الغذاء السليم هو الذي يمد الجسم بما يلزمه من السعرات الحرارية، ويحتوي على نسبة متكافئة من البروتينات والنشويات والدهنيات، ويوفر للجسم احتياجه من الماء والفيتامينات والمعادن. ويحتاج الطفل في السنة الأولى من عمره إلى السعرات الحرارية التي تمكنه من النمو وأداء الوظائف الحيوية الجسمية. ويحتاج الطفل إلى حوالي 110 سعرات حرارية لكل كيلو جرام خلال السنة الأولى، أما في السنة الثانية فيحتاج إلى مائة سعر حراري لكل كيلو، أما الرجل البالغ فاحتياجاته حوالي 40-50 سعراً حرارياً لكل كيلو واحد فقط. الاحتياجات الغذائية للطفل خلال عامه الأول البروتينات وهي لازمة لبناء خلايا الجسم وتكاثرها ويحتاج الطفل حوالي 2.5-3 جرامات لكل كيلو جرام من وزنه. المصدر: (الألبان ومنتجاتها مثل الجبن والزبادي، والبيض، اللحوم، الطيور، والبقول مثل الفول والعدس). الكربوهيدرات وهي مصدر مهم للطاقة، ويحتاج منها الطفل على الأقل 10 جرامات لكل كيلو جرام من وزنه. ومصدر الكربوهيدرات (اللبن ومنتجاته، الأرز، المعكرونة، دقيق القمح، البسكويت، البطاطس). الدهون لا توجد كمية محددة، ولكن وجودها أساسي كمصدر للطاقة وتكوين طبقة الشحم تحت الجلد والتي تعمل على تدفئة الجسم واشتراك الدهون في عملية التمثيل الغذائي للجسم (METABOLISM). الكالسيوم وهو عنصر أساس في تكوين الأسنان والعظام ولتأدية وظائف العضلات والأعصاب والقلب، ويحتاج الطفل من 600-800 ملم جرام يومياً. المصدر: (اللبن، الجبن، منتجات الألبان والخضروات). الحديد من المعادن الأساسية في تكوين مادة الهيموجلوبين لكرات الدم الحمراء، وأساسي في عمل بعض الخمائر داخل جسم الطفل، ويحتاج الطفل من 6-8 ملم جرامات. المصادر الغنية بالحديد: (الكبدة، اللحوم، الفول، العدس، السبانخ، الجزر، صفار البيض، التفاح). يفتقر لبن الثدي واللبن الحليب إلى الحديد، (الألبان المجففة تكون مطعمة بالحديد)، ويتعرض الطفل الذي يعتمد في تغذيته على لبن الأم فقط ولفترات طويلة إلى أنيميا نقص الحديد؛ لذا لا بد أن يحتوي غذاء الطفل في بداية الفطام على مصدر للحديد أو إعطاؤه دواء به حديد. فيتامين (د) يحتاج الطفل إلى حوالي 400 وحدة يومياً منه، وهو أساس لامتصاص الكالسيوم والفسفور من الجهاز الهضمي وترسيبهما في العظام والأسنان.مصادره: (البيض، وزيت السمك)، كما أن التعرض اليومي لأشعة الشمس 15 دقيقة على الأقل من أهم المصادر؛ حيث يتم تحويل الدهون تحت الجلد عن طريق الأشعة فوق البنفسجية إلى فيتامين (د). فيتامين (أ) ضروري لسلامة النظر وحماية طبقات الجلد والأغشية المخاطية. مصادره: اللبن ومنتجاته، البيض، الفول، الكبدة، الجزر، والخضروات الخضراء. فيتامين (ج) يساعد على مقاومة الأمراض المعدية ونزلات البرد والتئام الجروح. مصادره: البرتقال، الليمون، التفاح. فيتامين (ب) متوفر بمنتجات الألبان، وأهميته في العمليات الحيوية بالجسم. يعتبر الحليب هو العنصر الأساسي في تغذية الطفل، ويعتبر حليب الأم هو أكثر الأنواع ملاءمة للرضيع، فلا يقارن بالأنواع الأخرى، فإضافة إلى أن حليب الأم يحتوي على العناصر الغذائية التي يحتاجها الرضيع لنمو جسمه وبنسب مثالية فهو ملائم لمعدة وأمعاء الطفل، وهو سهل الهضم وجاهز لرضاعة الطفل في أي وقت، ونظيف ومعقم خالٍ من الجراثيم، ودرجة حرارته مماثلة لدرجة حرارة جسم الطفل، التي تقي الطفل من الأمراض المعدية (وخصوصاً حليب الثدي في الأيام الأولى من الولادة - كولسترم).تساعد الرضاعة الطبيعية على استعادة حجم الرحم، ويظهر ذلك في إحساس الأم بالتقلصات أثناء الرضاعة، كما أن الرضاعة الطبيعية تقوي العلاقة بين الطفل وأمه، وفي الدول النامية الرضاعة الطبيعية من إحدى الطرق المستخدمة كمانع للحمل. وتعطى على شكل وجبات بديلة لوجبة الحليب، وهذه هي أولى مراحل الفطام.والفطام بمعناه الصحيح هو إعطاء وجبات طعام خارجي بشكل تدريجي إلى أن يصل إلى مرحلة يمكن فيها الطفل أن يستعيض بالطعام الخارجي عن لبن الأم أو (الحليب الصناعي). وينصح بإدخال الطعام الخارجي في سن مبكرة بحيث تبدأ العملية في الشهر الثاني حتى يتعود الطفل على الطعام الخارجي مبكراً، وحتى تكون عملية الفطام يسيرة على الطفل، والأهم هو توفير العناصر الغذائية المهمة جداً وغير المتوفرة بالحليب. أصناف الطعام الخارجي عصير البرتقال ويبدأ إعطاؤه للطفل في الشهر الثاني، ويفضل أن يكون طازجاً ومصفًّى ومخففاً قليلاً بالماء، ويعطى مقدار ملعقة ثم تزداد تدريجياً، وهو مصدر غني بفيتامين (ج). دقيق الحبوب CERELAS ويكون خليطاً من القمح والأرز والذرة والشعير، ويمكن إضافة الحليب إليها، وتحضر على شكل مهلبية باستعمال الماء الساخن، ومجموعة الحبوب توفر قدراً كبيراً من البروتينات والأصناف الأساسية، وتفيد الطفل في حالات القيء وتمدُّه بالسعرات الحرارية. وتعطى الحبوب في بداية الشهر الرابع. التفاح المبشور يمكن أيضاً إعطاؤه من الشهر الثالث أو الرابع، ويتم بشر التفاح أو ضربه بالخلاط، ويحتوي التفاح على فيتامين (أ،ج) وبعض الحديد، كما يحتوي على مادة السليولذر التي تساعد في حالات الإمساك، ومادة البكتين التي تساعد في حالات الإسهال. ويفضل دائماً إعطاء التفاح الطازج؛ لأن عملية الطهي تفقده جزءاً كبيراً من قيمته الغذائية. ويمكن إضافة العصير (التفاح - البرتقال) إلى غذاء الحبوب حتى يصبح طعمه مستساغاً، ولأن العصير (الجاهز) مدعم بفيتامين (ج) الذي يساعد على امتصاص الحديد الموجود في الحبوب بطريقة أفضل. الزبادي تستطيع الأم إعطاء الزبادي من الشهر الرابع قليل الدسم ثم العادي، وتبدأ بإعطاء كميات صغيرة وتزداد تدريجياً. ويمكن من الشهر الخامس إعطاء الزبادي بالفواكه أو إضافة نصف ملعقة عسل في الوجبة. كوكتيل الفواكه (من الشهر الخامس) تفاح، كمثرى، برتقال، موز، مع بسكويت سادة أو ملعقة من مسحوق الحبوب ويضاف قليل من الحليب، وتخلط بالخلاط حتى تصبح متجانسة القوام، ويمكن وضعها في برطمان نظيف، وتعطى للطفل بالملعقة. ويمكن استخدام كوكتيل من التفاح والموز مع الرمان إذا كان براز الطفل مائلاً إلى الإسهال. الخضار المسلوق الكوسة + بطاطس + جزر (بعد غسلها جيداً ونزع القشرة)، وتسلق مع قليل من الماء وقليل من الملح، وتخلط جيداً بالخلاط. ويفضل إضافة ماء السلق إلى الخضروات لاسترجاع الفتيامينات والمعادن التي تفقدها الخضروات في عملية السلق. ويعطى الخضار المسلوق ابتداء من الشهر الخامس، ويمكن إضافة قليل من الزبدة أو زيت الزيتون إلى الخضروات من الشهر السادس، ويمكن التعديل في وجبة الخضروات؛ حيث يمكن مع نهاية الشهر السادس إضافة قطعة من لحم الدجاج أو اللحم المفروم إلى وجبة الخضروات مع خلطها بالخلاط جيداً، ويمكن أيضاً إضافة قطعة من كبدة الدجاج. صفار البيض ويعطى مع نهاية الشهر الخامس؛ حيث يتم سلق البيض خفيفاً (بروشت)، ويعطى وحده أو يتم خلطه بمسحوق الحبوب الممزوج بالحليب، وتعطى البيضة الكاملة من الشهر العاشر. الجبن الأبيض ويحتوي على كالسيوم مشفور بالإضافة إلى البروتينات والمواد الدهنية، ويمكن إعطاؤه من الشهر الثامن. طبيخ العائلة يمكن إعطاؤه بعد هرسه جيداً ابتداء من الشهر السابع مع مراعاة تقليل البصل والثوم والبهارات. 1- أن تكون الكمية قليلة بداية ثم تزداد بالتدرج حتى تحل محل رضعة كاملة. 2- لا ينصح بإعطاء الطفل غذاء أو صنفاً جديداً وهو مريض. 3- لا بد من إدخال صنف واحد فقط كل مرة ومراقبته أسبوعاً على الأقل. 4- يعطى الطعام الجديد للطفل قبل الرضاعة، ويفضل بعد استيقاظه من النوم ظهراً؛ حتى يكون جائعاً ولا يرفض الطعام الجديد. د. خالد كمال محمد الزمالة البريطانية في طب الأطفال