منذ الصغر.. وفي قلوبنا لرجال الأمن منزلة مختلفة عن غيرهم.. نقدرهم بقدر ما نهابهم.. نخشى البذلة والنياشين ونفزع حين يقول الأهل: شوف العسكري فإذا كنا في طريق مشينا بهدوء وسكينة وإذا كنا في مركبة لا تنزل أنظارنا عنهم حتى تؤلمنا رقابنا ونبتعد مجبرين.. وحين صرنا شباباً عرفنا أن أمن هذا الوطن لا يستقيم ولا يكون إلا بوجود جنود يسهرون على راحته.. كنا لا نخشى السارق لأننا نعلم بأنهم ساهرون ونحن نيام كنا نرثي لحال المخالف لأنظمة هذه البلاد لأنه سينال جزاءه.. كنا نشعر بالسكينة حين نراهم ونطمئن حين نفكر فيهم. وفي ظل هذه الظروف ونحن كبار نشعر بالحدث ونعيش فيه بإحساس مخالف لإحساس الصغر والشباب.. تيقنا بأن رجل الأمن شخص حمل الروح على الكف وقدمها هدية في سبيل الله والوطن.. هنا وفي هذه اللحظة تصرخ كلماتي عجزاً وتتوارى خجلاً: كيف أكتب لمن أشعر بأن حرفي لا يفيهم حقهم كيف أكتب لمن تخطت تضحياتهم حدود المعاني.. كيف أكتب لمن اعتلوا قمة يصعب علي الوصول لها.. فلتكن كلماتي المتواضعة سلاماً لكل رجل أمن في هذه البلاد العظيمة.. لتكن تحية تبتدئ بقمة الهرم الأمني في بلادي ..سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز.. مارة في سلسلة غير منقطعة من الشكر والتعظيم لكل مسؤول عن وفي كل قطاع أمني في هذا الوطن العزيز.. رجال الأمن بكم تستقيم لنا الحياة بعد الله تعالى وبكم نحتوي شعور الخوف من كل مفاجأة جديدة بكم نستعين على تخطي حدود الألم بعد كل فاجعة تخطف منا ابناً عزيزاً وتروع أنفسا آمنة.. لن تضيف كلماتي لكم إلا كبير الامتنان من كل فرد على هذه الأرض الطاهرة ولن تستوعب أحرفي مواقفكم البطولية الشجاعة.. لن تعرف المعاني في كلماتي حقيقة شعوركم النبيل وأنتم تخرجون من منازلكم للقاء المجهول وأنتم تستقبلون الموت يومياً بصدوركم التي امتلأت بحب الله وحب الوطن،، (أصدق الكلمات) في كل بزوغ فجر وشروق شمس تهب على فضاء وطني رائحة عطور دمائكم الزكية التي سالت على أرضه دفاعاً عنه.. تهب مالئة رئة كل مواطن بعبق عطرها الفواح مذكرة كل خاطر بأنها لم تذهب هدراً فهذا الوطن يستحق الذود عنه بكل غالٍ ونفيس وليس أغلى من أرواحكم الطاهرة التي لقيت ربها مستشهدة في سبيله دفاعاً عن كلمته ودينه وعن أراضينا وأعراضنا. ليس بعد هذا القول قول.. فليرحم الله من أصبحت روحه عند بارئها وليحم الله من ما زال على هذه الأرض يؤدي واجبه. ****** (كلمة حق) والله لم أكن في يوم من الأيام في حالة عجز عن كتابة ما يدور في داخلي وما يشعر به غيري إلا في هذه اللحظة فقد اختفت جميع كلماتي في جبروت حضوركم وكبر عطائكم وقوة تضحيتكم.. يا عزة بلادي وفخرها. ******