كان العام 2003م بالنسبة للبنك السعودي الهولندي عاماً متميزاً وحافلاً بالإنجازات التي جاءت في مجملها ثمرة للأداء الجماعي المتناسق والروح المعنوية لموظفي البنك، وبإشراف إدارة ناجحة تتمتع بتلاحم كبير فيما بينها؛ حيث وضعت أهدافاً عامة لعمل البنك عكست رغبة صادقة في تقديم منتجات بنكية عالية الجودة وخدمات مصرفية متميزة لعملاء البنك. وقد تمثلت تلك الإنجازات بمجموعة من المبادرات التي انبثقت عن برنامج التطوير الاستراتيجي الذي بدأ العمل به مطلع العام 2003م. وكان الهدف من برنامج التطوير الاستراتيجي وضع استراتيجية تنموية جيدة تمكِّن البنك من رفع مستوى قدراته التنافسية كمؤسسة مصرفية شاملة تركِّز على تسريع الدخول إلى أسواق الخدمات المصرفية المميزة والإقراض الشخصي اللذين يشهدان نمواً متسارعاً. وكان لتلك المنجزات أثر ليس على الخدمات المصرفية المقدمة للأفراد فحسب، بل على الخدمات المصرفية المقدمة للشركات وخدمات الخزينة والعمليات المرتبطة بها إلى إدارات المساندة الأخرى في البنك. وقد شكَّل ذلك حافزاً للبنك لتوفير خدمات مصرفية عالية الجودة، وتحقيق أرباح قياسية؛ حيث حقق البنك خلال العام 2003م أرباحاً صافية بلغت 600.8 مليون ريال، وبزيادة بلغت 8% مقارنةً بالأرباح المحققة عن السنة المالية 2002م والتي بلغت 555.1 مليون ريال. وقد أظهرت القوائم المالية للبنك خلال العام نمواً ملحوظاً في مختلف بنود الميزانية؛ حيث بلغ العائد على متوسط حقوق المساهمين 25.7%، في حين بلغ العائد على متوسط الموجودات 2.2% مقارنة بالعام 2002م على التوالي. كما ارتفع إجمالي حقوق المساهمين بنسبة 11% ليصل إلى 2.5 بليون ريال كما بتاريخ 31 ديسمبر 2003م، مقابل 2.3 بليون ريال عند نهاية العام 2002م، في حين ارتفع العائد على السهم بنسبة 8% ليصل إلى 31.79 ريالاً عن السنة 2003م، مقابل 29.37 ريالاً عن السنة الماضية 2002م. كما بلغ إجمالي الموجودات كما بتاريخ 31 ديسمبر 2003م ما مقداره 27.9 بليون ريال، مقابل 26.8 بليون ريال كما بتاريخ 31 ديسمبر 2002م، بزيادة بلغت 4%. من ناحية أخرى ارتفعت ودائع العملاء للسنة بمعدل 6.8% لتصل إلى 21.5 بليون ريال، مقابل 20.3 بليون ريال للسنة 2002م، في حين ازدادت قروض وسلف العملاء للسنة بمعدل 14.9% لتصل إلى 13.9 بليون ريال، مقابل 12.1 بليون ريال للسنة 2002م. وقد جاءت هذه النتائج ملبِّيةً لطموحات وتوقعات الإدارة، وعكست نمواً ملحوظاً في ربحية البنك، وأظهرت مؤشراً على نمو أرباحه خلال السنة القادمة، وشكلت مؤشراً على استمرار البنك في المحافظة على مركزه المالي في السوق المحلية، واستمراره في تنمية العائد على حقوق مساهميه. كما واصلت مجموعة الاستثمار تعزيز مركزها كمجموعة رائدة في تقديم المنتجات والخدمات الاستثمارية الرفيعة المستوى. فإلى جانب مجموعة القلعة لصناديق الاستثمار طرح البنك خلال العام محافظ الأمجاد الاستثمارية ذات المخاطر المتنوعة، بغرض توفير المزيد من الفرص الاستثمارية المغرية للعملاء على مختلف فئاتهم، فهناك محفظة الأمان متدنية المخاطر، ومحفظة الميزان متوسطة المخاطر، ومحفظة الطموح عالية المخاطر. وقد بلغ إجمالي الأصول التي تديرها مجموعة الاستثمار في نهاية العام حوالي 1.7 بليون ريال. وقد كان أداء الوحدة المركزية لتداول الأسهم أداءً متميزاً أيضاً، وأسهمت بشكل جيد في زيادة دخل البنك. وقد قام البنك خلال العام بتحديث تداول الأسهم وافتتاح صالات جديدة للتداول بغرض مواكبة الحجم المتزايد في عمليات تداول الأسهم المحلية، وإتاحة الفرصة لعملاء البنك للدخول إلى خدمة معلومات المستثمر وتداول الأسهم المحلية آنياً. كما تمكنت إدارة الخزينة من تحسين أدائها خلال العام، وأسهمت بشكل متزايد في تنمية أرباح البنك. وقد تمكن الفريق الاستشاري لإدارة الخزينة المدرَّب تدريباً عالياً من زيادة الاتصال مع عملاء البنك ومقابلتهم، إضافة إلى عقد ندوات توعية لعملاء البنك؛ لإطلاعهم على منتجات الخزينة المتوفرة. تجدر الإشارة إلى أن جميع موظفي الخزينة مدرَّبون للتأهل لعضوية جمعية أسوسييشن كامبست النترناشيونال. وفي ضوء أداء البنك خلال العام 2003م تم توزيع أرباح صافية بقيمة 9.5 ريالات للسهم الواحد عن النصف الثاني من السنة المالية 2003م؛ ليصبح بذلك إجمالي الربح الموزع عن السنة 17 ريالاً مقابل كل سهم. كما قام البنك أيضاً برفع رأسماله من 945 مليون ريال إلى 1260 مليون ريال من خلال رسملة 315 مليون ريال من احتياطيات البنك، وذلك بمنح سهم مجاني لكل ثلاثة أسهم. ومن أهم المنتجات البنكية التي طرحها البنك خلال العام افتتاح مراكز للخدمة المصرفية المميزة (فان غوخ)، نسبة إلى الرسام الهولندي الشهير، في كل من الرياض والخبر وجدة. وقد تم إطلاق هذا البرنامج بالتعاون مع الشريك الهولندي بنك اي بي ان امرو. وقد صمم هذا البرنامج خصيصاً لتلبية احتياجات شريحة من كبار عملاء البنك من ذوي الملاءة المالية العالية والذين يتطلعون إلى خدمات مصرفية راقية وإدارة فعَّالة لأموالهم. كما تم خلال العام 2003م طرح البطاقة الذكية (سمارت كارد) الائتمانية بتقنية الشريحة لأول مرة في السوق السعودية، هذا بالإضافة إلى طرح العديد من المنتجات المتوافقة مع الشريعة تحت مظلة (اليسر)، ومنتجات التخطيط المالي الشخصي، ومحافظ الأمجاد الاستثمارية، وصناديق الدرع الاستثمارية، وبرامج جديدة في تورق الأصول وإدارة التمويل، وفرق البيع المتنقل لبيع متنجات الإقراض الشخصي والخدمات المصرفية عبر الإنترنت للأفراد والشركات. كما تم خلال العام أيضاً تنفيذ برامج مختلفة لتفعيل إنتاجية المبيعات ومؤشر أداء العاملين وإدارة علاقات العملاء، وبرامج تدريبية تُعنى بالتعريف بالمنتجات البنكية وكيفية بيعها. ويشارك عدد كبير حالياً من كوادر البنك في التحضير للنظام الآلي الأساسي للبنك (جلوباس)، والذي يتوقع أن يبدأ العمل به خلال النصف الثاني من العام الحالي 2004م. وقد لاقت جميع المنتجات الجديدة التي طرحها البنك خلال السنة استحساناً وقبولاً كبيرين لدى مختلف شرائح العملاء، وأسهمت بشكل كبير في رفع جودة ومنافسة المنتجات البنكية والخدمات المصرفية المقدمة لعملاء البنك، وأسهمت في تعزيز الإنتاجية والربحية وتعزيز مركزه المالي في السوق السعودية. معروف أن البنك السعودي الهولندي (شركة سعودية مساهمة) كان قد بدأ نشاطه المصرفي في العام 1926م تحت اسم الشركة التجارية الهولندية، ويمتلك فيه الشريك الأجنبي بنك (اي. بي. ان امرو ان في.) ما نسبته 40% من رأس المال، فيما يمتلك المساهمون السعوديون ما نسبته 60% من رأس المال. وقد وصل عدد الفروع العاملة إلى 39 فرعاً، فيما وصل عدد أجهزة الصرف الآلي العاملة إلى 136 جهازاً تغطي الخدمات المصرفية في مختلف مناطق المملكة، في حين ارتفع عدد الموظفين في نهاية العام 2003م ليصبح 1262موظفاً، تجاوزت نسبة السعوديين بينهم 75% (كما في نهاية العام 2003م).