يعد التهاب الكبد الفيروسي الوبائي (ب) أحد أهم الأمراض الخطيرة في هذا العصر الذي استشرت فيه الأمراض المستعصية التي يعجز الطب الحديث بكل إمكانياته المتطورة عن إيجاد الأدوية الشافية لها. والتهاب الكبد الفيروسي الوبائي (ب) كما يعرفه الطب التهاب فيروسي يصيب الكبد ويعمل على تدمير خلاياها ويسبب التليف والسرطان. وهو يعتبر مشكلة صحية عالمية، كما أن هذا المرض سهل الانتقال والعدوى بين الناس. ويوجد هذا الفيروس في الدم وسوائل الجسم الأخرى وتنتقل العدوى من خلال نقل الدم من شخص مريض إلى آخر سليم أو عن طريق الجنس أو إدمان المخدرات أو عن طريق استخدام أدوات الحلاقة الملوثة بالفيروسات بعد استخدامها من قبل شخص مصاب؛ فقد أثبتت الدراسات الطبية الحديثة وجوده على أسطح الأمواس وآلات الحلاقة الأخرى. (الجزيرة) التقت بعض العاملين بصوالين الحلاقة وبعض المواطنين فكانت الحصيلة الآتية: **** مستودع للأجهزة التالفة في البداية التقينا أحد الحلاقين من الجنسية الآسيوية وسألناه عن طريقة التعقيم لديه بالصالون فأجاب بأنه يستخدم الديتول وعندما أخبرته بأنه لا يفيد في قتل الفيروسات الخطيرة لم يرد علي. وحينما فتحت جهاز التعقيم الموجود بالمحل وجدت قطعا قديمة لماكينات حلاقة تالفة وبعض الأمشاط القديمة التي توحي بماض تليد في عالم الحلاقة، سألته عن عدم استخدامه الجهاز فأجاب بأنه عطلان منذ سنتين وأنه قام بتحويله بعد ذلك إلى مستودع للآلات التالفة التي قد يستفاد منها كقطع غيار. المسؤولية على البلدية وفي أحد الصوالين الأخرى بشرق الرياض التقيت بحلاق من جنسية عربية وكان كريما معي للغاية في الإجابة بشفافية عن الأسئلة التي طرحتها عليه وقال إنه لا يعلم عن هذا الجهاز شيئاً سوى انه موجود بالمحل لأكثر من خمس سنوات ولا يعلم إن كان يعقم أم لا؛ حيث لم تعمل له الصيانة منذ ذلك الحين وهل يقوم بدوره أم انه تلف مع الزمن! وبينما هو يتحدث تدخل الزبون أبو فهد الذي كان يجلس على كرسي الحلاقة ليشاركنا الحوار حيث يرى أن المسؤولية أولاً تقع على البلدية التي يجب أن تراقب هذه الصوالين من حيث عمل الصيانة الدورية لهذه الأجهزة المهمة للحفاظ على سلامة الناس من انتقال الفيروسات الخطيرة. ويرى أيضاً أنه يجب ألا يكتفى فقط بفحص العمالة طبياً في بداية قدومهم للعمل بالمملكة، بل يجب فحصهم سنوياً وخصوصاً في حال عودتهم من إجازاتهم السنوية من الخارج فلربما حملوا إلينا أمراضاً نحن في غنى عنها. المناشف تنقل الفيروسات وفي صالون حلاقة آخر وجدت حلاقين من جنسية اشتهر أبناؤها بممارسة مهنة الحلاقة وقد جمعوا مناشف عديدة (فوطاً) شكلها يوحي بأنها مليئة بالأمراض؛ حيث يبدو عليها القدم ويبدو على بعضها آثار دماء. ورداً على سؤالي عما سيفعلون بها؛ اعتقاداً مني بأنهم سيتلفونها؟ أجاب أحدهم بأنها ستغسل ثم يعاد استخدامها على وجوه الزبائن مرة أخرى. ويرى الشاب خالد السويلم انه من الضروري تحديد مساحة معينة تفرض على كل من يريد مزاولة نشاط الحلاقة؛ فلا تقل مساحة صالون الحلاقة مثلاً عن 80 مترا ويشترط أن توضع به صناديق عديدة لضمان خصوصية استخدام آلات الحلاقة الخاصة بالزبائن. أما المواطن خريف النغيمش فيرى أن مسؤولية التعقيم والحرص على السلامة تقع على الزبون نفسه أولاً؛ فإذا لم يكن الشخص حريصاً على سلامته فلن يستطيع أحد وقايته من الأمراض. ويقول: إن الشخص عليه أن يتوخى الحذر باتباع مبدأ السلامة والحرص على ذلك. يحمل أدواته معه ويقول المواطن محمد الجريسي إنه يعرف خطورة استخدام أدوات الحلاقة واستعمالها لأكثر من شخص ويقول إنه لا يثق بممتهني الحلاقة ولا بالتعقيم الذي يستخدمونه مهما وصلت درجة العناية به فهو يحمل حقيبة الحلاقة (المكونة من أدوات الحلاقة والمشط) معه في درج سيارته أينما ذهب، ويشترط على الحلاق الذي يحلق لديه أن يغسل يديه جيداً بالماء والصابون. الحلاقة في المنزل ويرى الشاب عبد العزيز المسفر أن على كل شخص عدم اللجوء للحلاقين إلا للضرورة وان يحلق لنفسه بنفسه في منزله فهو - أي عبد العزيز - لم يذهب لصالون حلاقة منذ زمن بعيد حيث إنه يقوم بالحلاقة بالمنزل ويستخدم لذلك كل ما يلزم من أدوات الحلاقة المطلوبة. ويقول عبد العزيز : منذ أن أصبحت أحلق لنفسي بالمنزل شعرت بالفرق فلقد ودعت حب الشباب الذي كان يملأ وجهي وأصبحت لا أعاني من أي مشاكل جلدية مزعجة. ولعل ما ذكرناه هنا عن ضرورة التعقيم وتوخي السلامة في صوالين الحلاقة الرجالية التي يفتقد أغلبها لذلك، ينطبق أيضا على صوالين التجميل النسائية (الكوافيرات) ولكن مع اختلاف نوعية بعض الأدوات المستخدمة والنتيجة مع الأسف واحدة.