برهنت قمة مجموعة الثماني في سي آيلاند من جديد على رغبة الدول العظمى في الاتحاد بشأن العراق وفي الوقت نفسه، على هشاشة هذا التفاهم في مواجهة نزاع المصالح في هذا الملف وبشكل أوسع بشأن الشرق الأوسط. وفي هذه القمة التي عقدت على شاطىء ولاية جورجياالأمريكية كان التتابع الكلامي ملفتاً، وقد حلّ التوتر بسرعة محل التهدئة. وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك إن بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا تحتاج إلى مبشرين بالديموقراطية، في تصريح قاسٍ استهدف المشاريع الأمريكية لإصلاحات سياسية واقتصادية في المنطقة ترى الإدارة الأمريكية أنها تتمة منطقية ل(تحرير) العراق. وكشفت مبادرة الشراكة من أجل التقدم، ومستقبل مشترك مع دول الشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا عن أعمق الخلافات، فقد تم تبني وثيقة لدعم إحلال الديموقراطية والتنمية الاقتصادية في المنطقة، لكنها توضح أنهما لا يمكن أن يُفرضا من الخارج. وقد تمّ تخفيف النص بالمقارنة مع المشاريع الأولى لواشنطن بينما لم يتردد الدبلوماسيون من توجيه أشد الانتقادات للمشروع، في الكواليس. وتتضمن مبادرة مجموعة الثماني ل(شراكة من أجل التقدم ومستقبل مشترك) مع منطقة الشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا وثيقتين هما إعلان سياسي وخطة لدعم الاصلاحات. فالوثيقة السياسية أعلنت دعم مجموعة الثماني للإصلاحات الديموقراطية والاجتماعية والاقتصادية في المنطقة، أما خطة دعم الإصلاحات فقررت المجموعة منح إطار وزاري للحوار والالتزام حول القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سياق من الاحترام المتبادل.