التربوي جزء مهم من مجتمعه, وعماد أساسي في تشكيل ذاكرة الوطن, فيجب ألا ينفصل عن محيطه بل لابد أن يكون له حضوره الفاعل والمثمر والمتواصل في أوساط الناس والمجتمع, فيساعد على الفهم السليم والحوار البناء واحترام الرأي والرأي الآخر. إذاً التربوي هو ابن مجتمعه الصادق, مرآته الحقيقية للسلوك الأمثل لما يسود في بيئته من خير وعطاء ونفع وبر, ويكون قلبا وقالبا مع وطنه في السراء والضراء، يفرح لأفراحه, ويعاني مع معاناته ويتعايش معه كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. والعاملون في المراكز الصيفية هم نخبة من رجال التربية المخلصين الذين جعلوا إجازاتهم مع طلابهم وخيرهم يتواصل مع تلاميذهم, وأيقنوا ان التربية لاتعرف التوقف وتتجاوز حدود الأزمنة والأمكنة, من هذا المنطلق فالمسؤولية كبيرة والأمانة جسيمة لأن التعامل سيكون مع نشء ليس لديه ما يشغله من واجبات دراسية أو اختبارات فصلية أو التزامات مدرسية, يأتي إلى المراكز من مدارس شتى ومن بيئات مختلفة, يحتاج إلى منحه كل الوقت وكل الجهد وكل العطاء عبر هذه الملتقيات المباركة والمراكز الصيفية الخيرة التي هي الأرض الخصبة للقيم النبيلة والأخلاق الكريمة والابداع المتألق عبر أدوارها الاجتماعية ورسالتها التربوية لتعزيز أمن الوطن وتقدير قيادته وعلمائه وشعبه وإنجازاته في كل حين ووقت, وتتضاعف الأدوار في الأزمات وبخاصة ما يمر به الوطن من بعض من يريد تعكير أجواء أمنه الوارف, واقتلاع شجرته المباركة, وهذا لن يتحقق بإذن الله ما حيينا. من هنا نقف سويا لنتدارس مع الزملاء العاملين في المراكز الصيفية للأدوار المطلوبة من المراكز الصيفية في تعزيز الانتماء الوطني والمتمثلة فيما يلي: 1- الدور الوقائي (الاعدادي). 2- الدور العلاجي (الاصلاحي). 3- الدور البنائي (التطويري). ولكن قبل الحديث عن هذه الأدوار المهمة يجدر بنا الحديث عن أبرز خصائص وطننا المملكة العربية السعودية فهو مجتمع عربي مسلم كسائر المجتمعات المسلمة ويتميز بأخذ زمام قيادة الأمة للمعايير الآتية: أ) اختار الله نبي هذه الأمة رسولنا محمداً صلى الله عليه وسلم من هذه البلاد وفي ذلك دلالة على أن أبناء هذا الوطن هم القدوة التي ينبغي أن تكون وهم مؤهلون لحمل أمانة القيم والمبادئ والدين. ب) كل بوصلات العالم تحدد باتجاه هذا الوطن الذي به قبلة المسلمين والكعبة الغراء وبيت الله العتيق. ج) كل المسلمين من جميع أنحاء العالم يتجهون كل عام إلى هذا الوطن لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام في المشاعر المقدسة وأداء مناسك العمرة في المسجد الحرام بمكة المكرمة. د) على ثرى هذا الوطن قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم والصحابة الأخيار والتابعين ومسجد رسوله عليه الصلاة والسلام الذي تشد إليه الرحال. ه) لغة هذا الوطن أسمى لغة في الأرض (اللغة العربية) لغة كلام الله تعالى (القرآن الكريم) ولغة أهل الجنة. و) دستور هذا الوطن الكتاب والسنة والحكم فيه وفق شرع الله. ز) لا فرق بين حاكم ومحكوم في هذا الوطن, فقادة البلاد أدام الله عزهم نابعون من أسر هذا الوطن ومتجذرون في كيانه, ومتماسكون مع جميع أفراد المجتمع, ومجالسهم مفتوحة للصغير والكبير, وعرفوا بالتقى والصلاح ونصرة المظلوم, ومناصرة الحق. ح) شعب المملكة شعب أصيل معروف بقيمه النبيلة وعاداته النبيلة وثقافته الواسعة واطلاعه على الجديد, وحسن التعامل مع كافة شعوب الأرض دون التفريط في الثوابت والقيم. ط) سياسة المملكة في المحافل الدولية مستقلة نابعة من قيم وأصالة المجتمع السعودي فلا انتماءات لشرق أو لغرب وإنما انتماء للإسلام. ي) المملكة هي البلد الأول في التأثير على الاقتصاد العالمي بما تختزنه من ربع احتياطي البترول في العالم وبما تنتجه يومياً للسوق العالمي, وبما يشكله دورها القيادي في المنظمة العالمية للدول المصدرة للبترول (أوبيك). ك) المملكة هي البلد المؤسس لرابطة العالم الاسلامي, ومنظمة المؤتمر الاسلامي والمجمع الفقهي الاسلامي, والمنظمة الاسلامية للعلوم والتربية, والبنك الاسلامي للتنمية, ومن الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية, والمنظمة العربية للعلوم والتربية, ومن أوائل الدول المنضمة لعضوية مجلس الأمن الدولي. ل) المملكة لها دورها الكبير في نصرة كافة قضايا الأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس الشريف, وكافة القضايا العربية والإسلامية, والأقليات الإسلامية, إلى جانب دورها الريادي في الجوانب الإغاثية لكافة المنكوبين والمتضررين على مستوى العالم. هذا غيض من فيض للعطاءات الخيرة لهذا الوطن المعطاء الذي يستحق منا جميعا ان نكون صفا واحدا للذود عنه بكل ما نملك, ونوصل إنجازات هذا الوطن للأبناء في المراكز الصيفية وغيرها, ليستشعروا بحق وصدق ماذا يعني انتسابهم لهذا الكيان الشامخ؟ لهذا فالمسؤولية على رجال التربية في الإجازة الصيفية جسيمة ونجاحها يتجسد في انضمام ومشاركة اكبر عدد ممكن من الطلاب في برامجها وفق برامج مشوقة ومتجددة, وإذا لم تستطع هذه المراكز ان تلحقه بها فستتجاذبه طرق شتى ومغريات عدة وفراغ قاتل وقرناء للسوء يبعدونه عن المسار الصحيح الذي لانريده لأبنائنا. وسنفصل في الأدوار المطلوبة من العاملين في المراكز الصيفية للارتقاء بالحس الأمني وتعزيز الانتماء الوطني ويتمثل في الأدوار الآتية: * أولاً: الدور الوقائي (الاعدادي): قديماً قيل (درهم وقاية خير من قنطار علاج), ودور المراكز الصيفية في هذا الجانب قيادي لإعداد الجيل للمواطنة الصالحة المبنية على الإيجابية لا السلبية, على البناء لا الهدم, لذا فالدور التوعوي والتثقيفي للأجيال عبر هذه المساحة الزمنية في الإجازة الصيفية ضرورة للإعداد الأمثل للحياة الصالحة. فنحن بحاجة في مراكزنا الصيفية إلى تعزيز الانتماء للوطن كشعور صادق لا شعارات, كرابط فكري لا عارض, لأن الوطن هو حصن الإسلام ومهبط الوحي ومنبع الرسالة وقبلة المسلمين ومثوى المصطفى صلى الله عليه وسلم, ولايتعارض الانتماء للإسلام مع الانتماء للوطن كما يقول الباحث الإسلامي د.محمد عمارة بل يتعدى ذلك إلى حدود نفي التناقض إلى دائرة الامتزاج والارتباط. فالقرآن الكريم يتحدث عن حب الانسان لوطنه كمعادل وقرين لحب الإنسان للحياة. بهذه المرتكزات يجب ان نربي الجيل ونعده لدوره التنموي في المساهمة البناءة في إعلاء صرح الوطن, فلا ننتظر المشكلات والحوادث لتذكرنا برسالتنا وتعلمنا دورنا بل يكون لزاما علينا أخذ زمام المبادرة في الدور الوقائي والاعدادي لتبصير الأجيال بمسؤولياتهم الاجتماعية وحق وطنهم عليهم عبر برامج متخصصة في كافة مجالات الأنشطة بالمركز سواء كانت محاضرات أو ندوات أو رحلات أو زيارات أو مسابقات....الخ. * ثانياً: الدور العلاجي (الاصلاحي): أبناؤنا في هذا الوطن جميعهم الصغير والكبير, الملتحق بمراكزنا الصيفية أو غيره بحاجة إلى وقفة صادقة معهم, والمبادرة في حل مشكلاتهم والإصغاء إليهم ومعالجة أفكارهم الخاطئة, فكما نعلم جميعاً بأن المريض يذهب إلى الطبيب ليشكو له ما يعتريه من أوهام أو أمراض, فيستمع إليه ويصف له العلاج المناسب ليشفى بإذن الله. ودورنا أهل التربية في هذه المراكز الصيفية أو غيرها يوازي ذلك بل قد يكون أكبر لأننا لانريد وصفة علاجية مسكنة فحسب بل نريد اصلاحاً وعلاجاً ممتداً لايعترف بزمن او مكان. لانريد للتربوي أن يكون عربة إسعاف تسير خلف الحوادث بل نريده وقائياً قبل أن تحدث وإصلاحياً طويل المدى إذا حدثت لا قدر الله. ويكون الاصلاح التربوي عبر برامج متطورة تراعي المراحل العمرية وخصائص النمو وحسب كل مشكلة وطبيعتها, وتأخذ منحى الحوار الهادف, والكلمة الطيبة والأسلوب الحسن, والاحتواء الأمثل, لا أن تعتمد على القسوة والشدة والصرامة والعنف, وفي هذا الباب يقول ابن خلدون (من كان مرباه بالعسف والقهر سطا به القهر, وضيق عن النفس في انبساطها, وذهب نشاطها, ودعاه إلى الكسل, وعمد على الكذب والخبث, وعلمه المكر والخديعة, وصارت له هذه العادة خلقاً, فأفسدت معنى الإنسانية لديه). أبناؤنا بحاجة إلى أن نصغي إليهم كثيرا ونناقشهم في تصوراتهم وأفكارهم, ولا نكون في برج عاجي بعيدين عن همومهم وما يدور في دواخلهم. فلتكن مراكزنا الصيفية مراكز للحوار والشورى وحرية الرأي وتعددها واختلاف وجهات النظر واحترام الآخرين ومنبعا للمحبة والفهم واحتواء الأفكار وتعزيز القيم النبيلة وتنقيتها من الشوائب سواء كان ذلك ببرامج مباشرة أو غير مباشرة مقصودة أو غير مقصودة لأن المحصلة النهائية ستعود علينا جميعا في هذا الوطن سواء سلبا أو إيجاباً, وما نزرعه اليوم حتما سنحصده غداً. * ثالثاً: الدور البنائي (التطويري): الوطن ليس نشيداً أو أشعاراً نرددها فحسب إنما الوطن هو أنا وأنت وأخي وأخوك وأبي وأبوك وجاري وجارك وابني وابنك وعملي وعملك وبيتي وبيتك ومجتمعي ومجتمعك والقيادة الرشيدة والأرض الطيبة والتاريخ المشرق والإنجازات المتتالية وفوق هذا وذاك ديننا الاسلامي وقيمنا ومبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا وعرضنا وشرفنا, أليس حري بنا أن ندافع عن هذه المكتسبات؟ بلى ورب الكعبة. لذا فالمسؤولية في هذه المراكز جسيمة لبناء الجيل وهي ملقاة على عاتقكم أيها التربويون الفضلاء بالدرجة الأولى, فنحن بحاجة إلى جيل منتم, ينتج ويبدع ويطور, لأن غير المنتمي سيكون سلبيا ضائعا, مشتت الذهن, تتخاطفه الظنون والأوهام والأفكار الهدامة. فنحن بحاجة في مراكزنا الصيفية أن نملأ فراغ الأجيال, فمن طبيعة الأشياء عمومها أن تملأ, حتى الكأس الفارغة إذا لم تملأ بالماء ملئت بالهواء. فلنملأ فراغ أبنائنا بالنشاط المثمر والعمل الجاد والتربية السليمة والفائدة والمتعة ونساهم في تطوير الوطن عبر ثروته الحقيقية وهم فلذات أكباده. فاكتشاف المواهب وصقلها ورعايتها جزء من صناعة مستقبل الوطن, فواجب علينا أن تكون برامجنا متجددة ومتطورة تعايش الواقع وتتعامل مع لغة العصر وفق مبادئنا وقيمنا, ويعطى لكل طالب الحق المشروع في مزاولة هواياته ومواهبه وإبداعاته فشعارنا دوما في النشاط كما يقول معالي وزير التربية والتعليم د.محمد أحمد الرشيد (المشاركون في النشاط الكل والمتفرجون صفر). إن الحديث عن دور المراكز الصيفية في تعزيز الانتماء الوطني لايتوقف عند هذه السطور ولا هذه الكلمات, بل نريده أن يمتد إلى المجتمع بأسره عبر مجالس الناس ومنتديات الشبكة العنكبوتية (الانترنت) ووسائل الإعلام المختلفة بحوار بناء ورؤية واضحة وفهم عميق. ولتوصل الرسالة التربوية بشتى الوسائل مع الحرص على تجسيد القدوة في أنفسنا وفي أسرنا وفي طلابنا وفي بيئتنا, وفي الختام أؤكد على أمور هامة أوجزها في العناصر الآتية: 1- أهداف المراكز الصيفية هي أهداف السياسة العامة للتعليم بالمملكة تعزز القيم والوسطية وتنبذ العنف والتطرف وتنشر روح التسامح والاخاء والمحبة, ولا تعترف بالعصبيات ولا النعرات ولا الأفكار الهدامة بل تؤكد على أن الوطن واحد والهم واحد والمصير واحد. 2- كل البرامج في المركز الصيفية تحقق أهداف التربية الوطنية وتعزز الانتماء لهذا الكيان لأنها تؤدي رسالتها عندما ينشغل الآباء عن أبنائهم بإجازاتهم وسفرهم وتظل هي المحضن التربوي والملجأ الآمن لأبناء الوطن. 3- كل المدخلات التربوية في المراكز الصيفية رائعة ومبدعة, لكن أحيانا قد نجد بعض المخرجات لاتتوافق مع روعة المدخلات, حتما سيكون الخلل في العمليات والممارسات, ولانتاج مخرجات قيمة نحن بحاجة إلى التأكيد على الممارسة الصادقة والأداء الجيد والحرص المستمر والمتابعة الدائمة والنفس الرضية والهمة التي تصل بالجيل إلى القمة. 4- القدوة هي منهج حياة, وأسهل الأساليب لتعزيز المواطنة المخلصة, فالكلمة الطيبة نموذج, والفعل الحسن مثال, والتعامل الأمثل أسلوب وقس على ذلك ما تشاء, فالقدوة منهج خفي في التربية يتعلم منه الأجيال دون توجيه مباشر ويتربى عليه النشء دون إشارة ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة. فلنجعل المراكز الصيفية منهجا يحتذى ونموذجا مشرفا يمثل البيئة الفاضلة في المجتمع الفاضل. 5- الأثر في التربية والاصلاح للأجيال ليس ساعة نغير عقاربها, بل هو طويل المدى فما يزرع في المراكز الصيفية من خير ونفع اليوم قد لا يثمر إلا بعد عشرات السنين, فلا ينتظر الزارع حصاده غداً. 6- صياغة الجيل في ظل ثوابتنا وقيمنا ومبادئنا مطلب مهم في ظل هذا العصر المليء بالسموات المفتوحة, وتعدد وسائل المعرفة ومصادرها, فواجب على مراكزنا أن تلاحق تطورات الأحداث وتعايشها ولا تنعزل عنها, بل يكون لها تواصلها المستمر مع تطورات المواقف الوطنية الحالية والمتوقعة, وتبصر الجيل برؤية الوطن عبر قادته وعلمائه وإعلامه كمصدر للحقيقة ومنبع للصدق والحق. 7- التواصل مع وسائل الاعلام في تبصير الناس والمجتمع برسالة التربية ودور المراكز الصيفية في رعاية الأجيال هي مسؤولية الجميع وبخاصة صاحب كل فكر وقلم ورأي. فإذا لم يتحدث أصحاب الاختصاص عن رسالتهم وبرامجهم ومراكزهم فمن يتحدث إذن؟ وهناك بعض الناس قد يكون لديه معلومات خاطئة عن المراكز الصيفية لزاماً على المنتسبين لهذه المراكز ان يصححوها, ويدعوهم لزيارتها والوقوف على برامجها ومناقشة أفكارهم بود ومحبة وعمق. 8- يجب ان نكون صرحاء في التعبير عن مواطنتنا, بل نعتز ونفتخر بكل ذرة رمل فيه, فالشهادتان في علمنا تظللنا, ولون علمنا بجنة الله يذكرنا وقادته الأخيار بشرع الله تحكمنا, وعلماؤنا بعقيدة التوحيد ترشدنا, أليس حري بنا أن نعتز به ونفخر؟ 9- أثمن ما يملك الوطن فلذات أكباده, والتربويون هم أمناء على هذه الثروة, فليؤد كل مؤتمن أمانته, ولنصنع جيلا واعيا مدركا لوطنيته ودوره الايجابي في نماء الوطن, يتعامل بفن مع الآخرين, ويحسن إدارة وقته وذاته, يحترم الأنظمة, ويلتزم بالنظام العام, ويساهم بإيجابية في التوعية المرورية والأمنية, ويقدم خدماته التطوعية والاجتماعية لوطنه ومجتمعه حسب قدراته ويهتم بمعالي الأمور لا سفاسفها, يسير مع الرفقة الصالحة التي تبني ولا تهدم, ويبتعد عن الفئة الضالة قرناء السوء الذين يهدمون ولايبنون. 10- (حب الوطن من الإيمان) هكذا تربينا وهكذا يجب ان نربي الجيل, فالحب للوطن ليس جلبابا نلبسه متى نشاء, بل هو كيان في داخلنا وفي عقيدتنا لا نقبل المزايدة عليه, بل نعمل بروح الفريق الواحد في بناء لبنات الوطن وصناعة منجزاته الحضارية مستمدين العون من الله سبحانه وتعالى ثم مستلهمين ماضينا المشرق وحاضرنا المضيء ومستشرفين مستقبلنا الوضاء إن شاء الله. أتمنى للجميع التوفيق والسداد في تعزيز الانتماء الوطني عبر هذه ا لمراكز المباركة.