أجل المسئولون العسكريون الأمريكيون خططهم الرامية إلى شن هجوم واسع النطاق على المقاتلين العراقيين في مدينة الفلوجة المحاصرة بعد مشاورات مع الرئيس الأمريكي جورج بوش. وفي إطار اتفاق ابرم مع المفاوضين المحليين وافقت القوات الأمريكية على تسيير دوريات أمن مع القوات العراقية في الفلوجة ابتداء من اليوم الثلاثاء. ويذكر أن صحيفة - نيويورك تايمز - الأمريكية قد أوضحت في نبأ لها أمس الأول أن الرئيس بوش وكبار مستشاريه العسكريين وفي شؤون الأمن القومي يواجهون الآن واحداً من أصعب الخيارات وأكثرها تعقيداً في العراق حالياً وهو حسم مسألة اقتحام مدينة الفلوجة مدينة المقاومة المستعصية على قوات الاحتلال على ضوء احتمال أن يفجر ذلك الوضع في العراق برمته. وكان الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى العراق الذي سيقدم تقريراً إلى كوفي أنان سكرتير عام الأممالمتحدة حول الوضع العراقي اليوم الثلاثاء قد حثّ الأمريكيين على عدم استعداء سكان المدينة الغاضبين أصلاً. في هذه الأثناء قال سكان: إن مشاة البحرية الأمريكية ومقاتلين عراقيين تبادلوا إطلاق النيران في اثنين من أحياء بلدة الفلوجة أمس. واندلعت اشتباكات في منطقتي الجولان والشهداء حوالي الساعة 11 و20 دقيقة صباحاً بالتوقيت المحلي (07.20 بتوقيت جرينتش) واستمرت أصوات انفجارات قوية تدوي حتى بعد مضي ساعة. وأطلق مقاتلون قذائف صاروخية الدفع واستخدمت القوات الأمريكية نيران أسلحة ثقيلة. وقال سكان: إن الاشتباكات بدأت فيما يبدو عندما كانت القوات الأمريكية تتحرك في المناطق الشمالية بالمدينة. وقال شهود: إن قنبلة انفجرت على جانب طريق في قافلة عسكرية أمريكية على مشارف الفلوجة ودمرت مركبة عسكرية وتسببت في وقوع خسائر بشرية. ولم يعلق المسؤولون الأمريكيون على النبأ. ومددت القوات الأمريكية حتى اليوم الثلاثاء أجل عرض يسمح للمقاتلين بتسليم الأسلحة إلا أن السلطات تجنبت توجيه إنذار بشن هجوم جديد إذا تم تجاوز الموعد النهائي. ويقول أطباء محليون: إن 600 قتلوا في المعارك وأن كثيرين فروا من المدينة التي يسكنها 300 ألف نسمة. وتشعر الولاياتالمتحدة التي تستعد لتسليم السيادة الرسمية للعراقيين في غضون شهرين بالقلق وهي تحاول تجنب إراقة الدماء قد تنجم عن معركة كبيرة في البلدة.
