البشرة عنوان الجمال وهذا سر اهتمام الراغبات بالجمال ببشرتهن فالبشرة تعكس الصحة العامة ودرجة أناقة الشخص لذلك كان الاهتمام بالبشرة قديماً قدم الزمان منذ أيام المصريين القدماء حيث عرف وقتها عن كليوباترا أنها كانت تستحم بالحليب واكتشف بعد ذلك أن الحليب يحتوي على أحماض تحضر في الوقت الحاضر على شكل كريمات تعرف بأحماض الفواكه وقد يذكر البعض كيف كانت جداتنا تنظفن البشرة بقشر الليمون. وقبل التطرق لطرق تنظيف البشرة والذي يعتبر إحدى طرق الاهتمام بها يجب علينا تجنب أعداء البشرة وأهمها الشمس، سوء التغذية، قلة النوم، التدخين والكحول. وهناك عدو آخر قد يكون أسوأ هؤلاء ألا وهو سوء التعامل مع البشرة. التعامل مع البشرة أول خطوة للتعامل الصحيح مع البشرة هو أن تعرفي سيدتي نوع بشرتك وهذا يقرره طبيب الجلدية، ولدى معرفتك لنوع بشرتك يسهل عليك الاهتمام السليم بها بنسبة قد تصل إلى 90% وذلك بمعرفة ما يناسبها من منظفات للبشرة وعناصر مغذية مروراً بمساحيق التجميل. والبشرة أنواع ثلاثة منها رئيسية 1 - البشرة الدهنية: ويمكن معرفتها بالوقوف أمام المرآة فقط حيث تتميز بأنها تبدو سميكة تكثر فيها المسام الواسعة الواضحة للعين المجردة وتبدو لامعة بالنظر وزلقة بالملمس خصوصاً إذا لم تغسل لعدة ساعات وذلك بسبب نشاط الغدد الدهنية التي تفرز دهوناً زائدة إلى سطح الجلد. هذه الدهون يتم ازالتها إما بالتنظيف أو المسح وإذا لم يتم ذلك قد تؤدي إلى نشوء بثور ذات رؤوس بيضاء وسوداء (زيوان) يمكن أن تلتهب وتصبح حمراء اللون وهو ما يعرف بحب الشباب. هذا النوع من البشرة يتطلب ما يعرف بمنظف قوي ذي قدرة على إزالة الدهون ومن المستحسن تكرار الغسيل مرتين يومياً على الأقل. وأنواع المنظفات متعددة فقد تكون على شكل صابونة تقليدية أو سائل أو لوشن أو ما يعرف ب «سكرب» (scrub) النوع لا يهم ولكن المحتوى أو المادة الفعالة والقاعدة التي تحمل هذه المادة (إما كحولية أو زيتية أو مائية) هما الأساس وأسهل طريقة لمعرفة المنظف المناسب للبشرة الدهنية تكون بقراءة المحتويات المكتوبة على العلبة والتي يجب أن تبدأ بكلمة «الكحول» (Alcohol) وقد تضطر صاحبة البشرة الدهنية القيام بتنظيف البشرة لدى اخصائية التجميل (الفاشيال) (Facial) وذلك لإزالة «الزيوان» بين فترة وأخرى وما يساعد على نشوء هذا «الزيوان» استخدام الكريمات المرطبة أو تكرار استخدام مساحيق التجميل الزيتية. لدى القيام بعمل الفاشيال للبشرة الدهنية ينصح بعدم استخدام الزيوت أثناء المساج «الذي يعتبر خطوة أساسية في عمل الفاشيال». وفيما يخص مستحضرات التجميل ينصح باستخدام كريم أساس قليل الزيت ومطفي. 2 - النوع الثاني من البشرة هو البشرة الجافة والتي تبدو رقيقة عند النظر في المرآة مسامها صغيرة جداً: قد يتطلب عدسة مكبرة لرؤيتها» وخالية من «الزيوان» والبثور وذلك نتيجة كسل الغدد الدهنية وقلة إفرازها. هذه البشرة تتطلب منظفاً خفيفاً كي لا يزيدها جفافاً وعند قراءة محتويات علبة المنظف المناسب للبشرة الجافة فغالباً يبدأ بكلمة «زيت» (oil) وأنواعه مختلفة كزيت اللوز وزيت الزيتون الخ. ويكفي عمل التنظيف لمرة واحدة في اليوم كما ننصح بكثرة استخدام الكريمات المرطبة لمنع الجفاف الذي قد يؤدي إلى سرعة ظهور التجاعيد والبهتان وإخفاء بريق ونضارة البشرة. ويمكن لصاحبة البشرة الجافة عمل التنظيف العميق لدى أخصائية التجميل حيث تركز الأخصائية على استخدام الزيوت والكريمات المرطبة وعند اختيار مستحضرات التجميل ينصح بكريم أساس زيتي ولامع. 3 - النوع الثالث من البشرة هي البشرة العادية وهي في منتصف الطريق بين الدهنية والجافة وتكون رطبة وليست لامعة ومسامها متوسطة الحجم وفي الحقيقة هي الأصعب تعريفاً بين أنواع البشرة. ويفضل استخدام المنظفات ومساحيق التجميل التي تكون قاعدتها مائية «المحتويات تبدأ بكلمة ماء». ويكون التنظيف العميق لدى الأخصائية حسب حالة البشرة وقت التنظيف ومدى ميلها أو قربها من البشرة الجافة أو البشرة الدهنية. وهناك نوع آخر مثير للبس يعرف بالبشرة الحساسة حيث يختلف أطباء ا لجلد وأخصائيو التجميل في تعريف هذا النوع فحين تقرأين سيدتي أن أحد المستحضرات هو للبشرة الحساسة فإن الشركة المنتجة تعني أنه مناسب للبشرة الجافة فهم يسمون البشرة الجافة بالحساسة وهذا ما قد يثير اللبس لدى الكثيرات. وبالنسبة لأطباء الجلد فإن البشرة الحساسة هي إحدى حالات البشرة التي قد تصاحب أي نوع من أنواع البشرة التي ذكرت سابقاً وتتميز بتكرار التهيج والاحمرار حتى لأدنى الأسباب فحين تكون البشرة الدهنية حساسة قد يمنع استخدام المنظف القوي «المناسب للدهنية» وصاحبة البشرة الحساسة قد تواجه مشاكل أثناء استخدام بعض الكريمات المغذية للبشرة التي قد تحتوي على فيتامين E- A-C أو أحماض الفواكه لدرجة أنها قد تجد صعوبة في استخدام مساحيق التجميل ولهذه الحالة من التحسس أسباب لا يسعنا شرحها في هذه المقالة. وهناك ما يعرف بالبشرة المركبة وهو مصطلح يستخدم كثيراً من قبل شركات التجميل على أساس أن هذه البشرة تكون دهنية في منطقة الجبين والأنف والذقن (T Zone) وجافة في الأماكن الباقية وفي رأيي أن جميع أنواع البشرة تحمل هذه الخاصية وليس بإمكاننا اعتبار هذا المصطلح نوعاً منفصلاً من أنواع البشرة فهل يعقل أن مستحضراً يجفف منطقة الأنف ويرطب باقي الوجه في الوقت نفسه؟؟!! سيدتي؟ كخطوة أولى في الطريق الصحيح للتعامل مع بشرتك أرجو أن تعرفي نوعها أولاً ثم تعيدين قراءة هذا المقال حينها سيقل اعتمادك على البائع أو البائعة في محل التجميل لاختيار ما يناسبك. د. عبدالله السماري (*) (*) استشاري أمراض طب الجلد، التجميل- عيادات ديرما