عندما قدم صاحب السمو الملكي الامير فهد بن سلطان الى منطقة تبوك توافق تسلمه مهام امارة المنطقة مع بداية انحسار اقراض البنك العقاري وبداية الطفرة الزراعية فكان امام خيارات صعبة منها الحفاظ على رأس المال العائد من الزراعة في المنطقة وألا يغادر المنطقة ويتم استثماره داخلها. ومن المتعارف عليه ان منطلق التطور لأي مدينة يكمن في تنظيم المخططات. ومن البدهي ان كل المخططات بحاجة الى خدمات ومرافق وكل مرفق مرتبط بوزارة ويتوقف التنفيذ على الاعتمادات المالية، وكان هذا الامر من أكبر المعوقات للتوسع في النطاق العمراني بالاضافة الى اعتماد اسماء قليلة للمنطقة من صندوق التنمية العقاري وهذا ما انعكس بدوره على غلاء الايجارات الذي يعاني منه ابناء مدينة تبوك. وان انتظر المواطن اعتماد الخدمات والمرفق فرأس المال الناتج عن الزراعة في المنطقة لا ينتظر؛ فوفق - حفظه الله - الى فكرة يجب ان يحتذى بها في مناطق المملكة تواكب طموحه وتترجم احلام أهل تبوك إلى واقع وهي النواة التي بدأها سموه بتخصيص مخططات سكنية توزع على المستحقين بالمنطقة ما لم يقترضوا من صندوق التنمية العقاري او يحصلوا على منح اراض وقامت البلدية على أثر هذا التوجيه بتوزيع اكثر من 15 الف ارض سكنية في عدة مخططات كما ألزمت البلدية بناء على توجيه سموه اصحاب المخططات بتوفير الخدمات للمخططات الخاصة قبل البدء في بيعها مما جعل رؤوس الاموال تبقى في تبوك وكان من فوائد هذا الامر: 1- انخفاض ايجار السكن الى حد مقبول وهذا ساهم في تخفيف عبء السكن على ابناء المنطقة. 2- فتح قناة استثمارية لرأس المال من داخل المنطقة وخارجها ادى الى ازدهار المنطقة السريع اللافت النظر. 3- تخفيف العبء على الدولة بتوفير الخدمات من عائد المخططات الخاصة كما ان لسموه أيادي بيضاء وذلك بصرف سموه على المشاريع الخيرية في المنطقة منها 250 وحدة سكنية للمحتاجين ومخطط لها أن تصل الى 1000 وحدة سكنية على امتداد رقعة المنطقة وانشاء مركز الامير فهد بن سلطان الاجتماعي في تبوك، انشاء مساجد ومشاريع مياه شملت انحاء المنطقة والتكفل بالصرف على بعض الاسر المحتاجة وانارة الكهرباء في بعض القرى بتأمين مولدات كهربائية ذات قدرات كبيرة. ومن أهم المشاريع حجما وتكلفة إنشاء محطة تحلية على البحر الاحمر لقرى الساحل في مركز الخريبة الذي تفوق تكلفتها خمسة ملايين ريال وكان سموه قد بدأ مشاريع المياه بالمنطقة بحفر آبار اتوازية في انحاء المنطقة ساهمت في تخفيف عبء معاناة المواطنين في الحصول على المياه الصالحة للشرب. ان ما قام به سموه من انجازات بالمنطقة غني عن الايضاح الا ان عذري في ذكرها انني من أهل المنطقة الذين عايشوا مراحل تطويرها من احياء متناثرة الى ان وصلت على يدي سموه الى مدينة عصرية متقدمة، والدافع الاهم للكتابة هو الرد على القافزين على الحقائق والواقع المشرف الذي أوجده الامير الطموح، واقول لهم: مهما فعلوا وقالوا فمن وطن الخير لن ينالوا وسيبقى شامخا بقادته الحكماء ومواطنيه الاوفياء.