** لعل ضعف الحضور الجماهيري كان حدثاً بارزاً في بطولة أمم آسيا في الصين وقد تجدي نفعاً تحذيرات وإنذارات بتير فيلبمان سكرتير الاتحاد الآسيوي وتؤتي أكلها في المباريات المقبلة.. فقد جاء الحضور مخيباً للآمال بحق.. لكن السيئة الأبرز بالنسبة لنا كمتابعين عبر الشاشة الفضية تمثلت في سوء ورداءة الإخراج التلفزيوني للمباريات الأربع الأولى. فقد كان الإخراج في واد.. والمباريات مع أحداثها المهمة في واد آخر.. وكأني بالمخرجين في الصين (بلد المليار نسمة) أرادوا أن يكون الإخراج مثل لغتهم الصعبة.. فالمتلقي لم يشاهد الهدف الأول للمنتخب البحريني بل تابعه بالإعادة البطيئة .. كما أن مخرج الصين والبحرين بالغ في تكرار الإعادة البطيئة للهدف الصيني من ركلة الجزاء ومن زوايا متعددة.. بينما مارس تحيزاً فاضحاً عندما لم يقم بإعادة هدف التعادل البحريني..! وفي مباراة العراق مع أوزبكستان لم نشاهد بشكل واضح اللعبتين اللتين تسببتا في طرد اللاعبين الأوزبكي والعراقي حتى الإعادة البطيئة لم تكشف غموض الحالتين.. وكذلك الحال بالنسبة للإنذارات.. فقد تدخلت الإعادة البطيئة فنياً في حرمان المشاهد من أبرز أحداث ولقطات المباريات ولعب الانحياز وقلة الخبرة في وأد المتعة لدى المشاهد حيناً آخر.. وشتان بين قمة الإخراج الفني والمتعة التي عشناها كمتابعين في كأس أمم أوروبا (يورو 2004) في البرتغال وبين قاع الإخراج الصيني في كأس آسيا الحالية.. *** ** الدقائق الخمس الأخيرة من مباراتنا أمام تركمنستان والتي شهدت التعادل المفاجىء.. طرحت سؤالاً لم أجد بعد الإجابة الشافية عليه.. ويدور السؤال حول أسباب إصرار المدرب فان درليم إخراج أو استبدال مدافع بمدافع آخر في الوقت القاتل من المباراة.. فلماذا أخرج القاضي وأشرك المنتشري؟! فقد جرت العادة لدى المدربين عندما يكون فريقه متقدماً بهدف أو أكثر أن يميل إلى تهدئة اللعب وتكثيف المناطق الخلفية باستبدال مهاجم أو لاعب وسط مهاجم بآخر مدافع أو لاعب وسط مدافع.. لكن ما فعله السيد فان درليم كان غريباً.. وأمراً يدعو للدهشة بحق! *** ** الحارس الشاب طارق الحرقان مشروع حارس جيد يحتاج أن يرتقي السلم درجة.. درجة دونما مغامرة أو مخاطرة قد تقضي على موهبته وطموحاته.. فقد وضع في اختبار صعب جداً أشبه بالمأزق ومع ذلك تحسن أداؤه في الشوط الثاني وتصدى بشجاعة لأهداف محققة كان أبرزها ركلة الجزاء التي وقف لها بالمرصاد بكل ثقة وعزيمة.. يعاب عليه عدم الهدوء والاستعجال في الخروج لكن هذه الملاحظات ستغيب مع كثرة المشاركات والتوجيهات الفنية الصادقة بشرط أن لا نظلمه في مباريات تفوق طاقته وخبرته حتى لا يكون الأخضر وموهبته هما الخاسران. *** ** قدم الرائع يوسف سيف درساً وافياً في كيفية النقد الراقي والواقعي أثناء تعليقه على مباراة منتخب بلاده وإندونيسيا رغم قساوته فقد جاء نقده مغلفاً بالخبرة والشفافية المستمدة من الواقع دون تزييف أو تضليل للمتلقي أو المسؤول القطري. سيف أخذ مستواه وتألقه التعليقي يسير وفق منحنى تصاعدي منذ اليوم الأول في يورو 2004 وحتى تعليقه على أول مباراة في كأس آسيا. في المقابل.. فإن زعيم المعلقين السعوديين لم يكن منصفاً عندما شبه مباراة الأخضر مع تركمنستان بالمباراة الودية أو التجريبية.. لكن كان بارعاً في وصفه على أحداث الشوط الأول خاصة عندما نوه غير مرة بضرورة عدم ارتكاب الأخطاء (الفاولات) بالقرب من منطقة الجزاء لأن حارسنا مرتبك وقليل الخبرة.. *** ** نستطيع القول ان المدرب الفرنسي فيليب تروسيه المدير الفني للمنتخب القطري أحدث هزة فنية ومعنوية في صفوف فريقه قبل مواجهته إندونيسيا مما كان لها الأثر السلبي على المباراة الأولى لقطر قد يكون لها ضلعاً رئيساً في الخسارة وذلك عندما صرح للإعلام بأنه اتفق ومسؤولي الاتحاد القطري على ترك منصبه بعد البطولة وأنه لا يفكر في الاستقرار فمثل هذه النوعية من التصريحات تعمل كعمل الطابور الخامس في الحروب.. فقد أضعفت معنويات لاعبي وجماهير المنتخب القطري.. *** ** يبقى عامل اللياقة البدنية عنصراً مهماً وحاسماً في تحديد مسار ونتائج المباريات.. فاللياقة العالية تجعل الأمور في متناول اللاعبين والحسم بين أقدامهم.. واللياقة المتدنية تجعل حسم أمورك بين أقدام خصومك. *** ** رغم أن الفرصة مواتية في توقيت إقامة بطولة كأس آسيا إلا أننا لم نسمع أو نقرأ عن تنظيم لرحلات لجماهير سعودية لمؤازرة منتخب الوطن ولو بمشاركة رمزية محددة تؤكد الحضور للجماهير السعودية هناك..! *** ** مازلت أشعر بعدم الارتياح تجاه الشأن التحكيمي في مباريات البطولة.. فالبداية غير مشجعة.. رغم أنني أتمنى أن تذهب مخاوفي أدراج الرياح.. *** ** لا ينقص الاستديو التحليلي للقناة الرياضية (الثالثة) .. إلا التواجد المتخصص للعنصر التحكيمي لشرح الأخطاء وكشف الملابسات التحكيمية المتوقعة.. كما يجب مراعاة التنويع في الحضور الإعلامي والفني لأندية ومناطق المملكة.