الجيش اللبناني يتهم إسرائيل ب"خرق" اتفاق وقف إطلاق النار "مرات عدة"    العروبة يستعيد انتصاراته بالفوز على الفيحاء    أول امرأة تؤلّف كتاباً عن السبح.. تمزج التراث بالابتكار في معرض "بَنان"    بوتين لا يستبعد استهداف «مراكز صنع القرار» في كييف    فرع ⁧‫هيئة الصحفيين السعوديين‬⁩ في ⁧‫جازان‬⁩ يختتم برامجه التدريبية بورشة عمل "أهمية الإعلام السياحي    السفير الأميركي: سعيد بمشاركة بلادي في "بلاك هات"    برشلونة يعول على عودة جمال لتصحيح مساره في الدوري    التعاونية توقِّع شراكة جديدة مع شركة اليسر للإجارة والتمويل (اليسر) لصالح قطاع التأمين على الحياة    إعادة انتخاب المملكة لعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية    مفتي عام المملكة ونائبه يستقبلان مدير فرع الإفتاء في منطقة جازان    تكلفة علاج السرطان بالإشعاع في المملكة تصل ل 600 مليون ريال سنويًا    أمير تبوك يستقبل المواطن مطير الضيوفي الذي تنازل عن قاتل ابنه    طلاب مدارس مكتب التعليم ببيش يؤدون صلاة الاستسقاء في خشوع وسط معلميهم    برعاية أمير جازان.. الأمير محمد بن عبدالعزيز يفتتح المعرض التقني والمهني بالمنطقة    وزير الداخلية يلتقي رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية    برنامج مفتوح لضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة "بتلفريك الهدا"    أمير تبوك يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية التوحد بالمنطقة    بناءً على توجيه ولي العهد .. عبدالعزيز بن سعود يلتقي رئيس الجزائر    الرياض تستضيف غدًا نهائيات دوري المقاتلين المحترفين للمرة الأولى في المملكة    أمير تبوك يوجه بتوزيع معونة الشتاء في القرى والهجر والمحافظات    وزير البلديات يقف على مشروع "الحي" بالمدينة    تأهيل عنيزة يستضيف مؤتمر جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة الدولي الشهر القادم    الأمير عبدالعزيز الفيصل يتحدث عن نمو السياحة الرياضية    محافظ الطوال يؤدي صلاة الاستسقاء بجامع الوزارة بالمحافظة    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الدورة ال 162 للمجلس الوزاري التحضيري للمجلس الأعلى الخليجي    القيادة تهنئ رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية بذكرى استقلال بلاده    اليونسكو: 62% من صناع المحتوى الرقمي لا يقومون بالتحقق الدقيق والمنهجي من المعلومات قبل مشاركتها    انخفاض أسعار النفط وسط زيادة مفاجئة في المخزونات الأميركية وترقب لاجتماع أوبك+    بالتضرع والإيمان: المسلمون يؤدون صلاة الاستسقاء طلبًا للغيث والرحمة بالمسجد النبوي    الدكتور عبدالله الوصالي يكشف سر فوزه ب قرص الدواء    محافظ صبيا يؤدي صلاة الإستسقاء بجامع الراجحي    «الدرعية لفنون المستقبل» أول مركز للوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا    الداود يبدأ مع الأخضر من «خليجي 26»    27 سفيرا يعززون شراكات دولهم مع الشورى    السعودية ترأس اجتماع المجلس التنفيذي ل«الأرابوساي»    «مساندة الطفل» ل «عكاظ»: الإناث الأعلى في «التنمر اللفظي» ب 26 %    1500 طائرة تزيّن سماء الرياض بلوحات مضيئة    وزير الصحة الصومالي: جلسات مؤتمر التوائم مبهرة    السياحة تساهم ب %10 من الاقتصاد.. و%52 من الناتج المحلي «غير نفطي»    سلوكياتنا.. مرآة مسؤوليتنا!    الكشافة يؤكدون على أهمية الطريقة الكشفية في نجاح البرنامج الكشفي    شخصنة المواقف    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    الشائعات ضد المملكة    بحث مستجدات التنفس الصناعي للكبار    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان يُعيد البسمة لأربعينية بالإنجاب بعد تعرضها ل«15» إجهاضاً متكرراً للحمل    «واتساب» تختبر ميزة لحظر الرسائل المزعجة    التويجري: السعودية تُنفّذ إصلاحات نوعية عززت مبادئها الراسخة في إقامة العدل والمساواة    الزميل العويضي يحتفل بزواج إبنه مبارك    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    المملكة ضيف شرف في معرض "أرتيجانو" الإيطالي    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    تقليص انبعاثات غاز الميثان الناتج عن الأبقار    اكتشاف الحمض المرتبط بأمراض الشيخوخة    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عيون الجواء لؤلؤة القصيم
روض الجواء بلدة نشأت قبل 90 عاماً
نشر في الجزيرة يوم 13 - 03 - 2004


*حلقات اعدها - إبراهيم صالح الدسيماني:
في حلقة اليوم نستعرض بلدة أوثال وبلدة روض الجواء حيث نتعرف على تاريخ النشأة وأبرز المعالم الأثرية والحضارية بها اليوم.
التسمية
أوثال بلدة قديمة التسمية وتقع في جو منخفض شديد الانخفاض يمتد من الشرق إلى الغرب تحيطه قور واكمات من الصخر الرملي تظهر للعين على البعد كأنها بيوت مهدمة ما عدا جهتها الشمالية فهي محاطة ببرقة ذات رمال حمراء سانية.
عمارتها قديمة!!
وينطق الأقدمون والمحدثون (بأُثال) بضم الهمزة فتاء مفتوحة بعدها ألف ثم لام، لكن العامة قد تشبع ضمة الهمزة حتى تتولد من ذلك في ذهن السامع واو خفيفة مما جعل بعضهم -على الظن بأن أصل التسمية بالواو- يكتبونها بواو (بأُوثال) وان كان يسكن الواد في النطق.
ويقول الشيخ محمد العبودي في كتابه المعجم الجغرافي لبلاد القصيم (القسم الأول) عن (أُثال).. أُثال قرية من قرى ناحية الجواء في شمال القصيم تبعد عن مدينة بريدة بحوالي 40 كيلا.. والمشهور عن أهل القصيم ان (أُثال) قديمة العمارة وهذا له أصل صحيح؛ فقد ذكره لغدة فقال: (أُثال) واد فيه نخيل ومعلوم ان لغدة قد عاش في آخر القرن الثالث، ولكن إذا كان ينقل عن مصدر أقدم منه فإن هذا يدل على قدم عمارة (أُثال)، إلا أن كونه واديا فيه نظر إلا إذا أريد أن بعض الوديان ينتهي سيلها إليه فهذا صحيح.
على طريق البصرة!!
وكان لأُثال حظ من الذكر في صدر الإسلام بسبب وقوعه على طريق حاج البصرة إلى المدينة.
قال الإمام أبو اسحاق الحربي وهو يتكلم عن ذلك الطريق: ثم الطريق الذي يسلكه الناس اليوم -يقصد في أواخر القرن الثالث الهجري - يعدلون من النباج نباج بني عامر فينامون فيصبحون من ليلتهم ببطن قو وهو وادٍ يقطع الطريق تدخله المياه ولا تخرج منه، قد بنيت عليه قنطرة يعبر الناس عليها وليس به حفائر إلا أن يكون في البطن ماء. ثم يرتحلون منه فيصبحون عند ماء لبني عبس يقال له (أُثال) أُثال عقبة في ذلك الموضع. أقول: قوله «أثال عقبة في ذلك الموضع» لا شك في انه يريد بذلك عقبة تقع بعد (أُثال) فيما بينها وبين عيون الجواء تسمى الآن (المشيرف).
وقال ناصر الاسكندري: (أُثال) بضم الهمزة ثم ثاء مثلثة حصن ببلاد عبس بالقرب من ديار بني أسد.. ويقول الشيخ محمد العبودي: ما ذكره عن تحديد أثال صحيح، وزاد إفادة يقول: انه حصن فهذا يدل على قدم عمارته كما سبق..
ويقول: كون أُثال بني عبس جبلاً غير صحيح، أما الماء الذي يشير إليه نصر فهو عيون الجواء.. وقد صرح الإمام أبو اسحاق الحربي بأن فيه عيوناً.. فعيون الجواء هي التي بالاتجاه الصحيح إلى المدينة. لمن ينطلق من (أُثال) وهي التي كانت فيها عيون في الماضي كما هو واضح من تسميتها بعيون الجواء وبالعيون أحياناً دون إضافة، والمسافة التي تفصل بين (أُثال) وعيون الجواء هي حوالي خمسة أميال ويؤيد ذلك قول نصر نفسه الجو: بالجيم - جو (أُثال) وجو مرامر.
ويشير الشيخ العبودي انه يمكن القول بأن المراد (أُثال) القصيم هذا لأنه ذكر رياض (أثال) وهناك رياض تسمى (رياض الخيل) قريبة من (أُثال) كما ان هناك نصا آخر أورده ياقوت أيضاً وفسره فإن كان تفسيره صحيحاً فهو في أثال القصيم قال:
سبال بكسر أوله، وآخره لام: يلفظ السبال الذي هو الشارب موقع يقال له سبال (أُثال) بين البصرة والمدينة.. قال طهمان:
وبات بحوضي والسبال كأنما
ينشر ربط بينهن ضعيف
أشعار في أوثال قديمة
قال متمم بن نويرة اليربوعي من قصيدة في المفضليات يصف ناقته:
ولقد قطعت الوصل يوم خلاجه
وأخو الصريمة في الأمور المزمع
بمجده عنسٍ كأن سراتها
فدن تطيف به النبيط مرفع
قاظت (أُثال) إلى الملا وتربعت
بالحزن عازبة تسن وتودع
قوله (أُثال) بذكر الملا الذي أرى أنه هو الذي يسمى الآن (السعيرة) فيما بين القصيم وحائل ويعتبر في حدود حائل الجنوبية فأوصاف المتقدس للملا.
ومنهم لغدة الأصبهاني تنطبق عليه ويقع إلى الشمال من (أُثال) على بعد 80 كيلاً، وكذلك ورد ذكر (أُثال) مقرونا بذكر الملا في شعر شاعر عبسي هو الحطيئة وقرن ذكره أيضا بذكر (قو) الذي هو الآن (قصيباء).
قال الحطيئة:
ولم تحتلل جنبي (أُثال) إلى الملا
ولم ترع قوا حديم وأسيد
أقوال الرحالة
كتب لوريمر فيما استقاه من كتابات الأوروبيين عن القصيم قوله في (أُثال): (أُثال) على بعد 14 ميلا شمال غربي الشقة (45) منزلاً لقبيلة عنزة يوجد بها عدد من حدائق النخيل كما يزرع بها القمح والشعير والذرة والبطيخ والخضراوات. والري من الآبار التي يتراوح عمقها ما بين 8 إلى 6 قامات ونصف.. والمياه صالحة للشرب.
مكارم الأخلاق
وأهالي أوثال يتحلون بمكارم الأخلاق فهم كرماء والعديد من الناس ومن العوائل - والقبائل في نجد يشهد لهم بذلك.. حدثني العديد من أهل منطقة القصيم ومن كبار السن الذين أشادوا بكرمهم وشجاعتهم وحبهم لوطنهم ولبلدتهم والعديد من الشعراء امتدح أهالي أوثال نثراً وشعراً ومنهم قول الشاعر فهد بن محمد الفريدي الحربي:
دارٍ بها عربين الأنساب وارجال
وقولت هلا والطيب قبل الدلالا
أوثال وعبق التاريخ!!
في أوثال يوجد آثار مسجد بني هلال الذي يقع حاليا شمال غرب مجمع مدارس البنات في أوثال، ويقول أحد كبار السن انه قبل نصف قرن كان المبنى قائما إلا انه ومع مرور الأيام وعوامل التعرية فقد اندثر ولم يوجد إلا معالمه وكان قد انشد هذا البيت قائلاً:
يمين المصلى حللت الصبى للعصاء
ومن الماء ما يغني جميع القبايل
ويقصد بذلك البيت اما لوجود ماء أو غيره أو وجود ما يدل على مبلغ مالي أو كنز.
الجبل المتلثم
كما يوجد في أوثال الجبل المتلثم الذي يقع جنوب شرق البلدة حيث يوجد فيه الكتابات والرسوم الثامودية القديمة وقد زارته إدارة الآثار بإدارة التربية والتعليم بالقصيم وقامت بتصويره وهو بعض المعالم الأثرية في أوثال.. كذلك يقع في شمال أوثال خندق إبراهيم باشا وما تزال الآثار والشواهد موجودة حتى تاريخه.
أوثال اليوم
تشهد أوثال -كغيرها من مدن ومحافظات ومراكز المنطقة- تطورا هائلا وسريعا في كافة المجالات الحياتية بخدمات صحية وتعليمية وزراعية وتجارية، كما ان أوثال بلد زراعي قديم تتميز بزراعة النخيل وأجود أصناف التمور، خلال السنوات الماضية تطورت أوثال وازدهرت ضمن غيرها من محافظات ومراكز المنطقة حيث شمل التطور الملموس الذي شهدته المنطقة بمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم وسمو نائبه الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز وبتوجيه من مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، هذا ما قاله الأستاذ سعد بن محارب الحربي رئيس مركز أوثال.
وتحدث رئيس مركز أوثال الأستاذ سعد بن محارب الحربي قائلاً: إن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم - حفظه الله - دأب سموه على دراسة أوضاع المنطقة ورسم الخطط الطموحة لإحداث نقلة حضارية كبيرة بها وبدأ بجولات مستمرة وشاملة بين الحين والآخر للالتقاء بالمواطنين في المحافظات والمراكز للتعرف على أوضاعهم وتلمس احتياجاتهم عن قرب، وراح بعد ذلك يعمل في كل مكان.. وأضاف رئيس مركز أوثال: ها نحن نرى مدننا ومحافظاتنا ومراكزنا ترفل بالخير والتقدم آمنة مستقرة متلاحمة مترابطة بحماية الله وسياج شريعتنا الغراء..
لقد تشرفت أوثال بزيارة سموه في عام 1412ه ولقد كان ذلك اليوم من الأيام المشهودة حيث تشرفت البلدة باستقبال وتشرف المواطنين بالسلام على سموه، واستمع إلى مطالبهم واحتياجاتهم.
كما تشرف أهالي أوثال باستقبال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم الذي زار المركز بتاريخ 5-3- 1424ه حيث تشرف الحفل الخطابي الذي أقامه أهالي أوثال وتشرف المواطنون بالسلام على سموه، كما زار أعيان البلدة في منازلهم. وهذا دليل على عمق التلاحم بين الراعي والرعية.
لجنة التنمية الاجتماعية بأوثال
في شهر محرم من عام 1414ه تمت موافقة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية على تأسيس لجنة للتنمية الاجتماعية في أوثال، وحظي العمل الاجتماعي من خلال هذه اللجنة بوافر الرعاية والبذل الذي أوجد عنصر التفاعل لدى الأهالي مع جهود الدولة - وفقها الله - ممثلة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، فاللجنة وخلال جولة سريعة في أوثال وجدنا ان هذه اللجنة كل يوم تعطي نتيجة بل نتائج ايجابية مثمرة وذلك خلال العشر سنوات الماضية، وقد قطعت اللجنة شوطا بعيداً وناجحاً يثير الاعجاب ويدعو للفخر والاعتزاز.
وقد دأبت اللجنة على تقديم العديد من الخدمات المختلفة التي كانت لها آثار ايجابية كبيرة على المدينة.
الإدارات الحكومية
بالإضافة إلى مركز الإمارة يوجد مركز الرعاية الصحية الأولية في أوثال وكذلك مكتب للبريد ومدرسة ثانوية للبنات ومتوسطة للبنات ومدرسة ابتدائية للبنات وكذلك مدرسة ابتدائية للبنين ومدرسة متوسطة للبنين ومكتب للجنة التنمية الاجتماعية بأوثال وروضة أطفال تابعة للجنة.. وكذلك توجد القرية النموذجية حيث توجد مدرسة للبنين ابتدائية ومتوسطة للبنين في القرية النموذجية في مشروع دواجن الوطنية.
مطالب أوثال
خلال جولتنا في أوثال التقينا بالعديد من المواطنين بالبلدة الذين بدورهم طالبوا بالعديد من المشروعات وأهمها:
جمعية بِرّ خيرية في أوثال، سرعة تسليم المواطنين أراضيهم وافتتاح مكتب لبلدية عيون الجواء في أوثال، وضع مجسمات جمالية وايجاد حديقة، اعتماد مبان حكومية لمدارس البنين.
بلدة روض الجواء
تقع البلدة إلى الغرب من محافظة عيون الجواء وتفصلهما مسافة عشرة كيلومترات فقط، وتتكون من أرض مستوية في الجنوب بطول ستة كيلومترات ومرتفعات في الغرب بطول اثني عشر كيلومترا ومرتفعات جبلية من الشمال بطول تسعة كيلومترات أما الشرق فتوجد منطقة الرعي وهي (القطع) بتشديد الطاء.
لا توجد وثائق دقيقة تبين التاريخ الفعلي للبلدة ولكن كبار السن يرجحون حسب تواتر الأخبار أن أول عمران قام به كان من قبل راشد الراشد الى الجنوب من المنازل الطينية الحالة وذلك عام 1130ه وكانت قبل ذلك مجرد آبار تزرع في الموسم فقط ومن يزرع هذه الآبار كان يسكن في عيون الجواء، بدأ النطاق العمراني في التوسع إلى ان ضاقت المنطقة التي بدأ فيها العمران فارتحلوا شمالا مسافة سبعمائة متر على مرتفع لونه أصفر وعرفت البلدة بين السكان باسم (الاصيفر) تصغير الاصفر وقد بلغت البيوت الطينية فيها أكثر من (180) بيتاً، ثم حظيت البلدة بنصيبها من اشعاعات التقدم والتطور الذي انارته الحكومة - أيدها الله - فانتقلت البلدة عام 1397ه مرة أخرى شمالاً مسافة كيلومتر واحد على المرتفعات الجبلية الحمراء هذه المرة ليفصل بين الحقبتين مجرى الماء المعروف ب(التلعة) الذي يصب مياهه في السبخات الملحية غرب عيون الجواء وكانت البنايات الجديدة تواكب عجلة التقدم من حيث التصميم والمواد مجارية بذلك مثيلاتها من مدن وبلدان المملكة.
السكان
يبلغ عدد سكان روض الجواء اليوم أربعمائة نسمة وهم أقل من ذي قبل إذ انه ومع بدايات الطفرة الاقتصادية في المملكة هاجرت عائلات بكاملها إلى مناطق مختلفة من المملكة. والأهالي كباقي سكان القصيم ورثوا حب الزراعة فنادرا ما تجد من لا يملك مزرعة أو أكثر، ولأن الزراعة تعد مصدر إنتاج فلا بد من سوق لعرض المنتجات الزراعية فعمل بعض الأهالي بالتجارة وان كانت في بدايتها تقوم على المقايضة فصاع البر قد يساوي خمس وزنات من السمن وهكذا ثم جاء التعليم فانخرط فيه كل أبناء القرية فعرفوا الوظائف الحكومية سواء في المنطقة أو خارجها مبكراً.
الآثار والمواقع السياحية
قلنا في البداية ان البلدة مساكن بني عبس ولكن لعل الرمال المتحركة جثت على ما يتوقع انه المكان الفعلي لسكناهم، لكن هناك موقع ما يزال واضحا يعرف باسم المسجد وهو مسجد بني هلال، حيث يلاحظ بقايا من سوره الشرقي والشمالي وكذلك موقع البرم وهي حجارة سوداء دائرية الشكل تعرض معظمها للسرقة من مكانها لتزيين البيوت حيث إن قطرها ما بين المتر والنصف والمترين. ويلاحظ تصور هذه الحجارة على شكل أوانٍ منزلية مثل القدور والصحاف، ويوجد إلى الجنوب من البلدة جبل العاصي وقد جاء الاسم لعصيانه على من أراد صعوده فهو عبارة عن نتوء مستقل يبلغ ارتفاعه 65 مترا ومحيطه 185 مترا ومساحة قمته 240 مترا ولم يصعد منذ عام 1368ه لسقوط حجارة كانت في الجهة الغربية منه، وإلى الشمال منه يوجد جبل الصقر إذ عملت فيه عوامل التعرية آثارا جعلته يبدو كرأس صقر ينظر إلى القبلة فسبحان الخالق، وعلى بعد 200 متر فقط إلى الشمال من الصقر يتقابل جبلان كان الاولى ان يحملا الاسم فهما بالفعل كصقرين يتربصان أحدهما بالاخر انهما العكف وهو الجبل الجنوبي والعكفاء وكأنهما المؤنثة من العكف وهو الجبل الشمالي، ثم ننحدر غربا إلى المتنزه الطبيعي الصيفي والشتوي في ذات الوقت انها شقراء وليست المحافظة المعروفة ولكنها تحمل نفس الاسم، ففيها أشجار الغضى والرمث والرمال الحمراء الذهبية والكهوف الطبيعية التي لا يمكن ان يحس من يدخلها بنسناس من هواء. وإلى الشمال يوجد شعيب اللصب وهو تجويف أرضي يبلغ عرضه 40 متراً وبعمق 15 متراً تحت سطح الأرض وطوله 4كم وهو مطلب أهل الرحلات في الشتاء لكونه يقابل الشمس طول النهار ولا يتأثر بهبوب الرياح، وإلى الغرب من البلدة توجد فيضة واسعة تحوي قاعا مستويا يبلغ طوله 8كم وبعرض 2كم وعندما يمتلئ بالماء يبقى فيه لعدة شهور يعقبه ربيعا يبهر الأبصار حيث النفل والحرف يقول أحدهم:
الروض راض عليه الله
لعل جوه يزيد خضار
وكذلك توجد فيضة (أم الشفلح) وهي مشهورة سابقا بوجود الغزلان لوجود شجر السدر الذي تفضله الظباء للاستظلال، وكذلك السحق وهو منخفض من الأرض تكسوه الخضرة في فصل الربيع، وإلى الجنوب توجد منابت الكمأ في أطراف المليداء.
التعليم بداية وتطوراً
عرف أهل البلدة التعليم كسائر الناس عن طريق المطوع (إمام المسجد) وكان أولهم ابن سايح وكان في الخمسينات الهجرية ثم خلفه الحميداني وهو من الذين تركت ذريته البلدة حتى عم التعليم النظامي أرجاء البلاد فأخذت البلدة نصيبها بأن افتتحت أول مدرسة فيها في عام 1374ه تخرج من هذه المدرسة: 1 - اللواء عبدالرحمن بن إبراهيم الحماد، 2 - الدكتور علي بن إبراهيم البواردي، 3 - العميد إبراهيم بن محمد المقري، ومن غريب الصدف هنا ان هذه المدرسة ستقوم بإصدار مجلة مع بداية العام الدراسي بمناسبة مرور خمسين عاما على افتتاحها، ومن الغريب انه على الرغم من هذه السنين إلا انه لم يتول إدارتها سوى ثلاثة أشخاص فقط وكلهم يحملون نفس الاسم عبدالرحمن، كذلك تم افتتاح مدرسة ابتدائية للبنات عام 1403ه تخرج منها من حملت الشهادة الجامعية فساهمت في حمل راية التعليم كأحد المسؤولين فيه.
الدوائر الحكومية
يوجد في البلدة مركز للإمارة تأسس عام 1340ه بأمر من الملك عبدالعزيز - رحمه الله - حيث رشح جلالته أحد رجال البلدة وهو عبدالرحمن بن محمد العقيل وكان جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - مقيما في البلدة قبل فتح حائل في مكان يعرف باسم (الطالعة) وقد كانت بالقرب من الموقع بئر لأحد الأهالي فأطلق عليها اسم (السعدية) تيمناً بوجوده - رحمه الله - وما تزال البئر إلى اليوم تحمل نفس الاسم وقد تعاقب على رئاسة المركز عدد من الأشخاص منهم من توفي ومنهم من هو على قيد الحياة، وكذلك مدرسة للبنات تأسست عام 1403ه وتشرف عليها مندوبية عيون الجواء ومدرسة للبنين افتتحت عام 1374ه ويشرف عليها مكتب الإشراف التربوي بعيون الجواء ومكتب للبريد يخدم البلدة والمزارع المحيطة بها.
الزراعة والنشاط التجاري
تضم البلدة عدد 48 بئراً تم حفرها باليد لعل أشهرها الضليعة حيث كانت تغذي البلدة بالماء العذب وهي على الطريقة التقليدية حيث تطوى بالحجارة المتراصة إلى أعلاها ثم توضع العدة وهي أدوات السواني من النبوع والمحال والدراج.. الخ، ثم قامت وزارة الزراعة والمياه آنذاك بحفر بئري اختبار في شعيب العوشز عام 1387ه وقد تدفق الماء طبيعيا وتم اغلاقهما إلى اليوم؟؟؟ ثم بدأت الميكنة الزراعية الحديثة بعد فتح المجال من قبل الدولة - أعزها الله - حيث حفرت الآبار العميقة ووزعت الأراضي البور على المواطنين بالمجان فتسارعوا للزراعة.
احتياجات البلدة
الدولة - أيدها الله - لم تترك مدينة أو قرية إلا وطالتها يد الإعمار ومنها هذه البلدة التي تتبع في خدماتها كافة لمحافظة عيون الجواء وكما يقال في كل جمال نواقص فهذا المواطن صالح الفريح يطالب يايجاد مكان آخر لمرمى النفايات القريب جداً من البلدة لخطورة هذه المواقع في نشر الأمراض لانتشار الذباب فيها، كذلك المواطن سالم الجمعان يقول: لقد تم منحي أرض سكنية في المخطط الذي لم يعرف للتنظيم طريقا فلا سفلتة ولا انارة ولا ماء، إلا ان المواطن إبراهيم الغانم يقول: لعل الشؤون الصحية بالمنطقة تتكرم بافتتاح مركز صحي يخدم المرضى والمراجعين خاصة كبار السن.. وهنا لعلنا نوضح لوزارة النقل التي قامت مشكورة بسفلتة جزء من الطريق المؤدي إلى العصودة بتكملة هذا الطريق حيث تعتبر الفيضة متنفسا لأهالي القصيم عامة.
أهم المراجع:
* المعجم الجغرافي لبلاد القصيم للشيخ محمد الناصر العبودي.
* بلاد العرب ص280
* هذه بلادنا للدكتور صالح الوشمي (الجوف).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.