عقدت جماعة حوار بنادي جدة الثقافي الأدبي مساء يوم الثلاثاء الموافق 4-1-1425ه جلستها لمناقشة رواية نورة الغامدي (اتجاه البوصلة) وقد قدمت الورقة الرئيسية في هذه الجلسة الدكتورة لمياء باعشن التي قدمت للمحاضرين خطاطة تحمل اتجاهات البوصلة ورؤية القارئة لتوزيع فضاءات النص وشخصياته على اتجاهات دوران البوصلة وفي البدء أبدت سعادتها لقراءتها هذه الرواية لما تتسم به من روعة الأسلوب وطريقة التناول. وقد أوضحت أن وجهة البوصلة تثبت المرحلة الأنثوية التي يمكن تمرسها في نهوض التمثيل السردي بمهمة ارتياد عوالم الأنا المستترة، وضاع صوت الأنثى الذي طالما لفه الصمت جرأة تعبيرية لتفرج عن أحاسيسها المخبوءة وتساجل المنظومة الثقافية التي تحصرها في هامش حياتها. وانتماء رواية نورة الغامدي إلى القص النسوي بطراز أدبي لا يقف عند حدود مكانة الأنثى الإبداعية في الخطاب السردي أو في رسم ملامح المكان والشخوص حينما يتخلط بذلك لتأتي وجهة الأنثى وفي مجملها وبشكل مفاجئ ومدهش على هيئة أنثى تبرع في التخفي والتستر ثم تظهر خلف أستار خدرها كلما خفت حدة الرقابة حولها. وقد حاولت اختراق دواخل هذا النص والتعامل مع ساحته المعتمة وساعد هذا القراءة الاستعانة بدليل يحدد وجهتها.. فقد اختارت العنوان كمدخل للوصف الحكائي، وهذا يدفع لاستكشاف الطريقة التي تعانق فيها النص وعنوانه لتضع البوصلة ضمن المستوى الوظيفي في بنية النص مما يبعث على تتبع ترجيحات العنوان التي تبحث عن مؤول ضمن النص حيث وردت كلمة بوصلة وما يرادفها خمس عشرة مرة وهذا يؤكد أن الآليات التي اتبعها العنوان في إنتاج الدلة جعلته عنصراً ثابتاً يضمن تلاحم البنية كنسق معين على محتوى القصة، ولتوثيق الإشارة إلى دور البوصلة للتعبير عن الرواية، ولاستحضار صورة البوصلة وإخضاعها لبناء السرد في هذه الرواية نجد أنها تتكون من قرص وإبرة مغناطيسية وخطوط اتجاه فالقرص يقابل الفضاء النصي والجهات التي تشير إليها الإبرة بشكل ترددي هي الشخصيات النسائية في النص. ****** فالشمال تحتله ذات الساردة والشرق ذات الكاتبة والغرب ذات البطلة أما الجنوب فتموضع به الكتلة النسائية وتشكل في مجملها الشخصيات الثانوية التي لا تتسع دائرة القرص أن تصل لغورهن بشكل فردي متكامل. فحين تنفرد نساء النص بالجهات الأصلية للبوصلة فإن رجال النص ينزوون في الجهات الفرعية ويشار إلى وجودهم حين اتصالهم بأولئك النساء. وقد تم دمج الشخصيات السردية باتجاه واحد فالسبتي شخصية متواجدة تحمل نفس الملامح، وفي اتجاه الإبرة للشرق يتحدد الموقع الذي تنطلق منه الرواية أي إلى الكاتبة وتجربتها الشخصية التي تحتوي على عناصر عديدة من حياتها الخاصة استغلتها في تشكيل الفضاء النصي ويتجلى العنصر (البيوغرافي) في الأجواء العامة للنص الذي يستعيد عالم الكاتبة القروي لنسمع صوتها حينما يحتفي النص ببلدتها الجميلة وترابها البارد في الصيف في وادي السيل العظيم الذي عاشت به.. وسماعها لصوت المهاريس ونزيف الحشرات وجلبة المواشي إلى غير ذلك من التفاصيل الطفولية من حياتها الشخصية التي غني بها النص. لكن هذا المكان الخاص بالمؤلفة يأتي مؤطراً بخطوط زمنية واضحة تشرف على الدور الجوهري الذي يقوم به عنصر الزمن الروائي، فتظهر لنا قرية نورة الغامدي وهي تصارع سيلاً من نوع آخر يرمي بها في خضم التحولات الاجتماعية فتدخل المادة الروائية كعلاقة تجاذبية مع الواقع كجسد ليصل بين الأنثى خارج النص وداخله فتخضع واقعها المسلم في حدثيه المكاني والزماني. والمكان السليم للساردة على بوصلة النص هو الشمال والحدث يقدم من منظور داخلي بمعنى أنها تمارس جذورا دخل النص بوصفها مشاركة في الحدث كشخصية رئيسة، إلا أنها لم تحدد لنفسها بصمات تبرز منها هويتها وظلت تتأرجح بين تقنعها بقناع الرواية وبين توحدها مع بطلة الرواية وقد قامت نورة الغامدي بتحريك ذاتها داخل النص عن طريق الخطاب (السيذاتي) إلا أن هذه المحادثات تظل في معظمها تعبيراً عن أفكار الكاتبة وآرائها وفلسفتها في الحياة، وتندان الشخصية الساردة من ناحية أخرى مع بطلة الرواية التي تسير خلف الساردة كأنما هي ظل يلاحق صاحبه بل هو ذاته. ثم تسخر نفسها لتصعيد المعاناة من حولها وإحاطتها بهالة من الغموض فتنقل البطلة من أرض الواقع إلى حيز الأساطير بعد اختفاء جثة فضة بين الأودية.. وفضة الهائمة تسكن الساردة تدخل في جلدها حتى تمتزج بها وتحل بها عضوياً فتسألها الساردة هل أنت أنا؟ فيصعب على الساردة التفريق بين صورة فضة وصورتها المنعكسة في المرآة فتقول: أرى وجهك وجهي. ومن المدهش أن هذا الترابط الانتحالي لا يذيب الفروقات بينهما (البطل والساردة) ولذا نجد الساردة تعمل كشخصية نقيضة تتوحد بالبطلة لكنها تساعد على إبراز ما يميل لها.. ورغم ما يشير للفروق بينهما هو مسألة اللون فالفتاتان من عائلة واحدة وبلونين مغايرين وهذا فارق أساسي لأنه يحدد علاقة تطابقية تناقضية في آن واحد. والفارق بين البطلة والساردة أن فضة عاشت على حافة الحياة تتعامل مع شخوصها ومتغيراتها من زاوية حادة تصل بها أحياناً إلى عنف يجعلها تأخذ الحياة غلاباً (من الذي يستطيع أمامي وقد نويت). أما الساردة فطبيعتها أقرب إلى الخنوع وهي لا تذكر انها حاربت من أجل نفسها بل تترك للآخرين حرب استعبادها وتعتبره كرماً منها. وتجد نظرة فضة الثاقبة تأكيداً في النص حين تذكر الساردة أن أطفالاً تلبكوا من كونها شجرة في حقل الكون فراحوا يتسلقونها.. ويشير اتجاه الساردة بذاتها إلى حنين الأنثى في مواجهة القهر والقسوة والخيانة التي يمارسها الرجل علانية: (الرجال يتزوجون - ينامون في فرش غير فرش نسائهم). وفي إشارة البوصلة إلى الجنوب انضمت إليهن جوقة من النساء المهمشات المحاصرات بلا حول ولا قوة في فضاء نسائي حذلقي مغلق، فقدت المرأة بمقولات ومسلمات انساقت عقلياً للوصاية القائمة على الفوقية الذكورية فنجد الطاعة العمياء، النساء لا يطلقن - بنات الرجال لا يقلن ..لا. ويعج النص بأمثلة لامتهان كرامة المرأة وهي منزوعة الحيلة أمام الرجل تقف مقهورة أمام هذه التركة المخجلة من العادات والموروثات التي اختزلتها إلى مكون هامشي لا قيمة له، وعلى الرغم من فردية الصوت السردي في وجهة البوصلة إلا أن هناك محورين، يمارس وعيها المسبق على الذات الراوية وسطوتها تسمح أن يبث من خلالها تفاصيل حديثه في أزمان سابقة لذاكرتها في أوضاع قاطعة لغيابها، بما يؤكد أن من النص كياناً سردياً مفصلاً ومستقلاً عن الساردة، ازهاقها في وصف دقيق لقصة السبتي وقد لا تستغرب حين يتولى جبر السرد مستذكراً ولادة فضة ثم إقحام الأم لتتولى بنفسها الحديث عن الأجزاء الخصوصية في العلاقة بينها وبين سنيها وكان إذا عاد من صيد حسب قولها كنت أنتظره فتحيل السرد إليها. امرأة خاملة أو مخفية داخل النص تترك وجودها حينما تصف مشاعر الأمة البسيطة على لسان ابنتها الأمية يشير إلى يد خفية تمسك بالقلم لتكتب عندما تقف الأجنة متلاصقة بنبضات متضادة عندما تتم السباحة بشكل عكسي وقد لا تكتفي الذات المحورية بالتحدث من خلال الساردة أو يتولى الحديث عنها أو مناقضتها بل تتعدى ذلك إلى الانفصال التام عنها والإشارة إليها بضمير الغائبة في غفلة من الساردة. والرواية تجسد بوضوح ذلك المجتلب الإشكالي بين أنا الساردة وأنا الأخرى غير محددة الزمان والمكان. للعنوان استراتيجية لترابط النص يكسبه أهمية تأويلية مجالية يتصل بها المتلقي المرن ويسلكه لاستقصاء معالم الرواية، وهناك استثنائية للحجب والإظهار تتضح لتضليل القارئ عمداً، فوجهة البوصلة تستهل بمحادثة هاتفية بين شخصين لا يتم التعريف بأي منهما بل هي عروس بحر وهو حنجرة والحديث بينهما ألغاز وتوهيمات.. يذكر اسم فارس فجأة ويختفي قبل أن يتأكد القارئ انه سمع ثم يعاود الظهور في مواضع أخرى من الرواية، يصدمنا النص بعم أريق دمه ومات بشكل غامض وعم لم تلقه بعد لتتوالى قائمة الموتى في نهاية الفصل الثاني. هذا النص يمد ويجزر لكنه لا يعطي سوى إضاءة تتعمد أن تظل ممدودة، عملية تحجيم الذات الأنثوية لا تتم عن طريق المراوغة السردية بل تجدها تعتمد على مكونات الفضاء السردي أي ملامح المكان الذي تجري عليه أحداث النص.. وتكتمل الثورية اللفظية لتشكل رمزاً للمضمرين من القول. ويظهر توطؤ النص على مدى المرأة واضحاً في الخروج عن المألوف في حادثة ختان السبتي وتعين الساردة شاهداً عليها، ولعل من المفارقات الطفيفة أن الكثير من كتاب السيرة والرواية الذاتية المحلية يقفون عند طقوس لتأهيل هذه الروح المتأنية.. لكن هذه الذات المحورية لا تكتفي بكسر قاعدة العرف لكنها تضع مساحة كافية لأن تروي مهارات بطريقة هازئة من رجل كهل يحاول تجديد ذكورته الآفلة فخضع لجراحة دفع ثمنها ثلاثة أشهر من المرض.. تنقل الساردة تفاصيل تلك الحادثة ولا تنسى انها رأت دموع السبتي مما أشعرها بالسعادة.. وقد يعطي النص شرف استدلاله بصوت الرجل الذي يقتحم النص بلا مقدمات ويوضح الفصل الثالث مندوح رجل قال هذا لكن النص لا يعطي المرأة الكلمة الأخيرة تنتظر حتى تعتلي نصها فأعطي كلمتك الأخيرة يا فضة. ويجد سؤال فضة الختامي إجابة استدلال على وعي أنثوي كان يترعرع خلف الحلول هنا تقترب النهائية التفاؤلية لوجهة البوصلة. فجذور التغيير التي فطرتها الجدة فضة وتعهدتها العمة بركة وغرستها لفضة عنوة قد آتت أكلها والأنثى المخبوءة خرجت من الكتابة معبرة عن ذاتها ومؤكدة لحريتها ثم تسأل فضة: هل تريني أول الثمر..؟ - وفي مداخلة لسهام القحطاني ترى أن روح غادة السمان تحف بالرواية على مستوى الاتكاءات أو الأسلوب أو اللغة ثم ذكرت أن الجنس لم يوظف في الرواية إلا في مشهد واحد ولو اكتفت بالتلميح دون التصريح لكان ذلك أفضل ثم ذكرت الأستاذة سهام انها تعمدت الحشو وذكر بعض الاتكاءات الخالية من الأهمية مثل حرب الخليج والقضية الفلسطينية ثم ترى أن النهاية مهمشة وقائمة على نموذج الحلم لكن المضمون عكس ذلك. - سحمي الهاجري: يرى أن بناء النص قصصي وليس سردياً وان فضاءات هذه الرواية تستجيب لقراءة عديدة خصوصاً ما يتعلق بالرؤية والجماليات وتتضمن رواية نورة الغامدي حشداً أثر على بنية الرواية. - لطيفة قاري: إنها تجد في ملخص للرواية عبارة حياتي كذبة وهذا ملخص لحالة الاستلاب على مستوى الجسد والفكر واللغة فالمرأة من كثرة مصادرتها تصبح طرفاً في هذه المصادرة بوعي وغير وعي حتى وهي تمارس حريتها، حتى وهي تمارس الكتابة. - علي الشدوي: ذكر انه كان مصراً على الصمت ثم تساءل إذا كان هناك شيء لم يوظف فلم لم يوظف وكيف يوظف وما الذي جعلك تنظر إلى هذا الجزء بأنه لم يوظف بشكل جيد وقد أشار إلى انه كان يراقب نورة وكان يضع يده على قلبه خشية أن تتوقف ولا سيما أنها تقطن في بيئة قروية.. وعندما أصدرت مجموعتها سررت لأننا سنكسب كاتبة. توقعت انها ستكتب رواية لسببين لأنها تقف على كم مهول من الحكايات والآخر التركيبة السردية ممتازة لديها وهذه الرواية تفاجئني في قيمتها. ثم أشار إلى قصصها وتماسك بنائها. وذكر أنها عندما تتحدث عن المرأة في الرواية تتحدث عنها في سياق من الصراع والحرب اليومية والتهميش. - سعاد عثمان علي: ذكرت ان الكاتبة بدأت روايتها بقصيدة أمل دنقل ومن المفروض أن تبدأ بقصيدة نبطية تتناسب مع جو القرية.. وتذكر أن الرواية تشتمل على جرأة في طرح المواقف العاطفية وأبدعت في وصف الطبيعة بشكل جميل لكن الغريب في روايتها انها تؤرخ الأحداث بالتاريخ الميلادي وتجد أن لغتها مرتبطة بالبيئة القروية وفجأة تخلط البدوية بلغة لا عهد للقرية بها وغير متماش مع المنهج مما يوجد الشك أن هناك قلماً من حضارة وبيئة أخرى كان مساعداً في صياغة الرواية. - الدكتور عالي القرشي: أشار إلى ما في القراءة من التقاط ذكي لوجهتها عبر وجهة البوصلة، وإلى ما في الخطاطة التي قدمتها الدكتورة لمياء من فتح تأويلي لمن يقرأ القراءة، حيث جاءت هذه القراءة منفتحة، ومع ذلك فقد رأى القرشي أن القراءة للرواية عن طريق وجهة البوصلة هي قراءة تمشي في طريق قراءة المؤلف لعمله، ومن شأن هذه القراءة أن تتطابق مع ما يراه المؤلف من نقطة مركزية في عمله. لكن قراءة لمياء كانت حذرة من أن ترتهن في تحديد الكاتبة لمركزية عملها من خلال العنوان، لذلك أرتنا القراءة فضاءات مختلفة للرواية. وأشار القرشي إلى أن تثبيت الساردة في اتجاه البوصلة كما جاء في خطاطة الدكتورة لمياء وكما أشار إلى ذلك عبده خال من شأنه أن يهمش تأويل اتجاه البوصلة.. وذكر الدكتور عالي أن هذه الرواية تنتمي إلى نوع الرواية الكاتبة أي تلك الرواية التي تتكون فضاءاتها وعوالمها من خلال الكتابة وليس من تلك الروايات التي ترتهن لحكاية الحدث. - نورة المري: تكرر في الرواية بشكل لافت الحنجرة ولم تشر القارئة إلى ذلك والقراءة ركزت على الجانب النظري ولم تعن بالجانب التطبيقي وكتابة الرواية كانت غنية بالوصف على الرغم من تداخل الأجناس الأدبية في الرواية ونلاحظ اقتباساً من رواية أخرى دون تعمد ولكن تأثير قراءات أخرى في ثقافته. - كامل صالح: يتساءل: ألا يوجد رواية نسائية تغير هذه النظرة الدرامية والمأسوية اتجاه الرجل؟ يذكر أن فعل التراكم وردات الفعل هي تتنفس عن طريق الكتابة لأن اللغة تحولت من لغة تواصل إلى فعل انتقام وقد شبه الرواية بالمرأة الحبلى التي تفعل فعلها وتنتجه في غياب الرجل. وهذه الرواية من الروايات التي تحكي ضعف المرأة وتهميشها واضطهادها من قبل الرجل وهو الأمر الذي يجعل الرواية حاملة للانتقام من الرجل. - حسين المكتبي: شعر بسعادة لقراءة الدكتورة لمياء المتماسكة لهذه الرواية حيث ذكر انها استخدمت أكثر من أداة وإجراء في قراءتها بوعي. وأشاد بالرسم التوضيحي الذي قدمته وقد وجه سؤالاً للقارئة عن ابتكار الخطاب عن الذات ومحاولة ترسيم الذوات وتحديد أطرها، فتعدد الذوات خدم الخطاب على مستوى الخطاب الأيديولوجي الذي تريد أن تقدمه وتساءل: هل هناك دعوة إلى إيجاد نموذج تبحث عنه الذات في الرواية؟ - عبده خال: يذكر أن مصطلح السيرة الذاتية أصبح مقرراً على كل لسان ثم يسأل: ما الآليات التي جعلت الدكتورة لمياء تتوصل إلى أن هذه الرواية سيرة ذاتية واشار إلى أن تثبيت الساردة في الجهة الشمالية كما أشارت خطاطة الدكتورة لمياء هو تحديد لحركة الساردة وتحديد لما قد يكون في هذا الاتجاه المركزي. وقد ذكر أن القارئ يمكنه الخروج من القراءة باتجاهات أصلية وفرعية مختلفة لعوالم هذه الرواية. - حليمة مظفر: تذكر أن الرواية ليست سيرة ذاتية وأنه ينبغي أن نبعد شخصية الكاتب حين قراءة عمله وأشارت إلى ما في الرواية من صرخة لأنثى لكي تستعيد حقوقها المادية والمعنوية وأشارت إلى ما في الأسماء من دلالات ولمست ترابطات ما بين عوالم القضايا المثارة وما تعانيه البطلة مثل قضية فلسطين التي استثمرتها بشكل جيد، وكذلك أشارت إلى أن ظهور شخصية الشبيه في آخر الرواية وقد تحققت مقاصده هو إشارة إلى أن المرأة متى ما عشقها الرجل فإنها تستطيع أن تقدم له من ثقافتها وأفكارها ما تجعله يبدع معها. - عبيد الله محمود: أشار إلى أن الدكتورة قدمت قراءة متميزة تنم عن وعي نقدي وهذا قادم من الرواية نفسها حاولت أن تقرأ ما بين السطور بعناية ثم قال عن الرواية: نحن أمام فنانة استطاعت أن تبلغ جبال السرد طولاً وان تخرق أرض المستور المسكوت عنه. - أمل القثامي: أشارت إلى تعاطفها مع الرواية وعللت ذلك بأنه حديث الرواية عن مكبوتات الأنثى وحديثها عن القضايا الاجتماعية التي تهمش المرأة وتضطهدها. - د. بكر باقادر: أشار إلى أن قضية البوصلة ترتبط بالقبلة وهي ترتبط بالطريق الذي تنتهجه وحين تختار البوصلة في جهة القبلة ينجح السؤال المحوري لأي امرأة في مجتمع بطريركي. والذي يهمني في هذا النوع من الأسئلة هو طريقة المعالجة، فالرواية كلما عبرت عن امرأة ساذجة تقول لها يجب أن تكوني كجدتك يصبح الموقف غير مؤدلج، وتصبح البوصلة لا تعرف اتجاهاتها.. وهي صرخة محسوبة الأبعاد وإحدى حيرات المجتمع، لماذا تطلق جميع المجتمعات انتقادها على قضايا المرأة؟ لقطات - سيطر تذكير الحاضرين بموعد ملتقى قراءة النص على إدارة الدكتور النعمي حيث تكرر ذلك مرات عدة، إلى حد دفع عبده خال إلى أن يطرح التذكير بوعد قراءة مجموعة بدرية البشر في نادي القصة بجمعية الثقافة والفنون بجدة. - حضر هذه الجلسة ولأول مرة ضمن نشاط جماعة حوار الدكتور جريدي المنصوري وابنه سامي. وقد أشار بمداخلة المكتبي التثمينية للقراءة. - بدت مداخلة علي الشدوي متعاطفة مع نص الرواية.. ومع كتابات الكاتبة القصصية، ولذلك خلت مداخلته من صراع مداخلاته مع المرأة بل انه قدم اعتذاراً لما قد يفهم خطأ من كلامه عن قطع اليد التي تكتب ما يريد الآخرون. - على الرغم من سهولة التفاعل مع إشارات نص هذه الرواية قياساً على نص رجاء عالم (مسرى يا رقيب) إلا أن المداخلات مهما كانت قليلة مما يشهر سؤالاً عن سبب ذلك، هل هو مجرد الاحتجاج على نص رجاء، أو هو الطول النسبي لرواية نورة؟