افتتحت صاحبة السمو الأميرة سارة بنت سعود بن ناصر بن عبد العزيز، مساء يوم السبت الماضي المعرض الرابع للواعدات والواعدين الذي تنظمه مؤسسة الفن النقي، وذلك في مركز الملك فهد الثقافي، وذلك بحضور الأميرة أضواء بنت يزيد بن عبد الله الرئيس التنفيذي لمؤسسة الفن النقي وعدد كبير من المهتمات بالفن من الفنانات ومن المشاركات. ضم المعرض العديد من المجالات الفنية لواعدين وواعدات ما بين رسم وتصوير تشكيلي وتصوير ضوئي ونحت وخزف ومينا ونسيج وخامات متنوعة، كما تعددت المواضيع التي شملت التراث والبيئة والخط العربي والطبيعة الصامتة والمواضيع الدينية والزخرفة الإسلامية والمواضيع المرتبطة بالمجتمع المعاصر. أما الأساليب المستخدمة في تنفيذ هذه الأعمال فقد تنوعت بدورها ما بين الأسلوب التقليدي في النقل الواقي وما بين الأساليب المحدثة في التجريد أو في إعادة صياغة المواضيع في قوالب فنية غير مألوفة. أظهر المعرض الرابع تطورا تقنيا ونوعيا من حيث المستوى في الأداء وفي اختيار المجالات، وهو بذلك يعطينا تصورا للمستقبل القريب للفن التشكيلي السعودي، فبينما طغى عليه في العقود السابقة مجال التصوير التشكيلي، نجد أن القادم من المعارض على يد الواعدين والواعدات ينبئ بتنوع في المجال التشكيلي والذي يخدم الفن بشكل كبير، كما أن الحزم الذي تم من قبل لجنة التحكيم في إستبعاد الأعمال غير الصالحة للعرض لتدنى مستواها التقني والفكري، يساعد أيضا في تصفية المعرض من المستويات المتدنية، ويعمل على الرفع من مستواها، نتمنى أن نرى مثل هذا الحزم في إستبعاد الأعمال غير الصالحة في جميع المعارض الفنية والبعد قدر الإمكان عن المجاملات التي لا تقدم سوى التأخير للحركة التشكيلية المحلية. بعد الافتتاح والتجول في أرجاء المعرض الذي شمل مناقشات جانبية حول الأعمال الفنية المعروضة وأنشطة مؤسسة الفن النقي انتقلت الضيفة مع الحضور للقاعة المدرجة للمشاركة في توزيع الجوائز والهدايا التذكارية حيث تم توزيع عدد من الهدايا (وهي عبارة عن أجهزة حاسب آلي و الات تصوير رقمية) على الفائزين الأوائل والهدايا التذكارية للضيفة وأعضاء لجنة التحكيم وهم كل من د. آمال عرفات أستاذ مشارك التربية الفنية بجامعة الملك سعود. ود. سناء السيد أستاذ مساعد التربية الفنية بجامعة الملك سعود ود. منى ندا أستاذ مساعد التربية الفنية بجامعة الملك سعود. وقد شاركت لجنة التحكيم في حوار مفتوح عن الفن التشكيلي وأسلوب اللجنة في التحكيم للأعمال المقدمة للمعرض ، كما تناول الحوار أسباب قبول أو رفض عدد من الأعمال وتوجيهات تهم المبتدئين في المجال التشكيلي. فقد أكدت الدكتورة آمال أهمية النقل من مصدرين هما البيئة والتراث كمنابع رؤية أصيلة في العمل الفني، أما الدكتورة سناء فقد أثنت على مؤسسة الفن النقي لنشاطها المصاحب للمعرض وهي ورشة عمل الأطفال التي أشرفت شخصيا عليها، واعتبرت أنها الأكبر من نوعها في المنطقة، وشددت على أهمية مثل هذا النوع من الأنشطة للأطفال لمجرد الاستمتاع عن طريق الفن لأهميته التربوية والنفسية، أما الدكتورة منى فقد شددت على أهمية الإبداع في العمل الفني في أسلوب طرح الفكرة وإن كان المصدر هو التراث أو البيئة، كما أكدت على حضور مشكلات المجتمع من خلال العمل الفني بإيجابياته وسلبياته، أيضا هناك دور كبير للصيغة البنائية للعمل الفني في عرض العناصر سواء أكان ذا بعدين أو ثلاثة بالإضافة إلى القيم التعبيرية من خلال اللون أو الفكرة أو الملمس. أتيحت الفرصة للحاضرات وخاصة المشاركات من الواعدات لإبداء الرأي والتساؤل حول قبول أو رد أعمالهن، خاصة اللاتي استبعدت أعمالهن فجاءت الردود لتؤكد على أهمية أخذ العمر في الاعتبار بحيث لا يكون المتقدم أقل من سن معين لا أكبر، كما تم التأكيد مرة أخرى على أهمية أصالة العمل الفني المقدم بحيث لا يكون منقولا من عمل آخر، وقد قدمت الفنانة التشكيلية هدى العمر دعما معنويا للواعدات حين ذكرت تجربتها الشخصية في رد أعمالها الفنية في معارض معينة من ساعدتها على الحرص على تأكيد ذاتها والمثابرة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم. كما أوضحت الأميرة أضواء بنت يزيد أنه تم وضع معايير محددة منها عمر المتقدم حيث أن مشاركة متقدمة عمرها 16 سنة مثلا قد تكون جيدة بالنسبة لعمرها وخبرتها الفنية القصيرة، ألا أن عرضها مع أخريات ممن نالن قسطا من الدراسة في هذا المجال وفي أعمار تخطت العشرين قد يقلل من قيمة عملها ويضعفها، لذا فالأفضل أن تكتسب الخبرة من خلال الاحتكاك لتشارك بقوة أكبر في المعارض القادمة، وهذا مادعا لخروج أعمال أكثر من 24 متقدم ومتقدمة. الجدير بالذكر أن مؤسسة الفن النقي تحاول أن تقدم أتجاها أو نشاطا ذا صلة بالمجال في كل دورة من معارضها للواعدين والواعدين في سبيل خدمة الحركة التشكيلية المحلية في كافة جوانبها وفي هذا العام قامت بنشاط مرافق للمعرض عبارة ورشة عمل فنية للأطفال عرضت نتائجها في المعرض الرابع وأشرف عليها د. سناء السيد بمساعدة عدد من طالبات الدراسات العليا في قسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود، وقد تنوعت مجالاتها ما بين طباعة ورسم وخزف ورسم على الحرير ومجسمات بالجبس وبالأوراق الملونة، وجذبت العديد من الأطفال وأمهاتهم. كما صاحب المعرض طرح عدد جديد من إصدار أفاق تشكيلية وهي نشرة تصدرها المؤسسة تضم عددا من المواضيع ذات الصلة، أيضا أصدرت المؤسسة كتيبا عن المعرض يحوي مستنسخات لعدد من المعروضات. الفائزون والفائزات في معرض الواعدين والواعدات عليان الحربي، بدرية الوهيبي، يحيى طاهر، مريم الجمعة، اعتدال المقرن، زهراء الناصر، إيمان الصحن، إنتصار المقرن، أريج القباني، عبد الرحمن الفهيد، غادة اليوسف، محمد البريكي، سمية الشهري، بدرية العبدالله.