* أعيش حياة انقطاع عن الناس مدة طويلة حينما عاداني مدير المدرسة التي أدرس فيها الطلاب (الرياضيات) فقد كتب عني تقارير سرية حتى تم نقلي مرتين فأحسستُ في المرة الثانية بتعب نفسي شديد على أثره تردى أدائي وبقيت في كآبة حتى تقاعدت أو قاعدوني، ويعود السَّبب في هذا كله إلى: أنني كنت مشرفاً على النشاط في المدرسة فكنا نُصدر صحيفة حائطية كل خمسة عشر يوماً فكنت أنقل بعض العبر والقصص، ولم أكن أعلم أن المدير حساس إلى درجة أنه يتخيل أن ما أكتبه يعنيه خاصة والمدير يميل للصمت وولده كل عام يأخذ (الأول) ويغيب أحياناً عن العمل لأمور تجارية باسم: (ولده), كما يكسب من وراء الإدارة أموراً مادية، وصدقني لم أكن أعلم بهذا حتى جاءني (الخبر) أنه أصيب للمرة الثانية (بجلطة) فقد تكلم أحد المدرسين وذكر بعض أسراره الغامضة، من هنا أدركت أنه يظن أنني كنت أعنيه، وقد لمست منه أثناء تدريسي جفاء ووحشة وعدم إشراكي ب(الكنترول) وعدم إشراكي بوفدين لزيارة مسؤول مهم. سؤالي - هل لي علاج؟ والآخر - أنا لم أدع عليه فهل الله جل وعلا ينتصر لي ولو لم أدع؟ ع.أ.أ.أ... الرياض ج - لعل أول خطوات العلاج هو: شعورك بما تحس به الآن من (كآبة) ويزيد هذا شعوراً بالسناء أنك أدركت سبب التضييق عليك في رزقك وأمرك المعنوي وهذا أهم هذا هو الخيط الجيد المتين الموصل للشفاء بإذن الله تعالى، لكني أحب أن أبين لك شيئاً مهماً عن حالتك وهو أنك ذكرت أن مدير المدرسة كان حساساً تجاهك وتجاه ما كتبت وتكتب فأنت كذلك حساس لأن تحليلي النفسي بيَّن لي أنك مررت وتمر الآن بشعور بمرض الكآبة والانقطاع (الانزواء) وليس ذات المرض نأمل أن تدرك هذا جيداً وتفهمه فلست: مريضاً لكنك مررت بحالات (قهر) من قوي مركزي استغل سلطانه بحماية نفسه وولده وتجارته عن طريق قتل من يتحدث عنه لكنه قتل من نوع آخر هو: القتل المعنوي ولا شك لديَّ أنه ظلم وتجاوز والعلاج الذي تنشده يكون بالايحاء الذاتي بارادة النجاح من جديد لكن عن طريق تخطيط وبصيرة ووعي فتشارك في الطرح النقدي والشعري والثقافي بروح مؤمنة واعية مسؤولة وتنظم القراءة لديك وتمارس رياضة المشي والفسحة مع (الأسرة) ومن أهم ذلك حسن ظنك بالله تعالى وشدة حرصك على العبادة ودوام الذكر بفهم تام لما تؤديه. أما الشق الثاني من السؤال فهو مهم في بابه خاصة في مثل هذا الحين إلا ما شاء الله ومن المعلوم أن الله جل وعلا هو الحكم العدل وعدله سبحانه مطلق ومن هذا أنه تعالى يأخذ المسيء ولو أمهله يأخذه بخوف ما أو مرض ما أو حرص ما أو ذهاب مال أو جاه أو أمن ولو لم يدع المساء إليه وهذا أمر مدرك من حالات كثيرة معروفة من الدين بالضرورة، وإنما هذا يحتاج إلى فطنة وورع وخوف وخشية من الله. ولعلك تقبل لي (رأياً) أطرحه عليك في هذه الإجابة أن تزوره فلعله حينما يراك يتراجع ويسألك العفو وحينئذ أنت وذاك وزيارته تزيح عنك أموراً كثيرة نفسية تساهم في دفع ما أنت فيه.