تأتي الاجابة - بكل أسف - نعم .. لماذا؟ لأننا بالفعل سلبيون إلى حدٍ كبير وأعتقد أن السلبية قد تجذرت في البعض من أفراد مجتمعنا بينما البعض الآخر مهموم جداً بما تمر به البلاد في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا المجيد.. لماذا نترك الدولة لوحدها تصارع وتضارع وتواجه الأخطار الداخلية منها والخارجية ونحن نتفرج تاركين كل كبيرة وصغيرة لرجال الأمن والأجهزة الأمنية.. لماذا لا نشارك: نريد مشاركة فعالة من كافة شرائح المجتمع.. يجب أن يكون هناك استنفار من قبل أفراد المجتمع وليس فقط أجهزتنا الأمنية.. استنفار يخفف العبء عن كاهل الدولة. استنفار جدي من قبل العلماء والدعاة والكتاب والمفكرين وأصحاب الرأي والمواطنين والمواطنات متعلمين أم غير متعلمين.. استنفار واستنكار لما حدث ويحدث لبلادنا العزيزة والآمنة ونبذ هؤلاء المتطرفين في أفكارهم والبدء أولاً بالحوار الصادق مع أنفسنا وأبنائنا وأقاربنا وزملائنا «أي إصلاح البيت من الداخل»، لابد من ترك السلبية جانباً وترك التحليلات العقيمة وغير المجدية والتنديد - فقط - بما يحدث ثم لا نلبت أن نتحول عن الواقع بسرعة ثم ننسى ما حدث لبلادنا.. نعم هناك الكثير ممن يقضون معظم أو كل أوقاتهم في الأسواق ومجالس القيل والقال والإنترنت وفي نقد بعض الصحف والكتاب ووصف بعض الكتاب بالمتطرف الأصولي والبعض الآخر بالمتطرف الليبرالي وهكذا إلى ما لا نهاية من الألقاب، هذا في الجانب المحلي وفي الجانب الآخر نود أن تكون هناك وفود من مجلس الشورى ووزارة التعليم العالي ممثلة في الجامعات ووزارة الإعلام وكافة الصحف للقيام بزيارات متتالية ومتتابعة لعواصم الدول الكبرى في العالم لإيضاح موقف المملكة تجاه ما يجري على أرضها وأنها - أي المملكة - تعاني من مشكلة الإرهاب والتطرف مثلها مثل غيرها من الدول ولا تدعم الإرهاب بأي شكل من الأشكال بل هي دولة سلام وتسعى من أجل السلام وتسخر كل إمكاناتها لذلك وتشمل زيارات تلك الوفود جميع دول القرار في العالم ومراكز البحوث فيها والالتقاء بالساسة والمفكرين والأكاديميين والصحفيين لأن في ذلك مصلحة لوطننا مع وجود فرص عديدة وكثيرة يمكن أن نتحرك من خلالها لإيصال رأينا ورؤيتنا ومنهجنا الواضح والمعتدل والصريح للآخر