الحمد لله الذي اختص مَنْ شاء من عباده بالتوفيق، فهداهم إلى أقوم طريق، واشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداًَ عبده ورسوله المبعوث بالحق رحمة للعالمين - صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الهداة المهتدين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد: فقد شيعت بريدة يوم أمس الموافق الثامن من شهر محرم لعام 1425ه العلامة الشيخ إبراهيم بن عبيد آل عبدالمحسن حيث كانت ولادته في 15-6-1334ه حيث حفظ القرآن وعمره (12 سنة) ثم أخذ يتعلم الخط والحساب ثم لازم الشيخ عبدالعزيز العبادي المشهور بالعلم والتدريس عام (1340ه) ثم درس على الشيخ عمر بن محمد بن سليم، وكذلك أخذ عن الشيخ عبدالله بن محمد بن سليم، فلما بلغ 22 سنة أخذ يدرس ويعلم في المسجد حيث اجتمع عليه تلامذة كثيرون منهم الشيخ (صالح البليهي والشيخ علي السكاكر رئيس هيئة الامر بالمعروف بالقصيم والشيخ محمد بن صالح المرشد مدير المعهد العلمي سابقاً والشيخ علي الربيش رئيس المحكمة المستعجلة ببريدة والشيخ محمد بن عودة عضو رئاسة القضاء. ولقد برز الشيخ إبراهيم في مادة الفرائض فكثيراً ما تُحال إليه مسائل فرضية فيسبر غورها ويحل عويصها. وللشيخ اهتمام كبير بتاريخ نجد حيث ألف كتابا في التاريخ من عدة أجزاء (اولى النهى والعرفان بأيام الواحد الديان وذكر حوادث الزمان) أمضى في تأليفه قرابة (18 سنة) سجل فيه الحوادث والوقائع التي حصلت في الجزيرة العربية وطعَّمه بتراجم علماء ومشاهير نجد فكانت بداية تسجيل الوقائع من تاريخ (1268ه حتى 1381ه) ونمى إلى علمي انه قد فرغ من تأليف الجزء السادس والسابع ووصل إلى تاريخ 1402ه ولم يتم طباعة الاجزاء الاخيرة إلى الآن، وللمؤلف كتاب (عقود اللؤلؤ والمرجان في وظائف شهر رمضان) حيث ترجم هذا الكتاب إلى غير اللغة العريبة، وله كذلك كتاب (البدور البهية والفتوحات القدسية) وله مؤلفات أخرى. كان الشيخ رحمه الله دمث الخلق محبا للخير ونشر الدعوة محبا للاجتماع والانس بالآخرين صاحب نكتة ، مجالسه عامرة بالفائدة. قبل وفاته بأسبوع اصيب بمرض وادخل العناية المركزة في مستشفى الملك فهد ثم توفي رحمه الله، وصلى عليه في جامع الشيخ صالح الونيان ودُفن في مقبرة الموطأ، رحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان وصلى الله وسلم على نبينا محمد.