حائراً.. دروبي عديدة كلما سلكت درباً أريد النهاية اكتشفت أنني في أول الطريق ثم أبدأ من جديد.. حائراً.. حافي القدمين أمشي في نار رمال مستعرة.. حائراً.. أروي ظمئي من سراب وسط صحراء قاحلة.. حائراً.. أرتجف في عز قيظ أجهدتني هموم كثيرة.. حائراً.. عرقي بات عزيزاً في شتاء بارد والدم تجمد في العروق.. حائراً.. أترقب بزوغ نجم راح يمضي بالأفول.. حائراً.. أرمي هدفي تحتها وبدت جميع أهدافي فاشلة.. حائراً.. والدمع من مقلتي تدفق كالشلال المنهمر.. حائراً.. أترقب وأرى بصيص أمل شمس بعيدة.. حائراً.. والأحزان تطوقني ولعلها تنجلي ولن تستمر.. حائراً.. أرتدي تحقيق أحلام جميلة باتت كوابيس مخيفة.. حائراً.. صميم بوحي توقف برهة ثم نزف أحرفاً ومشاعر رقراقة متوهجة.. حائراً.. أنظر بزوغ ميلاد مفعم بالسعادة ومعطر بأزاهير الخميلة.. حائراً.. ليس لي إلا قلمي ودفتري ليؤنسا وحشتي في تلك الليالي السوداء البهيمة.. حائراً.. ويا ترى من يزيح عن كاهلي هماً شل تفكيري وسير نفسي كئيبة؟؟