الأمن مسؤولية بين الجميع سواء كانوا رجال أمن أو مواطنين على مختلف وجهاتهم، إن كانوا مواطني هذه البلاد أو المقيمين بها.. فالأمن يقع على عاتق هؤلاء جميعاً صغيراً وكبيراً، كل يؤدي عمله وفق تلك الأيدلوجية التي لا يجب أن نهملها مهما كانت الظروف والأحوال.. ساقني إلى ذلك ما رأيناه في الأيام الفائتة من اعتداء غاشم على أحد دور أمننا في وطننا الحبيب الذي يشهد له الجميع بالأمن والأمان منذ قديم الزمان وعلى يد قيادتنا الحكيمة التي اهتمت بالأمن منذ أن قدَّر الله لها أن توحِّد تلك البلاد على يد المؤسس العظيم الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه - ولكن في ذلك اليوم أراد قلة من العابثين الخارجين عن شريعتنا ومبادئنا الإسلامية أن يظهروا لأنفسهم دوراً في تلك البلاد ويا له من دور خائب فاشل جاء من فاشلين انساقوا وراء الأفكار الهدامة التي اقتنعوا بها وأرادوا من خلالها أن يعبثوا بأمن البلاد.. لا يمكن أبداً أن نتخيل أن هذا الجرم جاء من مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله موحِّد يعرف حقوقه الإسلامية الصحيحة، وهو يضرب مسلمين آمنين في أوطانهم يقومون بأعمالهم الطبيعية المكلَّفين بها. إن الزمان ليشهد وإن الأيام لتكتب ولتسجل الحقيقة الأكيدة لدينا بأن هؤلاء المارقين الخارجين هم مجرمون يريدون أن يحققوا أهدافهم الدخيلة علينا التي من شأنها أن تؤدي بهذا الوطن إلى مزالق خطيرة. بأي حق يرتكب مثل هذا الذنب وأي جرم تم ارتكابه لكي يفعلوا بأناس أبرياء تلك الفعلة الشنيعة الغوغائية التي لا يمكن أن يسامحوا عليها.. وإني أسألهم ما المقصود من ذلك؟ هل المقصود هو الإضرار بالبلاد فهذه مصيبة كبيرة لا يرضاها ديننا الحنيف. أم أن المقصود هم رجال الأمن الذين يعملون الليل والنهار من أجل هذه البلاد ومواطنيها. وراحتهم، فهل يكون ذلك رد الجميل لهؤلاء.. أبداً لا يمكن أن يكون كذلك. إن الزمن ليقف وليكتب الحقيقة الماثلة أمامنا والتي لا يريدها هؤلاء ويعملون على تغييرها بأن رجال الأمن من أشرف الرجال. باعوا أنفسهم لله ثم جعلوا عيونهم ساهرة على حراسة الوطن ووضعوا أرواحهم على أكفهم عازمين على أن يكون الأمن سمة من سمات هذه البلاد، وتقف من أمامهم قيادتنا الحكيمة التي ما بخلت عليهم بشيء في سبيل تحقيق ذلك، فوزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز أقر كثيراً وجزم أكثر من مرة بأن لا مساومة في الأمن وأننا كلنا رجال أمن نعمل في خندق واحد من أجل الوطن.. هكذا قالت قيادتنا الحكيمة وأقرت الكثير من الأعمال التي بها يكون الأمن لهذه البلاد.. فرجال الأمن هم إخوان لنا يقومون بأعمالهم وفق ما قرر لهم، فيجب أن نساعدهم وأن ننبههم على كل من يريد الغدر بهم وبهذه البلاد. فإنهم رمز البلاد وعزتها وشموخها وهيبة السلطة التي يجب أن نراها على أحسن حال ولا يمكن أن نذعن لهؤلاء ونقف نتفرج، فيجب أن نهب وأن نرى وأن ننظر وأن نبلِّغ عن ما يريبنا، فإن في ذلك فائدة لنا وللبلاد، فكلنا رجال أمن قالها الأمير نايف بن عبد العزيز وأعطاها ضوءاً أخضر لكل مواطن في هذه البلاد بأن يكون رجل أمن من أجل هذا الوطن، ويا لها من كلمة صادقة نطق بها رجل قيادي وأمير عرفته الداخلية منذ أن جاء إليها وهو يطوِّر وينظِّم ويدعم بكل شيء في سبيل تحقيق تلك الغاية.. كلنا رجال أمن من أجلك يا وطني وعزتك وشموخك، وسوف نفعل الكثير من أجلك، سوف نقف في الطرقات وعلى أبواب أحيائنا وعلى ممراتها وعلى مكتسباتنا ناذرين أنفسنا مهراً غالياً من أجلك.. لن نترك هؤلاء السفلة، سوف نطاردهم وندق على أماكنهم من أجلك، سوف نرفع الأكف إلى الله داعين لك بالتوفيق والسداد وأن يجعلك منارة لكل مسلم وبيتاً آمناً لكل من جاء إلينا يحمل معه نور الإسلام والإيمان ليعيش بسلام وأمان في هذه البلاد.. ودعواتنا إلى قيادتنا بالتوفيق والسداد. ولك الله يا وطني.