إهداء إلى سيدي أمير الخير والإنسانية سلطان بن عبدالعزيز بمناسبة نجاح العملية الجراحية التي أجريت لسموه يا سيّدي سُلطان يا مَنبعَ الحنانْ بِعَهدك السعيدْ نَعيشُ في أمانْ سلطان يا الفارسْ وسَيفُكَ الحارِسْ يَحميكَ من كلّ شَرْ بِحمايِةْ الرحمنْ يا سيّد الرِجالْ يا صورَةَ الكَمالْ مِن خَيرِكَ الجَزيلْ تحيا بِكَ الأوطانْ يا صانعَ الأمجادْ للِخَيرِ والعِبادْ نَفديكَ بالأوراحْ فَدُمْ لنا عِمادْ يا حِصْننا الحَصينْ والملجَأَ الأمينْ نَلوذُ في حِماكْ يا رافع البُنيانْ من قَلِبيَ الصغيرْ أُهديكَ يا سلطان الحبَ والولاءْ والشُكر والعرِفانْ يا مُوْفِيَ العهودْ يا صانعَ الجُنودْ من أصلِ آل سُعود أكرمْ نَسِلْ عدنانْ الرياض: فاكس 014803452 طبت حياً وميتاً يا أبي أ.د. إبراهيم بن مبارك الجوير بعد أن هدأت الأنفاس نوعا ما، أكتب إليك يا أبي وأنت في مرقدك الذي أدعو الله أن يكون روضة من رياض الجنة، لقد ودعتنا ليلة الخميس 11-2-1425ه بابتسامتك الوضاءة التي عرفت بها، ودعتنا بلسان رطب بذكر الله تعالى، وقد رفعت السبابة اليمنى موحدة لله جل وعز، وهي اليد التي صعب عليك تحريكها منذ سنوات، ودعتنا وبعض الحضور من أهلك وأولادك وأحفادك لم يشعروا أو لم يعرفوا أنك تودعهم فعلا، لقد عشنا معك تلك الليلة المشهودة في حياتنا، وأنت تعاني النزع، وقد اشتدت عليك الحمى وارتفعت درجة حرارتك 39.2، وجسمك بارد والعرق يتصبب من جسدك الطاهر، وقرأنا عليك سورة (يس والدخان والواقعة والبقرة)، وكانت نعمة من نعم الله علينا أن نكون جميعا حولك أحدهم يضع يسراه تحت رأسك ويمناه تذكرك بالشهادة التي ترددها دائما في صحتك ومرضك، والآخر ممسك بيسراك يتحسس نبضك والأخرى عند قدميك، ورفعت سبابتك اليمنى وسلمت علينا واستلم الروح بارئها، والكل يتطلع إليك، ويقول اعملوا شيئا أحضروا الطبيب، وبودهم لو يفدونك بأرواحهم {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ {83} وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ {84} وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ {85} فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ {86} تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} الواقعة (83-87). ولقد أكرمنا الله يا أبي بنعمة أخرى.. وهي تغسيلك.. وقد كانت تجربة مثيرة بالنسبة لنا لقد كنا نغسلك، وكأنك حي بابتسامتك ووضاءتك ونورك المشع.. لم نتخيل أننا نغسلك ميتاً.. وهي التجربة الأولى بالنسبة لي، ولكني أحمد الله تعالى أن أكرمني بها ومعك.. وهي تجربة أرجو ألا يحرم المرء نفسه منها مع والديه وأحبابه، فشعورالرضا والسعادة الذي يجده المرء عندما يحظى بهذا الشرف والتكريم شعورعظيم. وأكرمنا الله يا أبي بحملك والصلاة عليك في المسجد.. وكم نحن مدينون لأولئك الأفاضل الذين ندعو الله ألا يحرمهم من أجر القيراطين الذي ينعم الله به على من يتقبل الله منه، فقد جاءوا زرافات ووحدانا من أماكن متفرقة.. جاء الأمير والعالم والوزير والمدير والطالب والموظف والقريب والبعيد جاءوا إلى المسجد وصلوا عليك ثم شيعوك إلى المقبرة رغبة في الأجر ومشاركة في العزاء. حاولوا منعي من النزول معك في قبرك شفقة عليّ، وعندما كنت أغسلك كان أمرا مشجعا، أما وقد رأيتك توضع في قبرك ويحثى عليك التراب كان شعورا مختلفا.. تذكرت قول سيدة نساء العالمين السيدة الطاهرة فاطمة بنت الحبيب المصطفى عليهم الصلاة والسلام عندما قالت (هل هان عليكم رسول الله فتحثوا عليه التراب).. وتذكرت قول الأمير الشاعر خالد الفيصل في أبيه الملك الصالح فيصل عندما قال: والله ما حطك بالقبر لكن آمنت بالذي جعل دفن المسلمين مسنون الحمد لله الذي جعلنا مسلمين، والحمد لله لقد رضينا بما كتب الله، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا على الرغم من أننا على فراقك يا أبي لمحزونون لا نقول إلا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، كانت مشاعر حزن ومشاركة في المسجد والمقبرة.. اختلطت فيها الدموع بالدعاء والصبر بالتصبر والتبصر، كانت هناك أيد حانية تمسح الدمع، وتضفي من مشاعر الأبوة والأخوة ما يعجز المرء عن وصفه ولا شكره.. عدنا إلى البيت الذي تسكنه أيها الغالي دائما.. وكانت هناك أمنا.. زوجتك وصاحبتك عبر الزمن تلك التي عاشت معك الحلوة والمرة.. التي أوصيتنا كثيرا بها، واهتمت بك، وسهرت معك في كل الأيام وعليك في آخر سنواتك.. فوجدناها نعم الصابرة الراضية المؤمنة.. واستنا في مصابنا، وكنا نظن أننا سنواسيها، فإذا هي أجلد أو هكذا تظهر.. أو هكذا أرادت أن تكون كما هي دائما الصابرة المحتسبة التي علمتنا، كما علمتنا حقيقة الرضا والصبر.. حقيقة التسامح والابتسامة حتى مع وخز الألم.. حقيقة الترفع عن الصغائر وتجاوز المحن.. وتحويلها إلى منح.. حقيقة حب الناس والوفاء معهم حتى وإن بدر منهم غير ذلك، عدنا فوجدنا الأخوات والقريبات أحفادك وحفيداتك كلهن بعيون دامعة وقلوب مكلومة، ولكن بيقين ثابت وصبر عميق.. ودعاء صادق وتفويض كامل- فالحمد لله على نعمائه-.. لقد ربيتنا وإياهم على ذلك وها أنت تحصد ما زرعت أيها الكريم. عدنا فوجدنا الأخيار، وقد سبقونا بكرمهم وخيرهم، وجاء آخرون لم يتمكنوا من الصلاة عليك أو تشييعك إلى المقبرة، ولا أقول إلى مثواك الأخير، لأن مثواك الأخير الجنة برحمة الله وفضله وكرمه، أما هذا المقر فنرجو أن يكون لك روضة من رياض الجنة، وهو مرحلة من مراحل عدة مرحلة الحياة الدنيا ومرحلة القبر، ثم المرحلة الأخيرة، وهي ما بعد القيامة نسأل الله أن يجمعنا بك في مستقر رحمته، لم تكن صاحب جاه ولا منصب، ولم يكن أحد من أولادك كذلك، فلماذا هذا الحب وتلك المشاعر؟! لقد جاء إلى البيت الذي تعرفه في حي بدر جنوب الشفاء رغم بعده عن كثير من الناس.. على الرغم من أن بعضهم يأتي إلى الحي لأول مرة.. ولكنهم جاؤوا.. وهاتفوا وأرسلوا وأوصوا.. الأمراء الكرام والعلماء الأجلاء.. الوزراء المبجلون.. أعضاء هيئة التدريس في الجامعات ولا أقول الجامعة.. مديرو الجامعات، وكلاء.. ومديرون، موظفون وطلاب.. أقرباء وأصدقاء.. إخوة وأخوات صغار وكبار.. يعزون.. يدعون يشدون من الأزر يقفون مع الجميع في مصابهم، كل يعرض فضله وكرمه وخدماته، هكذا هو مجتمعنا يا أبي الذي عرفته منذ أن ولدت- رحمك الله- في الحوطة، ثم انتقلت إلى الخرج صغيرا يافعا، وعملت في مزارع متعددة، ثم استقر بك المقام في رياض العز، وفي جامعة الملك سعود التي عملت فيها حتى تقاعدت عن العمل معززا مكرما محبوبا كريما.. لم تذكر لك عداوة مع أحد أو خصام مع أحد.. لقد مت وذمتك سليمة.. وقلبك أصفى من الصفاء ذاته أحببت الجميع، فأحبك الجميع حتى الصغار بكوا عليك، لأنك لم تضق بهم أبدا كنت حانيا على الجميع ومع الجميع. نم يا أبي مطمئنا في قبرك.. فنحن ندعو لك دائما.. ونحاول جاهدين الوفاء بما علمتنا إياه، وما أوصيتنا به.. نهتم بأمنا ونعتنى بأخواتنا، ونتكافل ونتعاون فيما بيننا.. وقد أخرجنا وصيتك لتحفيظ القرآن الكريم كما أمرت.. ان تعليم القرآن من أهم ما يوصى به لأن أجره مستمر ومضاعف لا حرمك الله أجر ما أوصيت به.. سنحاول أن نكون أوفياء مع المبادئ التي علمتنا إياها- رحمك الله- وأسكنك فسيح جناته، لقد أكرمنا الله بك، وعشنا معك سعادة رغم قلة ذات يديك في أيام كثيرة.. ولكنك لم تشعرنا بأي تقصير.. تحاملت على نفسك وبذلت من صحتك ووقتك حتى لا نشعر أنه ينقصنا شيء، فعشنا بفضل الله ثم معك بعزة واحترام- فلله الحمد والمنة- ثم لك الدعاء بالمغفرة والرضوان وسلام الله عليك وطبت حيا وميتاً. والله المستعان رثاء كم أسعد الناس في الدنيا وفارقها إبراهيم بن عبدالرحمن المفدى/ الرياض-أشيقر في فقيد الأمة ابن الوطن البار ورجل الأعمال المشهور الشيخ الفاضل-أبي عبدالله-محمد بن عبدالله الجميح- الذي انتقل إلى رحمة ربه مساء يوم الأربعاء 9-3-1425ه عن عمر ناهز الخامسة والتسعين -رحمه الله رحمة واسعة وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } قلت معبراً بعنوان: ما مات من يسبق الوسميَّ باكره ما مات من بقيت بيضاً مآثره آل الجميح منارات منورة في كل أرض لنا تبدو منائره منذ القديم على نهج الهدى سلكوا من يهده الله، ما زاغت بصائره آتاهم الله من فضل ومن كرم فأخصب الناس باديه وحاضره من ينصر الله عن حب وتبصرة لاشك فيه. فإن الله ناصره الناس عنه بطيب الذكر ناطقة كأن واحدهم بالغيب حاضره ما أسرفوا لم يزيدوا في مآثره والحق أبلج لاتخفى مصادره قد كلل الوشم ليل عند موتته فغيبة الشمس تتلوها دياجره بكته شقرا على علم ومعرفة فهو النبيل وقد طابت معاشره وفي أشيقر ترجيع ومسكنة لفقد من كان بالحسنى يؤازره قحطان يؤلمها فقدان أرؤسها ولا غرابة لو ناحت أواصره تحركت لوفاة الشيخ أفئدة قد صانها بجميل الفعل ناظره آل الجميح نجوم لا انقطاع لهم لابد لليل من نجم يساهره إن غاب نجم فنجم عنه مكتمل قد كان من قبل بالأضوا يظاهره تركت بعدك ذكراً يستدل به على الكرامة ختم المسك آخره قد أوحشت غيبة المحمود سيرته من كان في أرضه تترى مواطره وسوف تحييه خلق لا عداد لهم فطيب الذكر لاينساه ذاكره يا رحمة الله خلِّ القبر متسعاً وأكرميه كما ترجو عشائره غاب الذي كل أهل الوشم تعرفه بالطهر فيه وما تحوي مآزره ما أغلق القصر عن مثر وذي عوز هذا يساعده هذا يسامره فيه البشاشة تدني منه سائله في جنب سائله رفد تضافره لعل ما أنفقت يمناه من علق تحمي حماه كما تحمي مغافره أشم أروع في الدنيا له لبد إن صال قلت لقد صالت عساكره وجيه قوم له حظ ومنزلة موفق فهو ميمون وطائره كم أسعد الناس في الدنيا وفارقها إلى نعيم وقد بانت بشائره فللثراء حقوق لاينفذها من حازه غير من تسمو شعائره ومن يحارب شح النفس عن ثقة وعند عينيه لاتخفى مقابره إنا لنرجو له عفواً ومغفرةً والذنب لو جلَّ إن الله غافره مع دعائي له بالرحمة والمغفرة وأن ينزله الله منازل الأبرار والصالحين.. آمين آل الجميح: دوحة كريمة نبتت في -محافظة- شقراء-تفرع غصونها من كل جهة في سبيل الخير.. يستظل تحتها مئات الأسر من أهالي الوشم وغيرهم من أبناء الوطن الغالي.. رحم الله من مات وحفظ الأحياء وشكر لهم ولأمثالهم. ص.ب 290966-الرياض11362 جوال0505441488