يا دكتور.. ما هي الطريقة الصحيحة لتنظيف الوجه، هل يكون ذلك باستخدام الماء والصابون، أم أن الكريمات والسوائل المنظفة هي الأفضل؟ هذه الأسئلة وغيرها غالباً ما يطرحها معظم الفتيات والنساء، إلا أن أطباء الجلدية يؤكدون دائماً أنه لا توجد طريقة واحدة تناسب الجميع، بل طرق متعددة تعتمد على نوع الجلد والبيئة التي نعيش فيها، ونوع مستحضر التجميل المستخدم. وفي هذا الصدد يؤكد الدكتور مروان أسعد أن الماء والصابون يساعدان في تنظيف الوجه بشكل جيد لأنهما يزيلان الأوساخ والبكتيريا والعرق والجلد الميت بفعالية. ويضيف د. مروان أسعد أن أنواع البشرة المختلفة تتطلب أنواعاً مختلفة من الصابون، فاستعمال الماء والصابون لتنظيف الجلد الجاف يسلبه ما تبقى فيه من مواد زيتية طبيعية، ويفقده رطوبته فيزداد جفافه، أما إذا كان الجلد دهنياً فتنظيفه بالكريمات والسوائل المنظفة يبقي على دهنيته. وإذا كان مستحرض التجميل زيتي الأساس Waterproof Makeup فإنه لا يذوب في الماء، وبالتالي تكون إزالته أسهل باستعمال الكريمات والسوائل المختلفة. * ما هو أفضل صابون للوجه؟ - لا شك أن الهدف من استعمال الصابون هو تنظيف الجلد، ومعظم أنواع الصابون قادرة على القيام بذلك بفعالية. ويعتمد استعمال الصابون على الخبرة الشخصية إلا إذا نصح الطبيب باستخدام نوع معين للتخلص من مشكلة جلدية ما. ويؤدي نوع الجلد دوراً هاماً في اختيار الصابون المناسب، فالصابون الخاص بالجلد الدهني الذي يفيد المصابين بحب الشباب قد يكون مجففاً للجلد، وإذا كان الجلد دهنياً فمن الأفضل تجنب الصابون المرطب أو الزيتي. وبالنسبة للصابون الشفاف الذي يكون عادة غالي الثمن، فإنه يحتوي على الكثير من الدهون بالاضافة إلى الجلسرين، وهو ينفع ذوي الجلد الجاف الحساس، ولكن ينبغي على ذوي الجلد الدهني تجنبه. كما أنه لا فرق بين صابون الوجه السائل Liquid Facial Soap ولوح الصابون Bar Soap، فكلاهما ينظف الجلد بالفاعلية نفسها. * ماذا عن السوائل القابضة والمنعشة واللوسيون المنظف؟ - ينسب مصنعو هذه المستحضرات الكثير من فعالية تنظيف الجلد والسيطرة على دهنيته إلى انكماش المسام وتضييقها وإزالة البقع وما إلى ذلك. والواقع أن معظم هذه المستحضرات تقوم بإزالة الزيوت من على سطح الجلد وتعطي احساساً بالبرودة والانتعاش ليس إلا. فليس بمقدور أي من هذه المواد خفض افرازات الغدد الدهنية، ولا يمكنه تقليص المسام بشكل دائم، كل ما هنالك أن فتحات المسام تبدو أصغر حجماً لفترة بسيطة جداً نتيجة الالتهاب الذي تحدثه هذه المواد في البشرة حول المسام، وهذا التحسن المؤقت لا يستحق كل هذا الجهد والمال. وفي هذه المناسبة أود أن أنبه إلى أنه على ذوي الجلد الجاف الحذر من استعمال هذه المستحضرات، وبشكل خاص تلك المحتوية على الكحول Alcohol وحمض الصفصاف Salicylic Acid والرزورسينول Resorcinol، كما أن على ذوي الجلد الحساس والمصابين بالإكزيما تجنب هذه المواد. * ما أفضل طريقة للعناية بالجلد الدهني؟ - الطريقة السليمة لتنظيف البشرة الدهنية هي استعمال الصابون والماء، فكلاهما رخيص وفعّال وفي متناول الجميع. وفي حال رغبة المرأة في استعمال مستحضرات التجميل ذات الأساس الزيتي Waterproof Makeup فلا بأس باستعمال الكريم المنظف لإزالة المستحضر، على أن تتبع ذلك بغسل الوجه بالماء والصابون. وإذا تعذر استعمال الصابون لأي سبب من الأسباب، فبالإمكان الإفادة من سائل قابض للبشرة Astringent، أو فوط التنظيف الجاهزة Cleansing Pads، فمعظمها يحتوي على كحول يحلل الزيوت ويزيلها عن البشرة، ولكن على المرأة عدم المبالغة في استعمالها لأن ذلك قد يؤدي إلى تهيج الجلد. ويفضل استعمال مستحضرات التجميل ذات الأساس المائي Water- Based Makeup والخالية من الزيوت Oil - Free Makeup عوضاً عن المستحضرات ذات الأساس الزيتي. * كيف يمكن التأكد من خلو المستحضر من الزيوت؟ - يمكن التأكد من كون المستحضر خالياً من الزيوت بإحدى طريقتين: الأولى عن طريق وضع بضع قطرات من المستحضر على راحة اليد فإذا اختفت دون أن تترك طبقة لامعة فإن المستحضر خالٍ من الزيت، أما إذا لم تجف بسرعة أو جفت وتركت طبقة لامعة كان المستحضر زيتياً، والطريقة الثانية عن طريق رج الزجاجة وهو ما يوضح أن المستحضر في الغالب مائي وخالٍ من الزيت. وبالنسبة لأحمر الخدود ومستحضرات تلوين الجفون، فالأفضل أن تكون صورة بودرة جافة. * هل صحيح أن البشرة تصبح أكثر دهنية في فصل الصيف؟ - كلا، فالبشرة لا تزداد دهنية خلال الصيف وإنما تظهر وكأنها كذلك، فالجو الحار يزيد من إفراز العرق، واختلاط الزيت بالماء يسمح بامتداده على سطح الجلد، مما يجعل البشرة تبدو وكأنها دهنية. * ما أفضل الوسائل للعناية بالجلد الجاف؟ - العناية بالجلد الجاف تكون عن طريق ترطيبه، فإعادة الرطوبة إليه تجعله طرياً ناعم الملمس، ولتحقيق ذلك ننصح باتباع الآتي: - عدم غسل الوجه بالماء والصابون أكثرمن مرة واحدة في اليوم، ويفضل فعل ذلك قبل النوم، وفي الصباح استعمال الماء الفاتر فقط وتجنب الماء الحار لأنه يتسبب في جفاف البشرة. - إذا كانت بشرة الوجه في غاية الجفاف فيمكن الاستعاضة عن الصابون باستعمال الكريم أو اللوسيون المنظف. - تجنب المستحضرات التي تحتوي على الكحول، فهي تزيل طبقة الزيت الطبيعية التي ترطب البشرة. - بعد التنظيف يفضل استعمال كريم مرطب Moisturizer، فهو يمنع تبخر الماء من البشرة فيحتفظ الجلد برطوبته الطبيعية، وخلال النهار يستخدم مرطب غير دهني «ذا كثافة قليلة»، وخلال الليل يمكن استخدام مرطب أكثر كثافة. - في الجو البارد الجاف يجب المحافظة على درجة رطوبة الغرفة، ويمكن استخدام جهاز مرطب Humidifier الذي يباع بالصيدليات، واستعمال الكريمات المرطبة قبل الخروج إلى الهواء البارد. - في حالة عدم جدوى الوسائل السابقة، فإن ذلك يعني أنك لا تعانين جفاف الجلد، فتقشر الجلد حول الأنف والذقن قد لا يعني أنه جاف بل يدل على دهنية الجلد أو على وجود الإكزيما الدهنية، واستعمال المرطبات ومستحضرات التجميل في هذه الحالات يزيدها سوءاً. * ما المقصور بالبشرة المختلطة واختلاط البشرة؟ - المقصود هو أن تكون بشرة الوجه جافة ودهنية في آن معاً، أي وجود بشرة جافة في مناطق معينة من الوجه وبشرة دهنية في مناطق أخرى منه. وتقع المناطق الدهنية بمنتصف الوجه وتأخذ شكل حرف T وهي تشمل الجبهة والأنف والذقن حيث تكثر الغدد المنتجة للزيت «الغدد الدهنية» بعكس جلد الخدين وحول العين وجانبي الوجه. وهذه الحالة من «اختلاط البشرة» شائعة وتلزمها عناية خاصة واختيار سليم لمستحضرات التجميل، فاستعمال مستحضر تجميل زيتي الأساس في المنطقة الوسطى من الوجه يزيد في دهنيتها بينما استعمال مستحضر مجفف حول العين يزيد في جفاف البشرة. وللعناية بهذه الحالة فإننا ننصح بالآتي: - غسل منطقة وسط الوجه بالماء والصابون مرتين أو ثلاث مرات يومياً. - استخدام مجففاً للبشرة يحتوي على كحول، كالسيبانيل Sebanil Lotion. - عدم وضع الكريم المرطب على جلد بوسط الوجه. - استخدام مستحضرات التجميل الخالية من الزيوت أو ذات الأساس المائي. - استخدام مرطب خفيف للمناطق الجافة وذلك قبل استخدام مستحضر التجميل. * ما أهم أسباب جفاف الشفاه وتشققها؟ - تتأثر الشفاه مثل الجلد بكمية الماء الموجودة فيها، فإذا خسرت الماء جفت وخشنت وتشققت، وأكثر ما يحصل هذا في فصل الشتاء نتيجة الجو البارد الجاف، ومما يزيد في ذلك محاولة المرء ترطيب الشفاه عن طريق تبليلها بلعاب اللسان، إلا أن عملية الترطيب هذه تضره أكثر مما تنفع، فاللعاب يتخبر وتتبخر معه المياه الموجودة أصلاً داخل غشاء الشفة. وللوقاية من ذلك على المرء أن يمتنع عن ترطيب الشفاه باللعاب والاستعاضة عن ذلك باستعمال المرطبات، شمعية كانت أو شفافة، وهي متوفرة في الصيدليات على شكل أصابع أحمر الشفاه والكثير منها يحتوي على مواد واقية من الشمس، وهو أمر جيد ومطلوب. ويجب استعمال هذه المرطبات بشكل دوري ومستمر كلما أحس المرء بجفاف شفتيه، وقبل النوم بشكل خاص إذا كان يعاني من الزكام، أو كان من الأشخاص الذين يتنفسون من أفواههم. وإذا استمر جفاف الشفاه فيجب مراجعة اختصاصي الأمراض الجلدية فقد يكون الجفاف ناتجاً عن حالة أكزيما أو حساسية. * ما أفضل كريم مرطب؟ - يباع في الصيدليات عشرات المستحضرات المرطبة للبشرة Moisturizing Cresm. كما تحتوي وسائل الإعلام على الكثير من الدعايات عن هذه المستحضرات، فهناك مرطبات خاصة بالعين وأخرى بالرقبة والوجه، وتكون في صورة كريم أو لوسيون أو موس. وجميع هذه المستحضرات بمختلف أسمائها وملامسها ورائحتها، وربما أسعارها وطرق عرضها، تساعد في شيء واحد فقط هو محاربة صلابة الطبقة الخارجية من الجلد، إذ تجعلها طرية غير متشققة ويصبح الجلد ليناً ناعم الملمس، وتشكل هذه المرطبات طبقة زيتية على سطح الجلد تعيق تبخر الماء منه وتحافظ على رطوبته. على أن المرطب قد يختلف عن سواه باختلاف كمية الزيت فيه، فالمرطب الخاص بالنهار Day Cream أو Cream De Jour يحتوي على القليل من الزيوت، بينما يتميز المرطب الليلي Night Cream أو Cream De Nuit باحتوائه على كمية وافرة من الزيوت. * ما هو أفضل مستحضر للتجميل؟ - معظم مستحضرات التجميل متشابهة، وليس هناك نوع واحد يمكن وصفه بأنه الأفضل، ويعتمد اختيار نوع معين من مستحضرات التجميل عادة على الاختيار الشخصي فقط، إذ يفضل البعض رائحة مستحضر معين أو ملمسه أو سهولة استعماله بينما قد يفضل البعض الآخر لونه أو حتى لون العلبة أو الغلاف، وقد يعتاد البعض على استخدام منتجات شركة عالمية معينة. وكون مستحضر التجميل غالي الثمن لا يدل على نوعيته الجيدة، فبعض المساحيق الرخيصة الثمن أثبتت فعاليتها عبر سنين من الاستعمال، وقد تضاهي مثيلاتها من المساحيق الباهظة الثمن. والأهم من ذلك كله هو اختيار مستحضر لا يضر بالبشرة، فاستعمال مستحضر زيتي مثلاً يضر بالبشرة الدهنية وقد يؤدي إلى ظهور بثور تشبه حب الشباب، كما أن استعمال مستحضرات مجففة للبشرة يؤذي البشرة الجافة أصلاً، والبعض الآخر قد لا يكون مناسباً للبشرة الحساسة. والطبيب الاختصاصي بالأمراض الجلدية هو الذي يساعدك في هذين الأمرين. * هل المستحضرات الطبيعية أسلم وأفضل للبشرة؟ - كثيراً ما نسمع بضجة إعلامية حول المستحضرات الطبيعية وكثيراً ما يركض الناس خلف هذه المستحضرات، ولكن ما المقصود بكلمة «طبيعية»، المقصود بها هو أن هذه المواد غالباً مأخوذة من مستخلصات نباتية، ولقد ثبت علمياً أن المستخلصات النباتية هي من أكثر المواد المؤدية لحساسية الجلد، لذا ليس من الضرورة أن تكون المستحضرات الطبيعية أفضل من المستحضرات العضوية، بل على العكس قد تكون العضوية أفضل، وبالنهاية لا بد من القول بأن المستحضرات الأفضل هي تلك التي تكتب عليها تركيبة ومحتويات هذه المستحضرات. أخيراً.. هل يصلح الماساج والبخار لمنع شيخوخة الجلد ولعلاجها؟ - ليس هناك دليل علمي واحد على أنه يمكن عن طريق الماساج أو البخار منع التجاعيد أو تأخيرها أو علاجها.. فتنشيط الدورة الدموية في جلد الوجه بشكل مؤقت لا يؤدي إلا إلى انعاشه واضفاء بريق عليه لفترة وجيزه فقط ولا شك أن الماساج يقلل من التوتر ويبعث على شعور بالراحة، إلا أنه لا يتوقع منه أن يكون ذا تأثير على التجاعيد!