أب مصاب يهدئ من روع ابنته الجريحة بصواريخ إسرائيل

صراخ أطفال غزة وسط أزيز الطائرات ونيران القصف

تعالت صرخات الطفلة نبيلة شبير ذات الأعوام الثلاثة الخائفة لدى نقلها برفقة والدها رأفت شبير المصاب بجروح طفيفة في سيارة إسعاف إلى مستشفى الشفاء بغزة وهي تصرخ (أبي أبي).
ونبيلة هي واحدة من الأطفال الأربعة الذين أصيبوا في الغارة الجوية الجديدة التي نفذها الطيران الاسرائيلي والتي استهدفت أعضاء في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي وأودت بحياة اثنين منهم.
وحاول الأب متالماً أن يهدئ من روع طفلته نبيلة التي أصيبت بشظايا في الرأس فيما تجمع عدد من الأطباء حول سريرها في صالة الاستقبال في المستشفى.
من جانبه روى محمد (10 أعوام) وهو يرتجف من الخوف أن الطائرات الإسرائيلية أطلقت الصاروخ الأول وهو في منزل مقابل لمنزل الخروبي الذي استهدفته الغارة الجوية قبل أن يخرج إلى الشارع حيث (فوجئت بصاروخ ثان ولم أشعر بنفسي ولم أعرف كيف أصبت).
وأشار هذا الطفل الذي أصيب بشظايا في الصدر والقدم إلى أن عدداً من الجيران نقلوه إلى المستشفى قبل أن تصل سيارات الإسعاف.
وتابع:(رأيت قرميد المنزل يتطاير وغباراً كثيفاً) ينبعث منه.
ويقع منزله الصغير الذي يضم ثلاث غرف بين عمارتين سكنيتين في منطقة المشتل على أطراف مخيم الشاطئ شمال مدينة غزة.
وأكد أبو إياد وهو من سكان المنطقة أن الطائرات (أغارت فجاة وأطلقت ثلاثة صواريخ أثناء وجودي في بقالتي القريبة من المنزل المستهدف).
ودمّر القصف المنزل والحق أضراراً في عدد من المنازل المحيطة به إضافة إلى تحطم زجاج أكثر من عشر نوافذ في المنطقة نفسها.
وشوهدت طائرة حربية إسرائيلية بعد دقائق قليلة من الغارة فوق أجواء غزة وأطلقت بالونات حرارية وفقاً لما أفاد شهود عيان.
وأكد رائد (18 عاماً) الذي أصيب بشظايا في الساق والوجه أنه لم يكن يستبعد حصول (هذا العدوان لكنني لم أتوقع أن يكون في المنزل المقابل لبيتنا) مضيفاً أنه كان بين أفراد أسرته يشاهد التلفزيون (ويراقب التطورات لمعرفة القرارات الإسرائيلية الأخيرة).
وتجمع مئات الأشخاص قرب مشرحة المستشفى وهم يرددون هتافات تدعو إلى (الانتقام ومواصلة العمليات الاستشهادية).
وكانت سيدة في الستين تجول في المكان باكية تسأل المتواجدين عن أسماء (الشهداء) وترفع يديها إلى السماء وهي تقول (ربنا ينتقم من إسرائيل وأمريكا) و(المجرم شارون والمجرم بوش).
وأفاد رجل إطفاء أنه (وصل إلى المكان فور تلقيه إشارة بأن منزلاً استهدفته الطائرات الإسرائيلية).
وقال: (بدأنا على الفور بإطفاء حريق بسيط شب في المنزل ومساعدة طواقم الإسعاف لإنقاذ الجرحى).
وفي أطراف قطاع غزة، بدأ مقاتلون فلسطينيون يتأهبون تحسباً لعمليات عسكرية إسرائيلية لا سيما بعد اتخاذ الحكومة الإسرائيلية سلسة قرارات بتكثيف عملياتها ضد الفصائل الفلسطينية بعد عملية أشدود الأحد.
وأفاد مراسل فرانس برس أن مجموعة من المقاتلين الملثّمين أقامت سواتر رملية عند مدخل مخيم جباليا في شمال القطاع.
وعبّر عدد من الفلسطينيين في غزة عن خشيتهم من قيام إسرائيل بعملية كبيرة في غزة.
وقال أبو محمد :(الموت لا يخيفنا لكن إذا دخلوا غزة فسيرتكبون مجازر كعادتهم).