من نفحات الحرم

شعر: ضياء الدين الصابوني

ورحت أحث الخطى للحرم
وبي حرقة الشوق للمصطفى
وبي ظمأ وبقلبي نهم
وخف بي الوجد نحو العقيق
بقلبي الرقيق، وكلي ضرم
وخلفت صحبي وكل صديق
لبيت عتيق وفيض الكرم
وكم عاودتني من ذكريات
ذكرت بها الركن والملتزم
وها أنا أرجوه محو الذنوب
وكم غرقتني الخطايا وكم
***
أناجيك ربي وكلي هيام
وقد هجع الناس والكون نام
أناجيك والشوق برّح جسمي
وأنت المراد، وأنت المرام
فخذ بيدي يا عظيم السنا
فلولا سناك لساد الظلام
وياحبذا نفحة من سناك
لتطفىء فينا لهيب الأوام
وأذرف دمعا عصيا أبيا
ولكنه عبرات الندم
وأرسل آهات كبد قريح
عساي أصفى بنار الألم
ويعصف بي الشوق عصف الرياح
تولول نزاعة بالحمم
أطير بأجنحة الحب شوقا
ويلتهب الشوق لهب الضرم
***
تطوف بنفسي عوالم شتى
وتنفحني نفحات الكرم
وتغرق نفسي مأسورة
بهذا الجلال وذاك النغم
وكم هام قلبي بتلك الرحاب
وأدمع عيني تهمي ولم..
وكم راق طرفي سرب الحمام
يحوم في جنبات الحرم
***
هناك الصفاء ودنيا الأماني
طيوب تفوق شذا الزنبق
فيا قلب هم في جنان الرياض
وحلّق بأجوائها حلّق
من ديوان (نفحات الحرم)