إن اعتماد مشروع جلب المياه من الربع الخالي إلى منطقة نجران يعد خطوة رائدة في مجال تطوير هذه المنطقة والنهوض بها... فبعد صدور الموافقة السامية الكريمة باعتماد هذا المشروع بتكلفة مائتي مليون ريال ضمن ميزانية هذا العام 1425/24ه قامت «الجزيرة» بهذه المناسبة السارة بعدة لقاءات شملت عدداً من المسؤولين بمنطقة نجران أعربوا خلالها عن تثمينهم وفخرهم باعتماد مثل هذا المشروع الحيوي الهام الذي سيحدث نقلة نوعية بالمنطقة. * وقد كان لقاؤنا الأول مع مدير عام تعليم البنات الدكتور/ رشيد بن حويل البيضاني الذي قال... إن توفر الماء في أي مكان في العالم ضرورة ملحة لضمان البقاء والعيش .. وبالعكس كان وجوده دليلاً قاطعاً على وجود الكائنات الحية... والمتدبر في كلام المولى عز وجل في كتابه الكريم يجد وفي إحدى آياته الطاهرة دلالة واضحة على أهمية الماء... «وجعلنا من الماء كل شيء حي» صدق الله العظيم ... فالماء هو عنصر الحياة الذي لا غنى لمخلوق عنه ... من هنا كانت عملية توفيره ذات أهمية بالغة في وقت بدأت فيه منابع المياه على كوكب الأرض تقل بصورة نسبية نظراً للإسراف والتبذير اللامحدود ... وما ن نشهده اليوم من اعتماد لمشروع عظيم يهدف إلى جلب المياه من بحر الرمال المتحركة بصحراء الربع الخالي إلى منطقة نجران دلالة واضحة على مدى قوة البصيرة والإدراك لدى أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن سعود - حفظه الله - الذي رأى بعينه الثاقبة ما تتجه إليه الثروة المائية بنجران منذ توليه لمقاليد إمارتها من نضوب متواصل وجفاف تدريجي ضرب معظم الآبار الإرتوازية في بعض الأراضي الزراعية بالمنطقة لذلك قرر البحث عن حل جذري ونهائي لهذه المشكلة فكانت الأولى ترمي إلى جلب المياه من جازان وذلك عن طريق تحلية مياه البحر ولكن سرعان ما ظهرت فكرة ثانية كانت أقرب إلى فرص التنفيذ والموافقة بسبب عدة عوامل كان منها القرب والتكاليف المنخفضة عن الأولى وتوفر مصدر آمن للمياه العذبة وغيرها .... فبدأت الدراسات والاختبارات لتثبت أخيراً نجاح الفكرة لجلب المياه من صحراء الربع الخالي... وقد تم اعتماد هذا المشروع الهام بعد أن بذل في سبيل تحقيقه أميرنا المحبوب الكثير والكثير من الجهد والمتابعة ختاماً... أهنئ بهذه المناسبة حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز - حفظهم الله - مبارك لأهالي منطقة نجران هذا المشروع الحيوي الذي سيساهم بشكل مباشر في إعادة الثروة الزراعية إلى سابق عهدها وسيبث الحياة في شرايينها شبه الجافة ... والسلام. * وقال مدير فرع وزارة التجارة / صالح بن مصلح آل عباس .. إنها لمناسبة غالية على نفوسنا مناسبة اعتماد مشروع جلب المياه من صحراء الربع الخالي إلى منطقة نجران بعد أن صدرت الموافقة السامية الكريمة بذلك ضمن ميزانية هذا العام 1425/ 24ه ... وحيث إن الاستفادة منه ستكون شاملة أتوجه بالشكر والعرفان لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز - رعاهم الله - على هذا اللفتة الغالية من قبلهم لهذه المنطقة وأهاليها ... كما لا يفوتني أن أشيد بمهندس ومترجم هذه المشاريع الإبداعية الذي لولاه لبقيت مجرد أحلام غير ملموسة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران الذي بذل في سبيل هذه المنطقة ومواطنيها الكثير من الجهد والعمل المتواصل الدؤوب... فجزاه الله عنا ألف خير .... والسلام. * مدير عام التربية والتعليم بمنطقة نجران حسن بن أحمد القربي أثنى بدوره على الجهود التي بذلت حتى أصبح مشروع جلب المياه واقعاً ملموساً وعد القربي هذه الخطوة إنجاز يضاف إلى كافة المنجزات التي تحققت لمنطقة نجران على يد سموه. وأضاف أن مشروعاً كبيراً كهذا لهو حري به أن ينال ما يستحقه من الثناء العطر، كيف لا وهو يمس شريان الحياة للمواطنين ولكافة مخلوقات الله التي يعتبر ا لماء سبباً لبقائها وإن غاب فمصيرها الفناء ولهذا وجب أن يولى كل هذا القدر من الاهتمام حتى تستمر مشاريع التنمية تترى تباعاً وتتلاحق منجزاً بعد منجر وعطاء يحمل بين طياته عطاء. إن مشعل العطاء ومنذ أن وطئت قدماه تراب نجران الغالية وهو يفيض بالعطايا وينبوع فاقت حلاوته كل الأوصاف فهو يعطي ولا ينتظر الجزاء إلا من الله سبحانه الذي منَّ علينا بكافة نعمه وأغدقها علينا والتي كانت خيرها هو تسخير مشعل لنجران وتسخير نجران لمشعل وتوفير مصادر الحياة الكريمة وفي مقدمتها المياه فلله الحمد والمنة. * وقال مدير عام الشؤون الصحية بنجران الدكتور عبدالعزيز العقيل إن المنجزات الخيرة هي دليل خيرية أهل هذه الجزيرة منذ أقدم العصور واستمر الخير وتجسد بتوحيد هذه الجزيرة المترامية الأطراف على يد جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه ومن بعده أبناؤه الأخيار سعود وفيصل وخالد حتى جاء عهد الفهد الباني في ثياب الحضارة والتنمية التي أولتنا إياها حكومتنا الرشيدة. ونظراً للطبيعة الصحراوية للمملكة وشح المياه فيها فقد بذلت حكومتنا مبالغ طائلة لتأمين المياه لكل شجر وكل مدينة وقرية وهجرة في المملكة فسارعت إلى توفير المياه بطرق عدة أهمها تحلية مياه البحر بكل تكاليفها الضخمة مروراً بحفر الآبار والاستفادة من المياه الجوفية وتكثيف البحوث والدراسات من أجل توفير مصدر آمن للمياه في المملكة لمواجهة المتغيرات التي قد تحصل. ونجران واحدة من المناطق التي حظيت بمثل هذه المشاريع لتأمين مصادرها المائية خاصة وأنها تقع في أعماق الصحراء فحفرت الآبار الجوفية وافتتحت المشاريع اللازمة لإيجاد المياه لكل فرد في المنطقة الذين يتزايدون يوماً بعد يوم. وجاء هذا المشروع ليعطي لمحة أن العطاء ما زال متواصلاً إلى أن يشاء الله من أجل الرقي بالإنسان وتوفير كل احتياجاته الضرورية ليواكب الفرد في بلدان العالم المتحضرة. * مدير عام المعهد الثانوي الصناعي بنجران الأستاذ وليد المزين عبر عن سعادته الغامرة بمثل هذه المكرمة الملكية الكريمة التي جاءت لتحل مشكلة قائمة بذاتها وهي نقص المياه بنجران الذي كان هاجس أميرنا المحبوب مشعل الجود حتى أعانه الله على إيجاد حلول ناجعة لها للحفاظ على واحتنا النجرانية خضراء تنبض بالحياة والعطاء. * أما مدير فرع الهلال الأحمر بمنطقة نجران حمد قحاط فقد بارك للمنطقة هذه المكرمة الأبوية الحانية من القيادة لمواطنيها ومن المليك ومن الوطن لأبنائه الذين يبادلونه الحب بالحب والوفاء بالوفاء بصادق المحبة الإخلاص. * الشيخ صالح الدسيماني مدير عام فرع الأوقاف والدعوة والإرشاد بنجران عبر بدوره عن الثناء البالغ لله سبحانه وتعالى الذي وهب نعمة الجزيرة أهمها المياه لإحياء الأراضي التي كانت خضراء ولإعادتها لسابق عهدها تنتج من بركات الأرض للمواطنين. كما أشاد بجهود سمو أمير المنطقة الذي تبنى المشروع منذ أن كان حبراً على ورق وحتى أصبح قائماً بذاته. وحث الدسيماني المواطنين على تقوى الله والحفاظ على نعمته واستمراريتها بالشكر بالعبادات والحفاظ عليها من الإسراف الذي هو سمة الشياطين كما ورد في كتابه الله عز وجل.