطن الجميل، وكانت وسيلتنا في هذه المعرفة هي قناة المجد الفضائية. لقد ارتقى مستوى التواصل والتعارف بين المجتمعات إلى أن غدا الإعلام واحداً من أهم هذه السبل، ولقد استطاعت هذه القناة أن تنشر هذه السياحة المحافظة في هذا البلد الأمين. وإذا كانت هذه القناة قد تألقت في جهدها الجميل في كثيرٍ من برامجها للكبار وللأطفال، فإنها تضيف نجاحاً إلى نجاحها الحالي؛ وذلك بعنايتها بنقل فعاليات الصيف، وهي في ذلك تقدم عوناً تربوياً كبيراً للآباء والمربين والساهرين على الأمن، كما تقدم أيضاً عوناً مهماً إلى القائمين على أمر هذه السياحة، فهي إنما تنقل هذه الفعاليات خدمة لهم، دون أن تتقاضى أجراً مادياً، وإنما أجرها الكبير هو أنها خدمت رسالتها ووطنها، وتجاوزت القنوات الأخرى التي تسيء إلى هذا الوطن ببرامجها غير المنضبطة بالقيم؛ فكانت وسيلة تربوية راشدة وفاعلة في توجيه المجتمع والشباب، وحملت الهمّ التعليمي على عاتقها فأصبحت امتداداً لجهد التربية والتعليم. إنّ الحديث الذي يسود الآن في إعلام المملكة حول السياحة الداخلية وأهميتها قد سعى فيه وإليه أطراف كان أولهم هذه القناة، حيث نقلت بالصوت والصورة والمشاركة فعاليات هذا الصيف، وأسهمت في لفت أنظار الأسر إلى الأماكن السياحية في مناطق المملكة؛ حتى لم يعد غريباً أن تجد الازدحامات الكبيرة في الأماكن التي تأتي إليها قناة المجد للتصوير، ونقل فعاليات الصيف فيها. وأصبح الأطفال والأسر يتسابقون إلى الفوز والمشاركة في هذه البرامج، وبهذا تغدو هذه القناة رقماً مهماً في تنشيط السياحة الداخلية والتواؤم مع الاتجاه الرشيد في هذه الدولة. ولئن كان صيفنا يعده البعض مملاً وثقيلاً فإن صيفنا مع هذه القناة هو الصيف الأحلى والأجمل. فيا أيها الضيف الجميل شكراً لحضورك، وشكراً لكل من أسهم في حضورك، وسأنتظرك كل عام، فعد إلينا وعلى الرحب والسعة.